عرضان في المهرجان الموريتاني النهوض بالمسرح المدرسي مطلب استراتيجي

نواكشوط: محمدو لحبيب

أقيمت صباح أمس الأول في إطار فعاليات اليوم الثاني من مهرجان المسرح الوطني في العاصمة الموريتانية نواكشوط، بالتعاون بين وزارة الثقافة الموريتانية والهيئة العربية للمسرح، ندوة عن المسرح المدرسي واستراتيجياته، حضرها كل من إسماعيل عبد الله، الأمين العام للهيئة، والحسن النفالي مسؤول الإدارة والتنظيم، وغنام غنام مسؤول النشر والإعلام وبابا ولد ميني، مدير المهرجان وجمع من المخرجين والكتاب المسرحيين الموريتانيين.
استعرض ولد ميني في بداية مداخلته في الندوة الجهود التي بذلها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، من أجل إرساء بنية للمسرح المدرسي في موريتانيا، وذلك عبر تكليفه للهيئة بمتابعة التنسيق والدعم والتدريب لأجيال من التلاميذ والطلاب في المدارس الموريتانية بغية إخراج ورعاية مواهبهم في ذلك المجال، وقال ولد ميني: «نحن سعداء لأننا الآن بتنا نرى فرقا من أعماق موريتانيا تشارك في الفعاليات المسرحية، ولم يكن هذا ليحدث لولا اللقاء مع صاحب السمو حاكم الشارقة في عام 2010، ومنذ ذلك الحين وهو يدعم ويرعى مسيرة المسرح الموريتاني، وكانت بداية ذلك الدعم ممثلة في انطلاق مشروع المسرح المدرسي في بلدنا، وها هي اليوم تزدان بهذا المهرجان الذي يأتي في إطار مبادرة سموه التي أعلنها مؤخرا والتي تهدف إلى إقامة مهرجانات للمسرح في البلدان العربية التي لا توجد فيها مثل تلك المهرجانات».
بعد ذلك تحدث إسماعيل عبد الله، عن إنشاء الهيئة وعن كونها انعكاسا حقيقيا لمشروع صاحب السمو حاكم الشارقة الثقافي، والذي يستمر في عشقه للمسرح منذ طفولته، وأكد عبد الله أن الهيئة كحاضنة وراعية لاستراتيجيات المسرح المدرسي في البلدان العربية، هي نتاج فكرة سموه التي قرر من خلالها أنه لا بد أن يكون للعرب بيت مسرحي، فدعم ووجه بإنشاء الهيئة.وأبرز عبد الله أن المسرح المدرسي ناتج عن جهود إستراتيجية عربية وقال: «المسرح المدرسي هو جزء من استراتيجية للهيئة شارك فيها أكثر من 300 مسرحي عربي، على مدى عدة ملتقيات، ونتج عنها الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية التي اعتمدها وزراء الثقافة العرب في مؤتمرهم في الرياض عام 2015».
وأكد عبد الله، أن الشرارة الأولى للمسرح المدرسي انطلقت من موريتانيا، وأن الهيئة وضعت استراتيجيات لتلك الانطلاقة بالتعاون مع جمعية المسرحيين الموريتانيين، وضمت تلك الانطلاقة دورات تكوينية عديدة. 
وتحدث عبد الله عن مشروع آخر للهيئة في إطار سعيها لدمج المسرح في إطار المناهج التربوية في المدارس العربية، حيث قال إن هذا المشروع كان إلى وقت قريب ضمن المشاريع الشبه المستحيلة لعدة اعتبارات وأضاف قائلا: «ولأن الإمارات حريصة دائما على أن تكون سباقة في كل المجالات، فقد اتفقت وزارة التربية في الدولة مع الهيئة على إدماج المسرح ضمن المناهج المدرسية وسينطلق التنفيذ قريبا». 
وشهدت الندوة بعد ذلك مداخلات عديدة من طرف الحضور من المخرجين والمسرحيين، ركزت كلها على الإشادة بأهمية جهود الهيئة وجهود صاحب السمو حاكم الشارقة في إبراز الفعل المسرحي، وتقديمه كفعل حياة وتنمية في مواجهة ثقافة الخراب والإرهاب.
وفي نفس السياق وفي إطار فعاليات هذا اليوم الثاني، احتضنت قاعة العروض في دار الشباب في نواكشوط في المساء عرضين أولهما هو «نساء خالدات» من تأليف وإخراج محمد صالح شامخ في أول تجربة إخراجية له، ومن تنفيذ فرقة سيدات المسرح، وناقش العرض سمات بعض النساء الخالدات في تاريخ الشعوب عبر العالم، وكيف يمكن استلهام تلك الصفات والاقتداء بها، وركز المخرج على المشتركات الإنسانية التي تربط أولئك العظيمات بغض النظر عن انتماءاتهن الجغرافية والثقافية، وحاول المخرج من خلاله تقديم عدد كبير من الممثلات ومحاولة تحريكهن في فضاء مسرحي واسع من دون ديكور تقريبا، واعتمد على الحركة واستخدام الإضاءة والفواصل الصامتة والتعبير بلغة الجسد فقط، لكن العرض برغم كل ذلك جاء مرتجلا 
وشهد هنات كثيرة على مستوى توظيف تقنيات العرض المسرحي.
العرض الثاني جاء بعنوان «لفيفر» وهو من إخراج آمنتا سي ولفرقة «تيم تيمول»، ويحكي عن ذلك الصراع الذي ينتج أحيانا في إفريقيا بين سكان ضفة النهر وبين بعض الحيوانات المفترسة كالتماسيح، ويقدم العرض ذلك من خلال حكاية تمساح يظهر في النهر ويعكر صفو الصيادين الذين لم يعودوا قادرين على ولوج النهر للبحث عن مصدر رزقهم، ويلجؤون لرئيس الحي الذي يقرر منازلة التمساح، ويستطيع بعد جهد كبير اصطياده وتقديمه في مشهد احتفالي لأهل القرية، والذين يجرون طقوسا احتفالية جسدت عمق وأصالة الثقافة الإفريقية الموريتانية، ضم العرض عدة استعراضات غنائية، واستطاع الحصول على تجاوب كبير من الجمهور الذي غص به المسرح

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *