سلامة حجازي من محل الحلاقة إلى ريادة المسرح الغنائي

لم يكن صباح فخري وحده من بدأ مشواره كمؤذن في مسجد، فالشيخ سلامة حجازي اعتلى مآذن جامع البوصيري، والمرسي أبو العبّاس وهو في الخامسة عشرة، ورفع الآذان بصوته الذي عشقه الناس، وهنا أتذكر حديث قديم لأحد الشيوخ عن أنه أثناء سفر سلامة حجازي إلى لبنان لعرض إحدى مسرحياته وكان وقتها غير معروف جيّدًا بالخارج، فكان خائفًا من عدم النجاح فما كان منه إلا أن ذهب إلى المسجد الرئيسي في بيروت وأذن للصلاة، ما لفت أنظار الناس وزاد إقبالهم على حضور مسرحيته «صلاح الدين» ولاقت استحسان شديد وقتها.

في النهاية لا يسعني سوى أن أنظر إلى حال المسرح الغنائي الذي أصبح منسيًا وخارج حسابات المسرح والموسيقى معًا، فمن بعد سيد درويش، ظهرت فكرة المطرب الأوحد والفيلم الاستعراضي ولم يعد للمسرح الغنائي دوره مثلما كان، ولعل يشاركني في رأيي المطرب التونسي الجميل لطفي بوشناق حين غنى معبرًا عن استياءه مما وصل إليه حال الأغنية العربية هذه الـيام :

«حبي اللي سرقته كلمة كلمة من صوت العصفور

عطشان لأغاني تخلّي الضلمة وردة ريحتها نور

لكن يا خسارة اليوم أغانينا تغنّي وما تغنّيش

فينك يا عبد الحي.. يا سلامة.. يا شيخ سيد درويش؟».

محمود العطار

mwww.elwatannews.co

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *