(عين) – أرامل.. المسرحية التي اختفت في بغداد وظهرت في الشارقة – العراق

نشرت على الفيسبوك مقالة ذكر صاحبها انها نشرت في صفحة (مسرح) في صحيفة المدى الغراء. تستعرض تلك المقالة مسرحية (أرامل) للكاتب الأرجنتيني الثائر ضد الدكتاتورية في شيلي (أرييل دورفمان) والذي عرضت مسرحيته الشهيرة (الموت والعذراء). وتتعرض (أرامل) الى قيام نظام (بينوشيت) القمعي في شيلي باعدام عدد من القرويين المعارضين ورمي جثثهم في النهر ولم يكن يعرف القتلة بأن نسوة القرية سيشاهدن جثث أقاربهن الأبرياء طافية على سطح ماء النهر فينتشلنها وهي مشوهة فيتخاصمن على عائديتها فتقول إحداهن هذه جثة زوجي وتقول الأخرى لا هذا هو أخي وتقول الثالثة لا هذا هو أبي. وبينما تصر النسوة القرويات على البقاء على ساحل النهر بانتظار جثث اخرى ، يحاول أزلام السلطة الغاشمة منعهم من الانتظار خشية ان ينتشر خبر تلك الجريمة الشنعاء التي ارتبكتها السلطة القمعية الغاشمة بين ابناء الشعب الشيلي فتتعاظم الثورة ضد تلك السلطة.
لقد استطاع المغترب في (انكلترا) (علي كامل) وهو من خريجي قسم الفنون المسرحية بكلية فنون بغداد، ان يترجم نص مسرحية (أرامل) من الانكليزية الى العربية، وارسل لي ترجمته كي اقوم بإخراج المسرحية، وما ان قرأتها حتى دفعتني اثارتها الى ان اصمم متحمساً على أخراجها . وهكذا استطعت ان اقنع عدداً من الممثلات المحترفات والهاويات وكن ثمان وفي نص المسرحية النسوة القرويات اكثر من ثمان.
كما استدعيت عدداً من الممثلين الذين تحمسوا بدورهم للمشاركة وقد كنت متفائلاً بانتاج المسرحية وعرضها خصوصاً و ان الدولة كانت تحتفل ببغداد عاصمة الثقافة العربية وان مسرحية (ارامل) تعكس في موضوعها احداثاً مروعة مرّ بمثلها الشعب العراقي وان تبني المسرح العراقي مسرحية لكاتب تقدمي ثوري شهير يشكل فخراً للثقافة العراقية . وبالفعل فقد وافقت الجهة التي كانت ترشح الاعمال الفنية التي تقدم في 2013 سنة بغداد عاصمة الثقافة العربية، أقول وافقت على انتاج المسرحية ولذلك باشرت بالتمارين وكنت قد قررت ان اقدم المسرحية على ساحل نهر دجلة امام بناية منتدى المسرح التابع لدائرة السينما والمسرح التابعة هي الاخرى لوزارة الثقافة . ودامت التمارين اكثر من اربعة أشهر ودخلنا في الشهر الخامس على امل الحصول على الدعم المالي لانتاجها . ولكن للأسف فقد اعتذرت الوزارة عن دفع مبلغ ميزانية العمل لنفاد الغطاء المالي لانشطة بغداد عاصمة الثقافة العربية مع ان المبلغ كان بسيطاً نسبة الى المبالغ الكبيرة التي دفعت لانشطة فنية لا تعرف قيمتها ولعناصر ليست لهم الخبرة الكافية لانتاج عمل مسرحي او سينمائي او تلفزيوني. وبالفعل فقد ثبت ان الكثير من تلك النتاجات كانت مخيبة للامال وان المسؤولين في وزارة الثقافة للاسف كانوا مخطئين في دعمها. وقد حاولت ان اقنع وزارة الثقافة ودائرة السينما والمسرح بأهمية انتاج مسرحية (أرامل) إلا ان الرد كان سلبياً. وهكذا اختفت المسرحية ولم تظهر للوجود بينما نراها تظهر مطبوعة ومنشورة كنص في امارة الشارقة باتحاد الامارات العربية حيث تلقت الدعم من هيئة الثقافة والإعلام في تلك الامارة التي تكفل حاكمها الكريم الدكتور الشيخ سلطان القاسمي بدعم النشاط المسرحي العربي سواء من خلال الهيئة العربية للمسرح ام باقامة مهرجان أيام الشارقة المسرحية.

———————————————————————–
المصدر : مجلة الفنون المسرحية الموقع الثالث –  سامي عبد الحميد – المدى

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *