سميحة أيوب سيدة المسرح العربى: نحن الآن نسير فى «سكة السلامة»

لعلها ليست مصادفة أن ألتقى الفنانة الكبيرة سميحة أيوب مرات عديدة كلها فى عروض شبابية لهواة يتلمسون بداية الطريق أذكر عند افتتاح مسرح بيرم التونسى بالأسكندرية حرصها على الحضور وتحية الشباب فى عرض «بيرم بيرم».. وفى مسرح الطليعة وقفت فى نهاية عرض” روح ” لتصفق بحرارة لفريق العمل..

وفى المهرجان الدولى الأول لمسرح الشباب بشرم الشيخ.. تشرفت بصحبة الأستاذة 8 ايام كاملة.. كانت فيها أول المستقلين للحافلة التى تحمل الوفود لحضور فعاليات المهرجان.. وأول الواصلين إلى قاعة العرض المسرحى.. التزام واحترام للمواعيد وللجهد الإنسانى المبذول على اختلاف مستوى العروض يثير الدهشة ويؤكد أن الأستاذية لم تأت من فراغ.. وفى محاولة للاقتراب من عقل وقلب الشخصية التى أحبت المسرح واعطته طاقتها ومشاعرها وسنوات عمرها واستحقت من خلاله أن يمنحها الجمهور لقب سيدة المسرح العربى كان لنا هذا الحوار..

•………………..؟

أى تجربة ثقافية بناءة أرى من واجبى أن أحتضنها وهذا المهرجان يخص الشباب ويهدف إلى أن يجمعهم على كلمة واحدة هى الثقافة والإبداع.. فعندما ترى شبابا يلتحم من جميع بلدان العالم ويتبادلون الأفكار والثقافات ويستفيد كل منهم من تجارب الآخر.. هذا الحوار الحى الملموس شىء جميل فى حد ذاته ويدعو للدعم والتشجيع

•…………………؟

المبدع الحقيقى هو الذى يستمر.. الجمهور فى المسرح يشبه المنخل.. والذى لا تتوفر لديه موهبة كبيرة يخرج وحده من الساحة ويستمر فقط أصحاب المواهب الكبيرة.. وأعتقد أن المهرجان الدولى للشباب سيقف على قدمين ثابتتين فى الدورات التالية.. وهنا يجب أن أحيى وأرفع القبعة للشابين المجتهدين وفاء الحكيم ومازن الغرباوى على مجهودهما الكبير.. أسهل شىء فى الدنيا أن تسخط على الأوضاع وتتهم الآخرين بالتقصير.. وتشكو من الأجيال السابقة لك.. ولكن الصعوبة فى الاجتهاد ومواصلة العمل حتى تحقق شيئا ملموسا ثم تعمل على تطوير مشروعك وإمكانياتك وتفكر دائما فى إصلاح أخطاء نفسك.

*…………………………؟

نعم كان لجيلنا أخطاء فى بداية الطريق.. فعندما كنت فى الفرقة القومية.. قرروا تغيير مديرالفرقة من أستاذى زكى طليمات إلى الأستاذ يوسف وهبى واعترضت ضمن مجموعة من الشباب الرافض لهذا القرار.. كنا عيال بنهبهب ولم ننضج بعد ولا نعرف قدر أستاذ كبير مثل يوسف وهبى.. وكان بعضنا يقول على نجوم الفرقة القومية دول عواجيز.. وهذا التفكير نتيجة لنقص الثقافة والنضج.. وبعد أن كبرنا أكثر وقرأنا أكثر ودخلنا فى مهنة التمثيل أحسسنا بالذنب وأدركنا قدر أساتذتنا كلهم.. من أحببناهم ومن اختلفنا معهم فى الرأى.

•………………….؟

بدأت صغيرة جدا فى سن 14 سنة ولم أكن كما قلت لك قد نضجت ثقافيا وفكريا ولا أعرف إلا أن بداخلى شيئا يريد أن يخرج للناس ومع الرحلة الطويلة حدث لى ما يحدث للمعدن الحقيقى عندما يجلوه الزمن.. ولم يساعدنى أحد فى بداية الطريق ولكنى وجدت أرضا معبدة عكس الجيل الذى سبقنى فهناك معهد تمثيل وفرقة قومية ضمنى إليها الأستاذ زكى طليمات وانا طالبة فى السنة الأولى بمعهد التمثيل وكان أول دور هو شخصية ماريان فى مسرحية البخيل لموليير.. ثم مسرحية خادمة الملكة لأوسكار وايلد ولكن أول مسرحية نجحت وكسرت الدنياهى كسبنا البريمو تأليف صوفى عبد الله الكاتبة فى دار الهلال وقتها.

*…………………………….؟

أساتذتى كانوا متفرغين لنا.. مثل زكى طليمات ود. زكى مبارك وجورج أبيض ونفيسة الغمراوى وكان عميد معهد الفنون الجميلة يدرس لنا «تذوق فنى» ومحمد حسن الشجاعى الفنان الكبير يدرس لنا «تذوق موسيقى».. الآن الأساتذة لم يعودوا متفرغين للتدريس ولا التلاميذ متفرغين لتلقى العلم.. وبالطبع هذا يحدث الفارق.. وحتى بعيدا عن مجال التمثيل والفن.. الجيل الحالى لا يعرف شيئا عن جدول الضرب بالاضافة إلى تدهور الحالة الاجتماعية.. ونادرا ما تجد من يحترم كبيره أو أولاد يسمعون كلام أهاليهم.. أصبح هناك حالة عامة من الاستهتار أوصلتنا إلى ما نحن فيه.

*…………………………….؟

فى المرحلة السابقة تم تجريف الإنسان وليس المسرح وحده.. ولكنى فى الحقيقة أجد بوادر تفاؤل وأزعم أن هذا العام بدأ المسرح ينفض تراب السنين من عليه وهناك عروض جميلة وتحمل أفكارا جيدة.. وصدقنى الموضوع كله مرتبط ببعضه.. فعندما تحب وطنك وتعشق كل حبة تراب فيه ينعكس هذا الحب على مختلف مجالات الحياة وأولها الفن.. ومع الإصلاحات التى نلمسها فى الطرق والخدمات من كهرباء وصرف صحى وبداية مشاريع كبيرة أعتقد أن هذا كله يؤثر فى الفنون ويدعمها بصورة غير مباشرة.. ولا يصح أن نغمض عيوننا عن الإيجابيات ولا نرى إلا القبح.. باختصار أتصور أننا على بداية الطريق الصحيح لسكة السلامة.

*……………………………؟

انا قدمت 170 مسرحية واصبحت شهيتى لا تفتح بسهولة للعودة إلى المسرح إلا إذا وجدت النص المناسب.. وهذا صعب بعد أن قدمت أمهات المسرحيات العربية والعالمية.. واحب أن أقول لشباب الفنانين فى النهاية آمنوا بالجودة وصدقوا ما تقدمونه.. حتى يصدقكم الجمهور.

 

أجرى الحوار: محمد بهجت
http://www.ahram.org.eg/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *