(مسرحية السنديانة وحلم التغيير)سوريا

 

ضمن مشروع الأيقونة السورية التي أطلقتها نقابة الفنانين بسوريا والذي أشرف عليه بشكل مباشر الفنان القدير “زهير رمضان” رئيس مجلس إدارة النقابة، والذي تم تعميمه على كافة المحافظات السورية ويتضمن المشروع  سبر المواهب في المدارس ذات التعليم الأساسي بمرحلتيه الأولى والثانية. وتم تشكيل لجنة من المختصين من الفنانين بمختلف الاختصاصات وبالتعاون مع نقابة الفنانين المركزية وفرع النقابة في حماه ومع مديرية التربية – المسرح المدرسي، حيث قامت اللجنة بزيارة بعض المدارس والقاء مع الطلبة الموهوبين في مجال الكتابة والخطابة والتمثيل والرقص الشعبي، وبعد سبر المواهب على ثلاث مراحل تم اختيار فريق العمل التمثيلي والرقص التراثي الشعبي واختيار النص المسرحي الذي كان بعنوان ” السنديانة ” تأليف الشاعر: أحمد خنسا ..ومن إخراج الفنان: يوسف شموط.

ولقد تم تقديم العرض المسرحي على خشبة مديرية الثقافة بحماه وبحضور القيادة السياسية والتشريعية والهيئات الرسمية والشعبية والجمعيات الأهلية والمؤسسات الخيرية المختلفة ونقيب الفنانين في سوريا الفنان “زهير رمضان” وأهالي الأطفال المشاركين بالعمل المسرحي وحشد من الجمهور حيث كانت الدعوة عامة ومجانية.

وأعتقد أن العرض الذي أخذ طابع الأوبريت الكرنفالي قد حقق الغاية والهدف في المتعة والفائدة للجمهور الذي صفق مطولا للعمل المسرحي وللمواهب الشابة التي تقف للمرة الأولى على خشبة المسرح وحققت ذاتها حضورا واثقا من أدواته ومنسجما مع الحوار والحلول الإخراجية للفنان المخرج ” يوسف شموط ” المبدعة جمالا وتنسيقا في توالي الأحداث التي روت العشق الفطري لتراب الوطن سوريا الأم العظيمة عبر الحركة والحوار والغناء والرقصات المعبرة عن الأحداث يزينها اللحن الجميل للفنان “معمر السعدي” والأداء الرائع بالصوت الشبابي الموهوب، مع مشاركة الصوت الشجي للفنانة الحموية الأصيلة “ناديا المحمود” التي رفعت بصوتها من قيمة العمل الفنية والجمالية.

وأعتقد أن المشروع قد حقق مبتغاه وهدفه بعودة الصورة البهية لسوريا في أذهان الأطفال واليافعين عبر الصورة والمشهدية الفنية المدعومة بالكلمة واللحن والتمثيل والإخراج الذي سخر إبداعه لتكريس مفاهيم جمالية لفهم معنى الانتماء والعرفان بأن سوريا مهد الحضارة الإنسانية ومهما مرت عليها من الصعاب ستنهض كطائر الفينيق لتولد من جديد بهمة شعبها الذي تحمل الكثير الكثير، وأن الأمل مطرز بهمة الشباب الذي عليه وعلينا واجبات البناء على أرضية التعاون القائم على المحبة والسلام والمسامحة ..

وبعد انتهاء العرض تم تكريم الفريق المشارك وتقديم الهدايا الرمزية للمشاركين بالتمثيل والرقصات الشعبية من الأطفال ..وألقى الفنان القدير “زهير رمضان ” كلمة ارتجالية موضحا مشروع الأيقونة السورية مؤكدا على الاستدامة في هذا المشروع ..

وبقي علينا أن نشير إلى قضية هامة تم تحقيقها من خلال سبر المواهب ومن خلال النجاح الذي حققه العرض المسرحي ومن خلال الاطلاع والدراسة الجادة للنصوص المقدمة من الطلاب من مختلف المدارس التي تم زيارتها. أن سوريا ولودة وليست بعاقر مطلقا. وأن المسرح المدرسي منوط به مهام كبيرة في رعاية هذه المواهب، وأن مدينة حماه معطاء بناسها الطيبين فقد لمسنا صدق المواهب وعفويتها وبراءة العطاء وأن حماه/المدينة مظلومة بإطلاق الأحكام المسبقة عليها بصفات ليست منها أبدا، فقد لمسنا التعاون الرائع من أهالي المشاركين بالعمل المسرحي وبتقديم موافقتهم الخطية على مشاركة أطفالهم إناث وذكور بالعمل المسرحي وعرضه في مختلف مسارح المحافظة وبالمشاركة بالمهرجان المركزي بدمشق لاحقا، وكان حضورهم الكثيف كل العائلة حضرت وصفقت وزرفت دموع الفرح ثقة بأطفالهم وبالمشروع الذي احتضن هذه المواهب .. لجميع الأهالي نرفع القبعة ونحني الهام لهم تقديرا واحترام ومحبة وتعاون وسلام ..

بطاقة شكر لكل من ساهم بنجاح هذا المشروع، وبنجاح العمل المسرحي الذي هو بداية لمشاريع قادمة، والشكر الجزيل للعاملين في تجمع المعاهد على خدماتهم لنا بتقديم القاعة والصالة خلال أيام البروفات. والعاملين الذين رهنوا وقتهم لنا بكل محبة لهم جزيل الشكر، ولمديرية الثقافة بكامل كادرها الإداري والفني ولكافة العاملين الذين ساهموا بنجاح ثمرة المشروع مسرحية السنديانة التي ستظلل الجميع بفيء المحية والسلام. ولكافة فريق العمل الذين ساهموا أيضا بلمساتهم الطيبة من ديكور وملابس وإكسسوارات ومكياج كل ساهم بالخير بنجاح العرض المسرحي.

 

كنعان محيميد البني – سوريا

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *