عين على المسرح -تربص تكويني في مجال أبي الفنون لصالح طلبة قسم الفنون لجامعة أبي بكر –تلمسان عرض مسرحي في الأفـق-بــقـلــم : عـبـاسـيـة مــدونــي – سـيـدي بـلـعـبـاس- الــجــزائـــر

تحقيقا لفعل الإبداع ، وفي باب إدماج الطلبة في الشق التطبيقي ميدانيا لشتى المقاييس الأكاديمية المتعلقة بالمسرح ، ونظرا لأهمية التكوين المسرحي على المدى القريب والبعيد ، وفي ظل الاتفاقية التي تمّ إبرامها مؤخرا ما بين مؤسسة المسرح الجهوي بسيدي بلعباس وبين قسم الفنون لجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان ، تمّ استقبال الطلبة وهم في المجموع ثلاثة عشر  ( 13) طالبا ما بين طلبة الماستر سنة أولى وطلبة السنة الثالثة والثانية فنون درامية ، في باب مقياسي ” فن الإخراج ”        و” فن التمثيل ” للأستاذين ” فقيرة بارودي ” و” مدوني عباسية ” ، حيث كان التربص التكويني خلال الفترة الممتدة        من 11 إلى 13 فبراير من سنة 2019 ، استثمارا في طاقات ومواهب الطلبة ورفعا لمعنوياته ووقوفا عند شغفه ، وحمله على ملامسة أصول وقواعد الفن الرابع ميدانيا وواقعيا .

التربص التكويني جاء بدعم من السيد ” عقيدي محمد” مدير المسرح الجهوي سيدي بلعباس الذي وفر شتى الامكانيات المعنوية والتقنية والإدارية ضمانا للسير الحسن على مستوى مؤسسة المسرح ، كما كان التربص من تأطير الأستاذين ” عباسية مدوني” و” فقيرة بارودي ” اللذين نظما برنامجا تكوينيا ثريا خلال الثلاثة أيام ، شمل الشق التفني والفني والإبداعي وفق منهجية تأطير فني مضبوطة الأسس ، أين عرف اليوم الأول من التربص التكويني الاعلان عن الافتتاح الرسمي لفعالياته من لدنّ مدير مؤسسة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ، والذي رحّب بمجموعة الطلبة مؤكدا على أهمية هذا التربص وعلى استمراريته على المدى البعيد حتى يتم الاستثمار في الطالب والعمل على توجيهه ميدانبا وفنيا ، مع اكتشاف موهبته وتوجبهه ، ناهيك عن تأكيده على توفير شتى الامكانيات لضمان السير الحسن لفعاليات التربص ، وكل الدعم لأن يتوج التربص مستقبلا بالعرض المسرحي الذي سيرى النور في الآجال الواعدة .

من جهتهما مؤطري التربص التكويني الأستاذين ” مدوني ” و” فقيرة ” في افتتاح فعاليات التربص أكّدا على ضرورة التكوين في مجال المسرح بهدف الموازنة ما بين الشق الأكاديمي والتطبيقي مع أن هكذا تربصات فرص ثمينة لاستغلال كل صغيرة وكبيرة في حقل التكوين والتشبع ميدانيا ، ناهيك عن أن الطلبة الجامعيين أوفر حظا بهته التربصات التي لم تكن سياستها واضحة في زمن مضى ، على أن يكون هذا التربص مستمرا ومنسّقا ، حتى يتم العمل على الطالب وتكوينه مسرحيا ، ومنح فرصة للتنفيس عن مكنوناته وتوجيهه توجيها سليما من شأنه أن يعدّ طالبا متمرسا بيداغوجيا وميدانيا .

بعدها فسح المجال في الشق التقني ، مع الريجسيور العام على مستوى المسرح الجهوي لسيدي بلعباس السيد            ” طويل عباس” الذي شرح لهم بالتفصيل الدقيق البنى التحتية لمؤسسة المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، واهم فضاءاته ومصالحه من جانب البرمجة ، والجانب الفني والتقني ومهام كل مصلحة ومدى العلاقة فيما بينها نحو تقديم برنامج شامل وواف لصالح الجمهور سواء الكبير أو الصغير منه ، وشتى المهام المنوطة بالمسرح الجهوي سيدي بلعباس كمؤسسة ثقافية وفنية ذات طالع تجاري واقتصادي ، كما تم تعريف الطلبة المتربصين على شتى الفضاءات التي يتوفر عليها المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، وهذا وقد تعرف الطلبة على شتى وأهم التجارب الفنية والمسرحية التي عرفها المسرح والتي كانت رائدة واتخذت مسار مخبر للتكوين والإبداع على مدار سنوات ، الأمر الذي فسح المجال لاستقطاب عديد الطاقات والمواهب التي تمّ تكوينها والاستفادة منها .

الفترة المسائية من أول أيام التربص عرفت مباشرة التدريبات والاشتغال على العرض المسرحي المرتقب رفع ستار العرض الأول عنه ألا وهو ” حب في زمن الحرب” ، وذلك بمتابعة كل من المؤطرين ” عباسية ” و” بارودي ” مع إشراف وحضور الفنان القدير ” دين الهناني محمد ” حيث عمل الطاقم على المشاهد الأولى من العمل المسرحي مع توجيه للممثلين ووقوفا عند إعدادهم وإدارتهم على مستوى الركح .

ذات الفترة المسائية من فعاليات التربص التكويني في يومه الأول ، شهدت زيارة ميدانية إلى أحد الفضاءات الهامة والرائدة فنيا على صعيد محلي ، وطني ودولي ، إنه متحف ” غنجة ”   لفن الماريونيت ، الذي يحمل ذاكرة حية للأجيال على مدار أزمنة متتالية ، لصاحبه الفنان القدير والراقي ” قادة بن شميسة ” ، الذي استقبل الطلبة برحابة صدر لا نظير لها وبابتسامته المعهودة التي تعكس تواضعه النبيل وفنه الأصيل ، حيث شرح لمجموعة الطلبة تاريخ الماريونيت ( فن العروسة ) واسترسل في شغف تشييد متحف ” غنجة ” الذي كان بأنامل أطفال وشباب الحي الشعبي الذي يقطنه ، والذي هو مرتع خصب للعطاء والإبداع ، وملتقى للمبدعين ، وفضاء حي لتلاقي الأجيال وإطلاق العنان للإبداع في أبهى حلله ، كما اختتمت الزيارة على مستوى متحف ” غنجة ” بجلسة فنية للفنان المبدع ” حسين بن شميسة “ صاحب اللمسة الإبداعية مسرحا ، غناء وإبداعا موسيقيا ، هو الآخر الذي بدوره أكد للطلبة إلى أن كل الأبواب مفتوحة لصالحهم ولكل طالب جامعي من الضروري أن يوازن ما بين الشق الأكاديمي   والميداني ، وأن هكذا تربصات فرصة لا تعوض بهدف الاستفادة وتحقيق غاية كل طالب  جامعي

ثاني أيام التربص التكويني في مجال أبي الفنون على مستوى المسرح الجهوي سيدي بلعباس، عرف مواصلة التدريبات الخاصة بالعرض المسرحي ، كما كانت الفرصة أثمن لصالح الطلبة المتربصين حتى يكونوا على متابعة مياشرة للتحضيرات الخاصة بعرض للأطفال من انتاج المسرح الجهوي سيدي بلعباس ألا وهو ” العقد المسموم ” المبرمج لصالح الأطفال في الفترة المسائية ، الفرصة كانت مباشرة أين شهدوا على تركيب الديكور على الخشبة ، وعلى مستوى الصوت تم اللقاء المباشر مع تقني الصوت السيد ” بوطاوس نور الدين ” الذي عرفهم على أهم أجهزة الصوت ، وكيفية العمل على التحضير للعرض ، مع تعريفهم على شتى التقنيات وكيفية العمل على لوحة الصوت ، وكيف يتم الاستعانة لبالبطاقة التقنية للعرض ليكون جاهزا لرفع الستار عنه أمام الجمهور ، من جهته مهندس الإضاءة  ” مرابط سيد أحمد ” شرح لهم كل ما هو متعلق بالإضاءة واهم مهامها ، ناهيك عن تعريفهم بشتى الأجهزة والتقنيات ، وما يتوفر عليه المسرح الجهوي سيدي بلعباس ، وطبيعة كل عرض وما يحتاجه من إضاءة وهندسة لها ، كما أكّد على ضرورة أن يكون المشتغل على الإضاءة ملمّا وعارفا بالإضاءة ودارسا ومتمرسا فيها حتى يجاري شتى التطورات والتقنيات ، كما كان تقني الإضاءة  ” غفير أمين ” فوق الركح شارحا بالتفصيل لمستلزمات العرض الخاص بالأطفال من حيث الإضاءة ، مفصّلا لهم في كل جزئية وما يحتاجه العرض حسب لوحاته ، مركّبا للإضاءة على شكل تطبيقي ومباشر حتى يقرّب للطلبة المفهوم وغاية البطاقة التقنية لكل عرض التي تكون ضمن متطلبات سينوغرافيا العرض .

لتكون الفترة المسائية انفتاحا على العرض المسرحي مباشرة مع جمهور سيدي بلعباس المسرحي ، بحضور الطلبة المتربصين الذين تم فتح نقاش مفتوح ونقد بنّاء معهم مباشرة بعد نهاية عرض ” العقد المسموم ” من طرف المؤطرين ، أين تم الوقوف عند كل صغيرة وكبيرة من العرض ، وكيف وجد الطلبة العرض قبيل رفع الستار عنه والتحضيرات له ، وبعد أن شاهدوه عرضا حيا مكتمل العناصر أداء وتمثيلا وسينوغرافيا وتقنيا .

ثالث أيام التربص شهد متابعة للتدريبات الخاصة بالعرض المسرحي مع الطلبة المتربصين ، حيث تم ملامسة مدى اندماجهم وشغفهم بكل شخصية من العرض ، محاولين الوقوف عند دوافع تلكم الشخصية وغاياتها ، مع التأكيد لهم أن هته الأمور سيتم التمكن منها مع التدريبات المتتالية التي ستتواصل على مستوى ورشة الجامعة حتى يتم التحضير للعرض العام الذي من المفترض أن يرى النور قريبا وفي الآجال المحددة ، كما شرفنا بالحضور ضمن فعاليات التربص في آخر أيامة الأستاذة ” برمانة سامية ” رفقة طلبتها من قسم الفنون لجامعة سيدي بلعباس ، حيث شهدت على التدريبات وعلى بعض المشاهد من العرض المسرحي للطلبة ، آملة أن تعمّم هكذا مبادرات على مستوى قسم الفنون لجامعة سيدي بلعباس وفتح المجالات أمام الطلبة ميدانيا .

لتعرف الفترة المسائية ، الاختتام الرسمي لفعاليات التربص التكويني ، بحضور كل المتربصين ومؤطري التربص ، مع حضور السيد مدير المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ، والدكتور ” دحو أمين ” ممثلا عن جامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان ، والأستاذة ” برمانة سامية ” من جامعة سيدي بلعباس ، والسيد ” العربي عمر ” رئيس المكتب الولائي لتجمع الطلبة الجزائريين الأحرار الذي كان سندا لنا في التربص اين وفر الإيواء والإطعام لصالح الطلبة المتربصين طيلة أيام التربص .

هذا ، وقد أكدت الأستاذة ” عباسية مدوني ” في ختام التربص على أهمية إخراج الطالب الجامعي من روتين التلقين وحمله على التطبيق والممارسة ، حتى يكون ملمّا وعارفا بكل التفاصيل المتعلقة بالفن الرابع الذي هو شاسع المجال والاتجاهات ، موجهة كل الشكر والامتنان لكل من وفر الدعم وكان سندا في هكذا تربص تكويني لصالح طلبتنا وعلى رأسهم السيد مدير المسرح وكل العمال من إدارة وتقنيين ، مؤكدة دعم زميلها الأستاذ ” فقيرة بارودي” والعمل جنبا إلى جنب على إنجاح هذا التربص الذي ستستمر محطاته على مستوى جامعة تلمسان ، ناهيك عن توجيه الامتنان لجامعة تلمسان من رئيس قسم الفنون وعميد الكلية فلولا اهتمامهما بمجال التكوين ، لما كان الاتفاق ساريا بين الجهتين ، ولولا حرص الأستاذين ” عباسية مدوني ” و”فقيرة بارودي” وهما طالبي دكتوراه في النقد المسرحي ، ما كان الشغف ليتحقق مع مجموعة من الطلبة الذي أبدوا حماسا منقطع النظير واستعدادا للتكوين والمتابعة تحقيقا لحلم الخشبة والمسرح ،ومن جانب آخر أكد السيد   ” عقيدي محمد” على أن هذا التربص التكويني يمنح بعدا آخر للطالب الجامعي ، ويفتح أمامه مجالات للاحتكاك والمعرفة الميدانية ، منوها بكل المجهودات التي بذلت بغية إنجاحه ، مؤكدا على أن الأبواب تظل مفتوحة لتوسيع هكذا مبادرات ، وفي   ذات المقام أكد الدكتور ” دحو أمين ” ممثلا عن قسم الفنون لجامعة أبي بكر بلقايد لتلمسان ، أنه من المفيد جدا أن تكون   هته الاتفاقيات المبرمة مابين أقسام الفنون ومؤسسات المسارح داعما أساس للحركة المسرحية ، وبخاصة حمل الطلبة على ملامسة الجانب الميداني والتقرب أكثر بكل ما يتعلق بالفن الرابع ، على أمل أن نرى هؤلاء الطلبة في أعمال مسرحية واعدة .

ليتم في الأخير توزيع شهادات تقديرية خاصة بالمؤطرين ، وكل من أسهم في إنجاح فعاليات التربص التكويني  ، ومجموعة الطلبة المتربصين الذين كشفوا عن اهتمام وشغف واسعين مع إرادة نحو المضي قدما .

صفوة القول ، يعدّ هذا التربص التكويني في مجال الفن الرابع وفي إطار بروتوكول التعاون المبرم ما بين مؤسسة المسرح الجهوي سيدي بلعباس وقسم الفنون لجامعة أبي بكر بلقايد تلمسان خطوة هادفة نحو مزيد من التعاون الفعّال والمثمر نحو الموازنة بين كل ما هو نظري وما هو تطبيقي ، وإخراج الطالب الجامعي من حيّز التلقين المبتذل ، مع السعي إلى توجيه الطلبة وملامسة شغفهم والكشف عن مواهبهم والنحت فيها نحو إعداد طالب جامعي متمرس ميدانيا وفي شتى مجالات الفن الرابع ، وهذا على المدى البعيد بفعل تظافر جهود جميع المعنيين والمهتمين لنؤسس لفعل مسرحي واعد ولغة مسرحية هادفة تشي بأسمى معاني الإبداع والإنسانية .

بــقـلــم : عـبـاسـيـة مــدونــي – سـيـدي بـلـعـبـاس- الــجــزائـــر

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *