عين علي المسرح العربي – عروض المسرح.. من القاهرة إلى المحافظات

انتشرت، فى الفترة الأخيرة، العروض المسرحية الخاصة بالبيت الفنى للمسرح وهيئة قصور الثقافة بالمحافظات، لنجد من حينٍ لآخر العديد من العروض المسرحية بالأقاليم، ومنها عرض “هيستريا” و”حوش بديعة” و”الليلة الكبيرة” و”عاشقين ترابك” وغيرها، بينما لم يُقدَّر لعرض “غيبوبة” العرض فى السويس وبنها؛ بسبب رفض الأهالى وجود أحمد بدير هناك؛ لآرائه السياسية المناهضة لثورة 25 يناير، كما تمَّ عمل بروتوكول تعاون بين البيت الفنى للمسرح ووزارة الداخلية لعرض مجموعة من المسرحيات بمعسكرات الأمن المركزى، وكان قد سبق أن عُرضت بعض أعمال البيت الفنى للمسرح بجامعة القاهرة، وما زال البيت يحاول الوصول لمختلف الجامعات، كل هذا النشاط يجعلنا أمام حالة جديدة من التنقل بالمسرح إلى المحافظات والأقاليم، قد تفيد فى كسر المركزية الثقافية للقاهرة.

أكدت المخرجة عبير على، أن تجوُّل العروض المسرحية التابعة لهيئة قصور الثقافة والبيت الفنى للمسرح، يعتبر خطوة فى كسر المركزية الثقافية بالنسبة للمسرح، ومن المهم أن تنتقل العروض أيضًا إلى الجامعات ومراكز الشباب والنوادى وكل أماكن التجمع بالقاهرة والمحافظات.

ولفتت إلى أنه من الضرورى أيضًا أن تأتى عروض الأقاليم للقاهرة؛ ليسلَّط الضوء على هذه الأعمال، وتلك هى الخطوة الأهم لكسر المركزية الثقافية، ولتنفيذ هذه الخطوة يجب أن يكون هناك مكان مخصَّص للمسرح المستقل بالعاصمة وكل المحافظات، ويتم عرض عدد من الأعمال المسرحية بشكل دائم من كل الأقاليم، ويُدار هذا المسرح من خلال مجلس أمناء، وبعد ذلك يتطور الأمر ليكون هناك مسرح فى كل بلد، بالإضافة إلى عدد من وِرش التدريب الخاصة بكل مجالات المسرح.

واقترحت عبير أن تتواجد الفِرق القومية لمسرح الدولة بالمحافظات؛ لتَعرض أعمالها هناك، وأن يأتى كبار المخرجين وتتم استضافتهم لعمل عروض مسرحية بالمحافظات، وهذا يمنح العمل المسرحى ثقة فى الأقاليم، بالإضافة إلى أن كبار المسرحيين يستطيعون أن يطوروا فِرق الأقاليم لتكون فى أفضل حالاتها كى تجذب الجمهور، كما يجب أن يكون هناك نشاط مسرحى مستمر عبر مواسم السنة المختلفة، كأن تكون هناك عروض مسرحية فى المصايف وشهر رمضان، وفى وقت الدراسة بالجامعات، وتتوزع العروض على مستوى الجمهورية.

كما اقترحت أن تكون هناك قوافل مسرحية حقيقية متقاطعة، لتبدأ من أسوان وتنتهى بالإسكندرية، والعكس، لتمرَّ تلك القوافل على كل المحافظات ومن كل الأقاليم، وبهذا يرى الجميع كل أنماط المسرح من كل المناطق، ومن المهم أن يستقدم قطاع العلاقات الثقافية الخارجية الخبرات المسرحية من الخارج؛ لعمل برامج تدريب للمتميزين من الفنانين؛ ليكون هناك برنامج تدريب لفنانى مصر من كل المحافظات، ويكون هذا التدريب على جميع مستويات المسرح من تمثيل وكتابة وموسيقى وديكور وغيرها؛ للعمل على بناء قدرات المسرحيين المصريين.

ولفتت إلى ضرورة تطوير المسارح من خلال المركز القومى للمسرح، وأن يتم تجهيز المسارح بوحدات تصوير عالية الجودة لتصوير العروض المسرحية الجيدة وتُحفَظ على موقع إلكترونى خاص بالمركز، ومن يريد منها نسخة يحصل عليها بمقابل مادى بسيط، كما أنه من المهم أن تُعرَض تلك الأعمال المسرحية على التليفزيون عبر إحدى قنوات النيل التخصصية كقناة الدراما التى يتم التعامل معها على أنها للمسلسلات فقط، رغم أن مفهوم الدراما يتضمن المسرح، فعلى هذه القنوات أن تقدم برنامجًا أسبوعيًّا لتقديم عروض مسرحية لكل محافظة، ومن الممكن أن يتم إنشاء قناة خاصة بالمسرح تقدِّم العروض المسرحية مع وجود نقاد يتحدثون عن تلك الأعمال بعد عرضها، مما يسهم فى زيادة المعرفة بالمسرح لدى الجمهور، كما يطور من القائمين على تلك الأعمال من خلال الأحاديث النقدية.

على راشد

http://www.almalnews.com/

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *