عين على المسرح- في اختتام الدورة 11 لمهرجان دوز العربي تكريم ” شرح البال عبد الهادي” و” محمد الزيات ” مسرحية شــيّــر شـار بين ضياع وحلم نلامس النور – بقلم : عــبــاســيـــة مـــدونــي – سيــدي بلـعــباس- الــجــزائــــر

في ختام العرس الثقافي المسرحي العربي لمهرجان دوز للفن الرابع في دورته الحادية عشر ، وبعد أن انتعشت الساحة الفنية بدوز بمجموعة من العروض المسرحية المميزة من الوطن العربي ، ناهيك عن العروض المسرحية التونسية  ، عكفت هيئة المهرجان عند اسدال ستار دورة 2016 على تكريم شخصيتين فنيتين ، وهما الفنان والمخرج المسرحي ” شرح البال عبد الهادي” من دولة ليبيا ، الذي وضع لمسته الفنية بعديد العروض المسرحية وأعاد النبض الى المسرح في ليبيا بحكم أعماله التي تعتمد الرؤية الاخراجية الهادفة والفرجة الحيّة ، اضافة الى تركيزه على مسرحة الأدب من خلال اشتغاله على الكثير من أقلام الأدباء سواء في مجال القصة ، الرواية أو الشعر ، مهتما بالموروث الليبي بشكل بارز ، معتمدا دوما على طرح الحالة الداخلية لكل مبدع على الركح ، مخاطبا دوما ما يتكىء من ذكريات داخله ليطرحها فنيا بلغة أبو الفنون.

وقد كرم الى جانبه االفنان ، الممثل والمخرج ” محمد الزيات “ من المغرب ، هو الآخر الذي يحمل في جعبته عديد الرسائل الانسانية في باب أبو الفنون ، ساعيا دوما الى نقل الصورة الحية والناضجة  لجميع القضايا التي يعاني منها المجتمع المغربي بشكل خاص والعربي بشكل عام ، كما أنه رئيس فرقة المشهد المسرحي بالقنيطرة حيث يسعى الى دفع دولاب الحركة المسرحية بتلكم المنطقة ، وتفعيل المشهد المسرحي بها ، على أمل أن ترتقي مدينة القنيطرة الى مستوى المشهد المسرحي الفاعل والفعّال ، وتفعيل الحركة المسرحية بها ، وهذا ما يسعى اليه كفنان ومبدع .

وقد احتضنت دار الثقافة ” محمد المرزوقي ”  ، العرض المسرحي  بعنوان ” شـيّـر شـار” لفرقة بلدية دوز للتمثيل ، المسرحية من تأليف ” عبد الناصر بن عبد الدائم” وسينوغرافيا وإخراج

” منصور الصغير ” ، المسرحية التي كشفت من خلال الشخوص الثلاث المحورية ” عمار” ، ” الهادي” و” أمحمد”  النقاب عن التحولات التي رافقت ما يسمى بالربيع العربي نتيجة الصراعات التي راحت تتخبط بها الأمة العربية منذ سنوات 2011 ، أين تحوّلت تلكم المنطقة الى ساحة اقتتال ، تشويه ودمار واغتصاب للحريات بحجة البحث أو النضال في سبيل البيروقراطية ، فبعد أن قررت الدولة المضيفة إطلاق سراح الثلاثة المشتبه بهم في أعمال إرهابية وإعادتهم الى بلدانهم ، يكتشف هؤلاء أن بلادهم لم تعد تتوفر الا على ديك كرمز للمنادين بالثورة جراء يناير  ، في حين اكتفى الآخرون بالصمت .

وفي ظل الغياب الكاسح لصوت الأمة ، ينصّب الثلاثة أنفسهم حكاما لبلاد خلت من أهلها ، أين يبدأ التخطيط لنهب البلاد بحجة التوافق في دائرة صراع الكراسي والمناصب ، والاستحواذ على غنائم الشعب ، أين يظهر شبح الإرهاب المدعوم من الجهات الرسمية التي تتعامل مع الآخر بلغة الأرقام ، أرقام الضحايا ، المنهوبين ومغتصبي الحقوق والحريات ، أين تلعب الفضائيات دورها الأبرز في الترويج الأعمى لكل الحقائق.

العمل المسرحي الذي اعتمد الكوميديا الساخرة بخطاب سياسي قوي وبارز ، كانت رمزية بدرجة عالية أين يعدّ الربيع العربي ثمرة التحالف الصهيوأمريكي ، باستعمال الإرهاب ، داعش والنصرة والقاعدة أين ضاعت أحلام البسطاء وهضمت حقوق الكادحين  ، وفي خضمّ كل الضياع ثمة دوما بقعة أمل ونور ، ورغم شظف العيش والتوجه الإعلامي الفاسد وغيرها من الأنظمة القذرة ، يظل الزمن حاملا لكذا تغيرات ، ورغم كل التداعيات الحاصلة والانتهاكات الواضحة ، ثمّة من يرفض لغة السلاح والدم ، ثمة من يناضل بلغة الحب والانسان ، وثمة من يحمل مشعلا للغد المقبل المشرف ، والدرب وان طالت ستحمل معها عديد المباهج والآمال ، وما بين كل ألم وأمل ثمة حكايات ترفع وأخرى تقيّد ، ثمة حبّ اسمه الوطن .

 ” شــيّــر شــار” الغيث جراء البرق ، وميض النور بعد كل صراع ، صوت صادح نتيجة كل  فاه مكموم ، قيم ثابتة وان لوّثتها أيادي الغدر ، وكلّما امتدّت أرجلنا الى القاع القذر ثمّة يد تمتدّ لتنقذنا من وحل ما يتربّص بنا ، الأمل بعد كل وجع ويزداد العطاء وتمتدّ الأيادي نحو نور الشمس .

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *