شهادات المسرحيين العرب حول 30 عامًا من التجريب : سمية أحمد

بعد مرور أكثر من ثلاثين عامًا على انطلاق أولى دورات مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى فى عام ١٩٨٨، وبعد ٢٥ دورة من عمر المهرجان، شهد خلالها سنوات من التوقف إثر اندلاع «ثورات الربيع العربي» أو عندما توقف فى أوائل التسعينيات بسبب حرب العراق، وعلى رغم من كل تلك العثرات إلا أن المهرجان كان له تأثير على الساحة المسرحية المصرية والعربية، والتى شهدت الكثير من التغيرات التى أدت لوجود نهج جديد فى شكل العروض المسرحية التى قدمت بعد انطلاقه إثراء التبادل الثقافى والحضارى والتعرف على الأشكال المسرحية العالمية، والتى انطلقت من القاهرة لتجوب كل دول العالم العربي، والتقت «البوابة» بالمسرحيين والأكاديميين العرب للتعرف على آرائهم حول دور المهرجان وتأثيره فى الحركة المسرحية العربية.
قالت الدكتور ميسون على، أستاذة المسرح المعاصر ورئيسة قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون المسرحية بدمشق، إن المهرجان نجح بشكل كبير فى إثراء الحراك المسرحى العربى وكسر الأعراف التقليدية فى المسرح، وأضافت أنها تجربة مهمة تتعلم من جمهورها وجمهورها يتعلم منها. وتابعت، «مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر هو أهم المهرجانات العربية والعالمية، ومنذ أن تم تأسيسه عام ١٩٨٨ عمل على إرساء مفاهيم التجريب والمعاصرة وانفتاح الأفق المسرحى العربي، مما انعكس بتغيير جذرى وواضح على البنى التقليدية للمسرح».
وأضافت، المهرجان له دور كبير فى تكوين ذائقة المتلقى والارتقاء لها، والنهوض بالمسرح المصري وتطويره، وهذا أيضًا ترك أثرًا كبيرًا على المسرح العربي، فالحركة المسرحية بشكل عام عبر إتاحة الفرصة للمبدعين للقاء والحوار وحضور الفعاليات المختلفة من عروض وورش وندوات فكرية. فيما قال الدكتور محمود أبوالعباس، الأكاديمى العراقي، «هناك دائمًا إجماع عند كل المسرحيين العراقيين فى هذا المهرجان فهو يُعد أكاديمية مصغرة للمسرح، بل أكاديمية مميزة وواسعة تشمل كل العالم». وتابع أبوالعباس: «أقول إنها أكاديمية مصغرة!، فإذا ما نظرنا إلى الدورات المتعاقبة للمهرجان وأخذنا كل دورة على حدة، فنجد أنها درس لكل المسرحيين المشاركين، وذلك نتيجة لتنوع العروض، ولأنها مغايرة للسائد فى المسرح العربي، بل حطمت الأطر التقليدية للمسرح العربى ولذلك نحن نعتبر أن تواجد أى منا فى هذا المحفل المهم هو إضافة نوعية للخبرة».
ومن جانبه، أشاد الدكتور رياض سكران بدور مصر الريادى فى الحياة الثقافية العربية بشكل عام، وبدور مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر بشكل خاص، وقال: «إن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر يُعد نقطة تحول وانعطافة كبيرة فى خارطة الثقافة المسرحية العربية».
وقال الناقد والكاتب حسين يقين من فلسطين: «حرصت خلال فترة دراستى وتواجدى بمصر أن أتابع العروض والتى أسهمت بشكل كبير فى تشكيل وعيي، فكنت أقتنى الكتب التى كانت تتناول أدبيات المسرح التجريبي، وبعد عودتى لفلسطين ساهمت بشكل كبير فى إحضار بعض العروض المسرحية الفلسطينية للحضور إلى المهرجان التجريبى ومنهم من استطاع حصد جوائزه».
وأكد على أنه رغم سنوات الانقطاع إلا أن مصر استطاعت استعادة دورها الثقافى فى المنطقة العربية، فيما قال الدكتور عز الدين المدني، الكاتب التونسي، إن المهرجان دائمًا وأبدًا عبر دوراته يقدم أشياء جديدة، حيث قدم فى كل دورة عروضًا تُفتح على العالم، حيث إن مصر تتميز تميزًا كبيرًا وعظيمًا بالمهرجان.
وأكد الدكتور عبدالواحد بن ياسر، أستاذ المسرح بالجامعة المغربية، أنه لا يوجد شك بأن مهرجان القاهرة للمسرح التجريبى والمعاصر هو محطة كبيرة جدًا واستثنائية فى تاريخ المهرجانات العربية، التى كانت للأسف الكبير قليلة جدًا ولكنها جديرة بالاحتفاء الآن كمهرجان دمشق ومهرجان قرطاج. وتابع: إن المهرجان التجريبى يتميز بأنه ملتقى كبير أو بمعنى أو «سوق» بالمعنى النبيل للكلمة.
______________________
المصدر : البوابة نيوز
موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *