احتفالا بفعاليات اليوم العالمي للمسرح المصادف للسابع والعشرين (27 ) مارس من سنة 2017 ، تحتضن دار الثقافة غليزان بالتنسيق مع مختبر اللغة والتواصل للمركز الجامعي غليزان ، فعاليات الملتقى الوطني حول التيارات المسرحية الحديثة وأثرها على المسرح الجزائري .
وحسب ما أفادنا به الأستاذ ” مخناش فؤاد” منسّق الملتقى الوطني ، فإن هذا الملتقى فرصة هامة للتلاقي والتواصل ، وجسر يمتدّ بين الأكاديميين والمهتمين ، لا سيّما ونحن نحتفي باليوم العالمي للمسرح ، وأن هذا اليوم سيشهد محطات مهمّة في ضوء تناول التيارات المسرحية الحديثة وأثرها على المسرح الجزائري ، في محاولة المساس بلبّ وجوهر الإشكاليات التي ستطرح والتي بدورها ستنبش في مجال المسرح الجزائري الذي يفتح عيد الأبواب ، كما أن الأستاذ ” مخناش” سيقرأ على مجامع الحضور رسالة اليوم العالمي للمسرح لــ” إيزابيل هيوبرت” من فرنسا باللغة العربية والتي نأخذ منها هكذا جملة “…لاستحضار الجمال في المسرح عليك أن تتحدث عن الخيال ، الحرية ، الأصالة ، التعددية الثقافية ، عليك أن تطرح أسئلة لا يمكن الردّ عليها .”
الملتقى الوطني سيعرف تناول محاور هامة ، أهمها التيارات المسرحية الحديثة ، ليعرّج على محور التأريخ للمسرح الجزائري ، وبعدها يلامس أعلام المسرح الجزائري بمقاربة التجارب العالمية ، وآخر محور سيتناول قضية شائكة ومؤرقة ألا وهي أزمة التأليف في المسرح الجزائري .
اللقاء الأكاديمي هذا في طابع الملتقى الوطني سيؤطره علميا أساتذة ودكاترة باحثون ، ومنهم الدكتور ” مفلاح بن عبد الله ” مدير مختبر اللغة والتواصل ، الأستاذ ” مخناش فؤاد” المنسق الوطني للملتقى ، الأستاذ “عويسي عبد السلام ” من المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان ، إلى جانب كل من الأستاذ” مسوس يعقوب” والأستاذ” قندوز هواري” من ذات المركز ، مع الأستاذ “عبد الكريم بلهواري ” المكلف بالإعلام والاتصال بالملتقى الوطني ، وسيشهد الملتقى ضيفا شرف وهما الدكتور ” براهيمي بوداود” من المركز الجامعي أحمد زبانة غليزان ، والأستاذ ” بتازي أمحمد” مدير التربية لولاية غليزان .
الملتقى الوطني في جلسته الأولى سيثير موضوع” المسرح الجزائري بين ضوابط التأصيل ومرجأ الحداثة “في مداخلة للدكتور ” براهيمي بوداود” ، في حين سيكون موضوع “ظهور مسرح الهواة بين البناء الركحي ومشروع التطبيق العملي” من إثراء الأستاذ ” بن مستاري نور الدين” .
أما الجلسة الثانية ستعرف تناول ثلاثة مداخلات ، الأولى موسومة بـ” بيرانديللو وأثره على مسرح تاهواة في الجزائر” للأستاذ ” بن حنيش نواري ” ، وتيمة ” أزمة التأليف في المسرح الجزائري ” سيعرضها الأستاذ” مخناش فؤاد” ، وثالث المداخلات ستكون بعنوان “الابتكار البيداغوجي في النظام التعليمي الجزائري .حالة المسرح : ممارسة في القسم FLE ليست جديدة ؟ ” من تقديم الأستاذ “ تيويديوين عبدالوحيد”.
كما سيعرض الفنان والمخرج المسرحي ” سمير زموري” تجربته الشخصية في تعاطيه عمليا وركحيا في اقتباس ، إعداد وتحليل نصوص شعرية ودرامية لكاتب ياسين ، منها النص المسرحي ” غبرة الفهامة ” ، والنص الشعري وكل ما كتبه ياسين عام 1945 ، الجثة المطوقة وغيرها من إبداعات ياسين ، وكيف تعامل المخرج ” سمير زموري” مع كل كتاباته في إطار التحليل وإعادة الكتابة معتمدا في ذلك خاصية الاقتباس ، وكيف يتعامل مع كل هذا ويوظفه ركحيا .
ذات الملتقى الوطني ، سيعرف بالموازاة مشاركة عرضين مسرحيين ، الأول موسوم بـ ” كاتب ياسين…حتى لا يُنْسـى” لـ” سمير زموري” وهو تجربة حية في مجال حفظ الذاكرة الجماعية ، عمل بتركيبة فنية تجمع بين الشعر والنثر ، ممزوجة بلوحات حيّة من مأثورات كاتب ياسين ، واستعراض لإبداعاته وعطاءاته ، فيه لمسة المخرج المتمكن من إدارة ممثله ، وتحكمه في الفضاء الركحي ، العرض رسالة لأجيال واعدة على أن تحافظ على الهوية والذاكرة الجماعية ، به من الرمزية عديد الأبعاد الفنية توائم وتمزج بين لغة الشعر ، الفرجة ولوحات كوريغرافيا ذات إيحاءات تتماشى ولبّ العرض ، بتوظيف مدروس للموسيقى يتماشى ولوحات العرض التي تستحضر نجمة ، غبرة الفهامة والجثة المطوقة وغيرها من إبداعات ياسين ، مع جيل رغم انعدام إمكانياته وتغييب الدعم إلا أنه يعانق الإبداع بشغف وحب لا نظير لهما ، لتترسخ لديه قناعة الحفاظ على التراث ، الفن ، الأدب ، والذاكرة الجماعية ، ومن هؤلاء الشباب الذين يعانقون الركح ويرفعون لغة التحدي نذكر ” بن سالم زكرياء” ، “كانوني عبد الحميد” ، “ايمان بن يحن ” ، “وسيلة بربار” ، “محمدي طارق” ، “فيصل شايلة” ، ” باب الشيخ محمد” ، “بوروف ادؤيس” ، ” هشام بن عمارة ” و” قدور بن سالم” .
أما ثاني العروض فهو بعنوان ” فلسطين” مع مخرج العرض” مخناش فؤاد” بمساعدة كل من “إسماعيل نوال” ومرافقة ” أحمد شملال” ، العرض سيتقمص أدواره كل من “بن يعقوب محمد إسلام” ، ” نذار عدة” ، ” حبشاوي قادة” ،” بلميلود فتحي” ،” براشد فيصل” ، بشيري حمزة حراث” و ” عدة بوزيان إسلام “.
وعليه ، فان الملتقى الوطني في ضوء التيارات المسرحية الحديثة وأثرها على المسرح الجزائري من شأنه أن يثير عديد الأسئلة والإشكاليات ، ليقف عند محطاتها جميع المهمتين ، الباحثين والطلبة ، وهو فرصة ثمينة تتزامن واحتفاليات اليوم العالمي للمسرح الذي من شأنه أن يفتح مجالات أوسع للحوار الهادف والنقد البناء تثمينا لكل المبادرات وتشجيعا لكل الإبداعات هنا وهناك .