صقر الرشود.. رجل المسرح الاستثنائي – الكويت

حافظ الشمري-
استحضر رواد المسرح الكويتي البصمات الرائدة لرجل المسرح الفنان الكبير الراحل صقر الرشود، وذلك من خلال الندوة الحوارية «حديث الاثنين» التي أقيمت أول من أمس في قاعة جابر العلي الموسيقية، ضمن فعاليات مركز جابر الأحمد الثقافي.
شارك في الحوار كل من عبدالعزيز السريع ومحمد المنصور ود. سليمان الشطي، وتطرقت إلى تجربة الرشود المسرحية الثورية، بحضور عدد من الفنانين والإعلاميين بينهم سعاد وأمل عبدالله، وأدارت الحوار مريم المحميد التي قدمت نبذة عن الراحل الرشود.

فشل تجربتين 
استهل السريع الحديث فقال ان الرشود كان عاشقا للمسرح وله ثلاث محاولات: الأولى مع فرقة المسرح الشعبي، والثانية مع المسرح الوطني، وقد فشلت التجربتان، وجاءت التجربة الثالثة مع فرقة مسرح الخليج العربي، ورغم اليأس الذي في داخله فانه انغمس مع الفنانين آنذاك من خلال مسرحية «مسافر وبس»، وكانت نقطة الانطلاقة مع تلك الفرقة إلى مزيد من الأعمال.
ورأى السريع أن صناعة المبدع تكمن عندما يحاط بمجموعة من شركاء النجاح من خلال المساندة، بالتالي يشكل حالة مسرحية متوهجة بالإبداع، لكن الرشود، رغم أنه كان عنيفا وشديدا في البداية، سرعان مع انصهر مع فريق مجموعته في مسرح الخليج العربي، وتسيدت روح المودة والتفاهم وبات الجميع يشعر بأنه صديقهم الأوحد، لافتا إلى أنه كتب رسالة مودة منه للمسرحيين عندما كانت لديه رحلة إلى القاهرة مع الراحل زكي طليمات.

«إشحفان القطو»
وحول أسباب سفر الرشود إلى الإمارات أجاب السريع «عندما حدثت خلافات ما بين أعضاء فرقة مسرح الخليج العربي، نصحته بالسفر الى الإمارات لكونه تلقى عرضا منهم، وكان مستمرا بسفراته للإشراف على التجارب المسرحية، وبالتالي وافق على السفر لمدة عام، واستطاع أن يقدم عملا دراميا لا يزال راسخا في الذاكرة، وهو مسلسل (إشحفان القطو)، وتمكن من إبراز مجموعة من المواهب التي وصلت الى النجومية لاحقا.

قائد مسرحي 
ووصف الفنان محمد المنصور الراحل الرشود بالقائد المسرحي الذي كان يحرص على اختيارات نصوص تحمل حالة من الإبداع، وكان معنا في فرقة مسرح الخليج العربي، حيث كنا نقدم في الموسم الواحد أربع مسرحيات وسط منافسة لافتة من الفرق المسرحية الأهلية الأخرى، فكان يعتبر المسرح جزءا من القوة الناعمة، حيث يعطيه كل القضايا.
وأشار المنصور إلى أن الرشود استطاع أن يدخل الموروث الشعبي الكويتي إلى أعماله المسرحية، حيث استقطب نخبة من المبدعين مثل غنام الديكان ويوسف المهنا، ورغم أنه قد أطلق على مسرحنا آنذاك مسرح «المعقدين» لانه كان جادا ونوعيا من الدرجة الأولى، سعينا مع الرشود والسريع إلى تقديم أعمال تحمل بصمة من الكوميديا، وبالفعل قدمنا مسرحية «بخور أم جاسم»، وكانت انطلاقة الأعمال ذات الطابع الكوميدي.

حراك ثقافي
من جانبه، قال د. سليمان الشطي ان مسرح الخليج العربي بالذات في التشكيل والتكوين كان يعكس الوضع الثقافي الرائد آنذاك في دولة الكويت، فكان الحراك حاضرا في الشعر والقصة والمحاضرات والمسرح والصحافة، بالتالي صقر الرشود كان أحد الأعمدة الأساسية في هذا الحراك الثقافي، وذا شخصية متوجهة وقارئا للمستقبل ومحبا للمسرح، ولقد أكمل دراسته الجامعية وعمل مذيعا وممثلا ومخرجا، وكتب عدة مقالات في الصحف المحلية.
واستذكر الشطي مسرحية «حفلة على الخازوق» التي قدمت عروضا في القاهرة ولقيت أصداء جماهيرية كبيرة، واستطاع الرشود في هذا العمل تحقيق النجاح بلغته المسرحية بتوصيل الفكرة للمتلقي، مشيرا إلى أن تكريم الراحل الرشود يكمن بإعادة تراثه وأعماله المسرحية وليس التكريم في المهرجانات فحسب، ومتمنيا رؤية نصوص الرشود بعيون شابة وبرؤية مختلفة.

الاستثنائي والمعلم والموجه
شهد الحوار عدة مداخلات من أبرزها حديث الفنانة سعاد عبدالله، التي قالت بتأثر: صقر الرشود هو رجل المسرح والإنسان الاستثنائي لسنوات طويلة، فهو المعلم والاستاذ والموجه بالنسبة لنا كفنانين.
واضافت: كان الرشود الأب والأخ للجميع، وصاحب مواقف إنسانية عظيمة، فقد توفي نجله الوحيد إبان تقديمنا عملا مسرحيا في احدى الدول العربية، لكنه لم يخبر أحدا سوى عبدالعزيز السريع، وبعد انتهاء العرض علمنا بما حدث، وفي عام 1966 سافرنا إلى بغداد وحصل انقلاب لكن كان مصرا على تقديم العرض المسرحي.. وفي النهاية اقتنع بكلامنا لصعوبة الظروف.

 

 

الرئيسية

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *