سفينة «المسرح العماني» الواقفة!

يستأنف مهرجان المسرح العماني دورة جديدة في مساره المقرر كل سنتين، وهذه المرة يحط رحاله في عاصمة الثقافة الإسلامية نزوى، وهو كحالة فنية يختلف عن مهرجان الأغنية العمانية الذي رأى القائمون على الفعالية أنه لا يتناسب مع حدث كهذا، وإلا كان ألحق بجدول الفعاليات، طالما أن أمسية وطنية في ولاية صور أدرجت ضمنها، مع أن مفهوم «عاصمة الثقافة الإسلامية» مختلف تماما عمّا يحدث.. إنما للمسؤولين في ما يحدث.. شؤون!

أكتب كلمة يستأنف لأن الحالة المسرحية شبه جامدة في البلاد، وما تفعله الجهة المعنية، مع أنه من المفترض أن تكون هناك جهات، يتمثل في إقامة هذا المهرجان كل سنتين، مع ما يصاحبه من عثرات ومشاكل، ويصرّ القائمون (والجالسون) عليه أنه ناجح.

نتمنى أن ينجح مهرجان المسرح، وأن يقوم بدوره في تطوير أبي الفنون في البلاد، كما نتمنى أن يفعل ذات النجاح مهرجان الأغنية، ومهرجان الشعر، ومهرجان الفنون الشعبية، وغيرها من المهرجانات التي لها رئيس واحد، يمتلك القدرة على التطوير والدفع بهذه الإبداعات إلى أعلى قمة في هرم النجاح.

لكن، هل المهرجان يأتي نتيجة أو أنه فعل محرك؟!

بمعنى: هل المهرجان يصنع التطوير أم أن تطور الحالة المسرحية (وغيرها) هي الأساس فيأتي المهرجان ذروة التجلّي، وبمثابة حالة احتفاء بنجاحات تتم على مدار العام، حيث العروض المقدمة نتاج إنجازاته، وليست أشبه بمؤتمر يقام كل سنتين تدعى إليه مجموعة فرق ليقال إن المسرح لدينا بخير، وإن مسقط، العاصمة، مكتظة بما يكفي من خشبات وعروض، ولذلك توزعت على بقية المحافظات، وغدا من الصعب إعادة عرضها مرة أخرى أمام جمهور آخر، حيث لا مجال تتيحه «الزحمة» والزخم.

أذكّر أنه قبل سنوات «ليست بالقليلة» صرّح وكيل الثقافة حول إنشاء عدة مسارح في مسقط، ومضت السنوات ليتبعها د. عبدالكريم جواد بتصريح قبل عدة أشهر عن إنشاء حلم مسرحي آخر، ويبدو أن المسؤولين يجيدون التصريحات، بينما التنفيذ ليس بأيديهم، بالضرورة، أو أن الحماسة لا تقود إليها كما تفعل دورات مهرجان المسرح «الواجبة التنفيذ» وفيها ما فيها من لجان انضم إليها أصحاب الخبرات .. أو من رضي عنه «الدكتور» وارتاح له «سعادته»!

بعد كل دورة مسرحية نتمنى أن يتواصل حماس مدير المهرجان لتتحرك سفينة المسرح العماني، مع افتراضي أنه لا يعتبرها واقفة، طالما بقي في منصب المسؤولية، وأن المهرجان بلغ مستويات عليا من النجاح كما يتطلب «المنصب»..

أن نشعر بأن هناك مسرحا يتابع «المخرج الدكتور» حركته كما كان يفعل منذ سنوات، وأن نسمع صوته، بروح الفنان والمثقف، لا وفق ضرورات ليس أقلّها أنه لا يريد «أن يزعّل» أحدا، ملتزما الصمت.. وفي ذلك منافع خسرها من الذين لم يصمتوا.

وأخيرا: تتشابه الحالات أحيانا مع مثقفين نسمعهم بصوتين مختلفين: واحد في الجلسات، وآخر خلف الشاشات!!

 

 

محمد بن سيف الرحبي

http://www.shabiba.com/

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *