(عين) إسدال الستار على فعاليات مهرجان فرحات يامون للمسرح ســوس تختتم الدورة الخامسة والعشرين-الجـزائـر

أسدل الستار على فعاليات الدورة الخامسة والعشرين لمهرجان فرحات يامون للمسرح في دورته الخامسة والعشرين على مستوى دار الثقافة ” فريد غازي” حومة السوق جربة ، تونس وسط حضور جماهيري غصّت به القاعة ، وقد تمّ التنويه بالمجهودات المبذولة من كل الأطراف الفاعلة في إنجاح هته الدورة التي تعد بالكثير مستقبلا ، ورغم قلة الدعم لكذا تظاهرة فنية ومسرحية إلا أن الإرادة صنعت الفارق وأثبثت أحقية هته المدينة بكذا مهرجان تأصيلا للفن ، وربطا لأواصر التواصل وتلاقح الأفكار وانصهار الأجيال ، مع الحفاظ على تقاليد الدورة والمضيّ بها قدما ، وبحكم البرنامج الثري الذي عرفه المهرجان من ورشات وتربصات ، ندوة فكرية وعروض مسرحية موجهة للصغار والكبار كشفت جميعها عن شغف وحبّ للفن الرابع ، وطاقات شابّة تعشق التواصل وتبادل الخبرات والتجارب ، وجميعها وقفت جنبا الى جنب حتى تنجح الدورة وتفتح آفاق واعدة لدورات لاحقة تكون أكثر ثراء وأكثر تنوعا .

وقد عكفت هيئة المهرجان على تقديم شهادات تكريم وامتنان لكل الجهات الفاعلة في إنجاح دورة فرحات يامون للمسرح الخامسة والعشرين ، بمختلف القطاعات والمؤسسات ،بما فيها الجهات الأمنية التي سهرت على فعاليات الدورة وضمان التغطية الأمنية لكل الأنشطة الموزعة بخاصة في ظل الظروف الراهنة ، ناهيك عن التنويه بدور الإعلام الذي نقل الصورة الحية والفاعلة للتظاهرة بأدقّ التفاصيل وواكبت محطات وفعاليات الدورة بشتى محاورها ، مع الإشادة بدور المندوب الجهوي للثقافة بمدنين السيد ” فوزي عبد اللطيف” الذي دعم الدورة شكلا ومضمونا ، دونما أن نتناسى جنود الخفاء الذين هم اليد الفاعلة في صيرورة فعاليات المهرجان.

وقد ختمت الدورة بعرض ” ســوس” لمركز الفنون الدرامية والركحية بقفصة ، للمخرج ” نزار السعيدي” ونص لــ” عبد الوهاب ملّوح ” مع مشاركة لفيف من الممثلين بين الرعيل الأول والشباب الذين نقلوا صورا حيّة للوضع الراهن ، مسلّطين الأضواء على قضايا العنف ، وكيف لتلكم العوالم أن تتعرّى نتيجة العديد من العوامل ، بإسقاط درامي لامس أحد الشخصيات التي تعدّ أنموذج حيّ للانخراط في عالم الجريمة ، مع تصوير الشاب” صبري ” الشاب التونسي سليل الأسرة الميسورة الحال الذي يزجّ به في إحدى مستشفيات الأمراض النفسية نتيجة اقترافه جرائم قتل يندى لها الجبين ، وحين غوصه بعالمه بالمستشفى يتعرّى من واقعه ويبحث الأسباب التي دفعته الى الإجرام ، وكيف لكل قواعد ومؤسسات المجتمع أن تسهم في العنف وشحن الجريمة بمختلف أشكالها وأنواعها .

وبين أداء شخصيات العرض وتفاعل الممثلين ، تتعرّى الكثير من القضايا مثل الهوية ، الانتماء والبحث عن الحقائق في ظل التعتيم الحاصل على أكثر من مستوى ، مع التركيز على الأداء الجسدي والذهني أي الفكري للممثل بطرح جمالي وتصوير واعي للأحداث المتداخلة ، لتعرّي
” سوس” السوس الذي ينخر بالمجتمع التونسي وكل المجتمعات على حدّ سواء في ظل كثير من الاعتبارات والقضايا العالقة والأسس المعتّمة .

صفوة القول ، أنّ مهرجان فرحات يامون للمسرح في دورته الخامسة والعشرين بجزيرة الأحلام جربة ، كشف عن الكثير من الإرادة في المضي قدما بكذا تظاهرة مسرحية ، كما فسح المجال لاحتضان جملة من التجارب المسرحية سواء في حقل مسرح الطفل أو الكبار ، وان أخذنا مسرح الكبار وان تقاربت الرؤى في الطرح واختلفت الأبعاد الإخراجية فجميعها سلّمت بالواقع المعيش والحال الراهن للمجتمع التونسي الذي يبحث بجديّة تامّة عن شقّ طريقه نحو الأفق ويصنع مصيره فنيّا ليزاحم الكثير من التجارب ، ليبقى البحث دوما عن بصيص الأمل وفسحة الأمان بالكثير من الاجتهادات ، وتبقى الطاقات الشابّة في كلّ مجال ومحور من المهرجان تستحق المتابعة الرصينة والاهتمام البالغ مع فسح المجال لحوار جادّ وفاعل من شأنه بلورة الرؤى وتحقيق الأهداف لترى النور في القريب العاجل .

بــقــلــم : عــبــاسيــة مــدونــي – ســيــدي بــلــعــبــاس – الــــجزائـــر

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *