عين على المسرح العربي – عباس الحايك ، المسرحيون السعوديون يحفرون في الصخر

904186765984

ذكر الكاتب والناقد المسرحي عباس الحايك، أن المسرحيين السعوديين دائمًا يحفرون في الصخر برغم كل المعوقات، مشيرا الى حالة التقشف الذي تشهده مثلاً فرع جمعية الثقافة والفنون، كذلك عدم وجود الدعم من الوزارة والجهات المعنية بالمسرح.
وقال: أن المسرحيين، يجهدوا بسبب شغفهم وعشقهم، لهذا الفن، ويحاولوا أن يعملوا بشكل فردي، وبجهود ذاتية، ليقدموا ويشاركوا خارج حدود المملكة، ويحوزوا على جوائز، واصفًا ذلك بأنه جميل.
وأكد خلال استضافته في برنامج المنتصف على القناة الثقافية السعودية أن المسرح لازال موجودًا برغم كل المعوقات، إضافة إلى وجود أشكال بصرية أخرى كالسينما والتلفزيون، والتي قد تأخذ أو تسحب منه البساط، إلا أنه لا يزال موجودًا من يعشق هذا الفن ويعمل لأجله.
وبين أن الكتابة المسرحية، تختلف عن الكتابة للسينما والتلفزيون والرواية، وكل أشكال السرد كونها تتكلم بالفعل المضارع، والتي مفادها: الآن يحدث هكذا على خشبة المسرح.
ولفت إلى أن المكان محدود في خشبة المسرح – أبعادها محدودة -، حيث أن كل الأحداث، وكل الشخصيات تدور على هذه الخشبة، وهذا ما يختلف عن الفنون الأخرى في الأفلام والمسلسلات، حيث تتعدد الشخصيات وتتعدد الأمكنة.
وتابع: إن الكتابة المسرحية، هي حالة من التكثيف، التكثيف اللغوي، أو محاولة الدخول في أعماق الشخصيات من خلال الحوار، كذلك هناك أبعاد داخلية وخارجية للشخصيات، وقال: لهذا أجد فيها نوعًا من الصعوبة في مقابل الكتابة للأفلام أو المسلسلات الدرامية.
وأشار إلى أن أي نص مسرحي له أن يقتبس أو يأخذ من أي شكل من أشكال الكتابة أو من الأفكار الشفوية الموجودة أو الأمثال الشعبية، وتحويلها إلى نص مسرحي، مشددًا ولكن الصيغة النهائية في الكتابة، هي نص مسرحي، مخصص للتجسيد على خشبة المسرح.
وأوضح في ما يخص الكاتب الذي يريد أن يكون كاتبًا مسرحيًا ناجحًا، عليه أن يكون شغوفًا بالقراءة والاطلاع، وذلك بقراءة النصوص المسرحية، لاستكشاف طريقة كتابة النص المسرحي، وكيف يمكن أن يبدأ الكاتب بتحول فكرة معينة أو نص معين إلى نص مسرحي.
ودعا إلى ضرورة الاطلاع والتعمق أكثر في الكتب المسرحية، وورش الكتابة المسرحية، مؤكدًا على أنه يجب على الكاتب المسرحي الاطلاع على كل الفنون أو كل العلوم التي تخص الإنسان.
وشدد على أن النص المسرحي الجيد، هو الذي يأتي ضمن إطار المعايير الضرورية لكتابة النص المسرحي، موضحًا بأنه يجب معرفة كيف يكتب النص المسرحي من البداية، وكيف يصنع الصراع داخله، وكيف يصنع الشخصيات ويتعمق فيها، ويفهم أبعادها، وكيف ينتهي بصراع وذروة ونهاية، ناهيك عن اختيار الفكرة.
وقال: حينما أقدم عملاً مسرحيًا في المملكة، يجب أن أقدم عملاً يلامس الإنسان السعودي أو يلامس الإنسان بشكل عام، وهنا أضمن بأن يكون النص المسرحي ناجحًا.
وتحدث الحايك عن بداياته في الكتابة المسرحية، والتي كانت من خلال تقمصه الطفولي للشخصيات التي يشاهدها، كذلك تقمص الشخصيات التي يتخيلها، مشيرًا إلى أن الحالة تطورت نتيجة شغفه بالقراءة وبالبحث.
وأشار إلى أنه بدأ الكتابة بشكل تقني أكثر، وتعرف فيها على تقنيات الكتابة، حين كتب أول مسرحياته، وهي ”فصول من عذابات الشيخ أحمد“، والتي شارك بها في مسابقة جائزة الإبداع العربي في الشارقة.
وذكر بأن جائزة الشارقة للإبداع العربي، جائزة تعنى بالإصدار الأول لشباب الوطن العربي في مجالات كثيرة، من ضمنها: المسرح والرواية والدراسات، مشيرًا إلى أنها كانت في عام 2002، موضحاً أن نص ”فصول من عذابات الشيخ أحمد“، تناول فيه حقبة الاستعمار البرتغالي لمنطقة الخليج.
وأشار إلى أنه حاز على الجائزة الأولى في المسابقة، وطبع على نفقة دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، كذلك قدم على خشبة المسرح في مهرجان أيام الشارقة المسرحية في الافتتاح، قبل طباعته.
وذكر أن كتابه ”علبة الدهشة“، أخذ عنوانه من العلبة الإيطالية، والتي تعني خشبة المسرح، وإلى أي مدى هذه العلبة تصيبنا بالدهشة حال تلقينا النصوص المسرحية.
وبين أن الكتاب، هو محاولة البحث عن تطوير الأعمال المسرحية أو المسرح في المنطقة الشرقية، متناولاً بداياتها، وما هي الجهات التي اشتغلت في مجال المسرح.
وأشار إلى تركيزه على تجربة جمعية الثقافة والفنون بالدمام، ومتى بدأت، ومتى بدأ المسرح، وعن المهرجانات التي ترعاها، كمهرجان الدمام للعروض القصيرة ومهرجان مسرح الطفل، وأين وصل هذا المهرجان، وأين وصلت هذه التجربة.

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *