سعد الفرج: أرفض الاعتراف بمسرح لا تقف عليه امرأة!

لا يتردد سعد الفرج في تسمية الأشياء بأسمائها: “مسرح دون امرأة ليس بمسرح”. هذا ماقاله الفنان الكويتي القدير في ندوة قدمها في قاعة الفنار بسيهات، خلال أيام عرضه مسرحيته الطنبور على مسرح الدوخلة وهي المسرحية التي استبعد منها العنصر النسائي المشارك في نسختها الكويتية، ليستشعر الخلل في بناء العرض المسرحي، الأمر الذي ربما دفعه ليضيف: “المسرح مجتمع وشارع وحياة.. يقوم على دعامتين هما الرجل والمرأة فلا يصلح بيت بلا رجل ولا بيت بلا امرأة”. مقدماً برأيه بصراحة وبلا مواربة وذلك بخلاف العديد من الفنانين الخليجيين الذين يأتون لتقديم عروض مسرحية منقوصة العنصر النسائي في المملكة، جلهم يجامل الحالة العامة على حساب الصنعة المسرحية، وأحد هؤلاء حسن البلام الذي قال إن عدم وجود امرأة في عرضه السعودي الذي قدمه بالرياض عام 2010 مسألة عادية.

سعد الفرج

ندوة سعد الفرج التي افتتحها بتصحيح جملة أخطاء وقع فيها مقدم الأمسية الكاتب عبدالعزيز السماعيل حول تاريخ مولد وسيرة الفنان الكويتي والتي على ما يبدو أخذها السماعيل من “الويكبيديا”، وصولاً إلى المشهد الأشد تأثيراً في الليلة “الفنارية”، عندما بكى الفرج معلناً أن مجيئه إلى هذا الساحل كان أمنية قديمة، ربما تكون هي الدافع لقبوله تقديم عرض مسرحية الطنبور الكويتية في مهرجان الدوخلة بسنابس القطيف، يقول الفرج: “سعيد أن أكون هنا.. لقد كانت أمنية أن أكون على هذا الساحل الجميل، ساحل بحر الخليج، استمتع بهذا اللقاء وهنالك أسباب قوية تدفعني لأستمتع بوجودي بالقطيف، فلها قصة طويلة لدي، وقصة مؤثرة -تخنقه الدمعة، يبكي-، حيث عاش جدي هنا فترة من الزمن قادماً من الكويت ومن ثم انتقل إلى البحرين وتوفي هناك أواخر عشرينيات القرن الماضي، فلهذه الأرض ذكريات مؤثرة.

بطل مسرحية “دقت الساعة” استعاد أمام الجمهور ما يزيد على الخمسين عاماً من الشغف المسرحي منذ بدايات انتقاله من قرية الفنطاس التي اختفت مع التحولات العمرانية إلى بداية كتاباته الأدبية المبكرة وصولاً إلى عام 1958 عندما التحق بالمسرح الوحيد في دولة الكويت وهو المسرح الشعبي الذي أسسته الكشافة الوطنية التي من خلالها دخل الفرج عالم المسرح ولكن ليبقى في الكواليس، يتحدث سعد الفرج عن هذه المرحلة قائلاً: “لم أظهر في هذه الفترة على خشبة المسرح، بل كنت أخدم الممثلين على رأسهم محمد النشمي وصالح العجيري وخالد النفيسي وعقاب الخطيب، كنت أبيع لهم تذاكر وأساعدهم بين الكواليس للخروج على المسرح، وكنت أتشوق لأقول ولو كلمة على المسرح إلى أن جاء زكي طليمات وأسس المسرح في عام 1961، وكنت من الناس الذين اختارهم طليمات ليبدؤوا العمل” ومن البداية مع طليمات إلى كتابة مسرحيته الأولى “عشت وشفت” والتي ستقدم في ولاية كنتاكي الأميركية عام 1980 ويحوز فيها على تكريم “المواطنية الفخرية من الولاية الأميركية، وبين المرحلتين، تحدث الفرج عن تجربته مع رفيق دربه حسين عبدالرضا وقرار افتراقه للدراسة عندما ترك المسرح توجه لانجلترا “BBC” للدراسة والعمل التطبيقي في اسكوتلندا، ثم ليعود ويؤسس مسرحاً خاصاً هو وحسين عبدالرضا. يقول الفرج عن هذه المرحلة: “في العام 1970 شعرنا بالتضييق على المسرح الذي يعتبر ضمن الجمعيات ذات النفع العام والمقيدة بشروط رقابية عديدة”. ليؤسسا مسرحاً خاصاً لا تنطبق عليه قوانين جمعيات النفع العام، هذا المسرح الذي قدم في العام 1971 مسرحية “بني صامت”، ثم ينقطع الفرج لإكمال الدارسة ويعود عام 1974 ويكمل مع “أبو عدنان” إنتاج وتقديم مسرحيات “دقت الساعة” و”حامي الديار” و”هذا سيفوه” والعديد من الأعمال الكوميدية ذات النكهة اللاذعة.

الفنان الكويتي لم ينسَ الحديث عن تجربته السينمائية في فيلم “تورا بورا” التي تتطرق لمشكلة التطرف، منتقداً القيود التي تضيق عمل الفن الذي يقوم بدوره في مواجهة التطرف، قائلاً: “تورا بورا منذ كم سنة أنتج؟ 2009، لماذا لم يعرض حتى هذا العام؟”. مشيراً إلى أن فيلم “تورا بورا” الذي تحول إلى مسلسل، موجه للوعي بأن المال والموقع الاجتماعي لا يكفي، بل على الأب والأم الالتفات للبيت والأسرة فهي الأهم، بأن تكون منتبهاً لأبنائك فهم لا يحتاجون ملابس وسيارات بل يحتاجونك أنت”.

وعن أهمية دور المسرح علق الفنان القدير: “لابد للمسرح أن يقوم بدوره في المجتمع، دور المسرح الجاد خطير، خاصة إذا كان القائمون عليه حريصين على خدمة بلدهم ومخلصين للأرض التي يعيشون عليها.. فالمسرح هو من يقوم بهذا الدور”، مؤكداً أن تجربته في مسرحية “الطنبور” مع مجموعة الممثلين الشباب كانت مثمرة جداً، خاتماً الندوة بقوله: “أتعلم من الجيل الجديد”.

 

علي سعيد

http://www.alriyadh.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *