د. محمد أمين عبد الصمد يكتب عن عاشق أبي الفنون.. “العصامي”.. الأستاذ د. حسن عطية / صفاء البيلي ـ مصر

ـ

د. حسن عطية1

هذا المقال تم نشره في نشرة المهرجان القومي للمسرح عن العصامي الأستاذ د. حسن عطية في2015.. ونعيد نشره في المسرح نيوز اعترافا بقيمة ومكانة ودور أ. د. حسن عطية وما قدمه لأبي الفنون أكاديميا ونقديا.

الأستاذ الدكتور حسن عطية
العصامي

د. محمد أمين عبد الصمد

ـ
بداية أعترف أني غير محايد أثناء الكتابة عن الأستاذ الدكتور حسن عطية , فهو من الأقلام التي قرأت لها في مجلتي ( الفنون ) و( المسرح ) قبل قدومي إلى القاهرة , والدراسة بها , وكانت كتاباته تعزف أنغاماً صحيحة على أوتار عقلي , وشاءت الأقدار أن ألتقي به , وتصبح بيننا علاقة قوية , رغم قلة اللقاءات وتباعدها , ولكنه قادر تماماً على الاحتفاظ بحرارة العلاقات الإنسانية ومستواها وكأنك معه يومياً , وفي كل لقاء يرسخ فكرة أنه (الأستاذ ابن البلد ) الذي لا تنسى إطلاقاً أستاذيته لكنها لا تمثل لك أو له عائقاً في التعامل , وتستطيع ببساطة أن تقول أنه (حسن عطية ) نفسه ؛ في قاعة الدرس ؛ في منصب مدير عام إدارة المسرح بالثقافة الجماهيرية , في منصب عميد المعهد العالي للفنون الشعبية , في منصب عميد المعهد العالي للفنون المسرحية وغيرها من التكليفات التي أبلى فيها بصدق وبتجرد . أحياناً كنت أشاغبه بنوعية بعض الدارسين الذي يشرف على أطروحاتهم الأكاديمية, فيضحك ملء فيه , ويقول : ” أنت غيران ” , فأضحك , وقد تكون الحقيقة ..!!
فمن ناحيتي لا أستطيع الإنكار أني تمنيت سابقاً – ولم تسمح الظروف – العمل العلمي تحت إشرافه , فهو الأستاذ العصامي صاحب التوجه الاجتماعي الواضح في منتجه النقدي والبحثي , وصاحب التجربة الكبيرة في التفاعل مع مختلف الأجيال الفنية , على طول وعرض الخريطة المصرية .. بل والعربية , وقد أكون متماساً معه في بعض القناعات والأفكار.
فابن حي ( بولاق أبو العلا ) الذي عشق المسرح والسينما منذ طفولته , واطلع على حياة الناس بمختلف طبقاتهم وفئاتهم في واقعيتها ومعاشها , مما شكل وجدانه , وأسس لاهتماماته الفنية , وانحيازاته الفكرية , إلى أن التحق عام 1967 بالمعهد العالي للفنون المسرحية , منحازاً فكرياً للاشتراكية , وما تقدمه من حلول للبشرية , مما انعكس على قناعاته الفنية , التي اتسمت بإعلاء ثنائية الحرية / المسؤولية , وتسببت قناعاته السياسية في عدم تعيينه معيداً بالمعهد العالي للفنون المسرحية , رب ضارة نافعة , فاتجه حسن عطية للحقل الثقافي والصحفي على اتساعهما , مقدماً إنتاجه النقدي المتميز , مشتبكاً مع واقعه , ومعبراً عنه , وهو ما انعكس على تكوينه الملتحم والمتفاعل مع كل جديد في الحياة الثقافية , فلم تحده أسوار المؤسسة التعليمية .
وجاء تعيينه بالثقافة الجماهيرية – بدورها المهم – تأكيداً لتوجهاته الاجتماعية وقناعاته الفكرية .
وفي عام 1982 عاد إليه حقه بالتعيين في المعهد العالي للفنون المسرحية , ثم جاء سفره إلى إسبانيا في منحة دراسية للحصول على درجة الدكتوراة من جامعة الأتونوما , ليطلع ويتفاعل خلال سنوات المنحة على تجربة الأخر وثقافته, بإحساس الند للند , وتفاعل من يملك رصيداً حضارياً مماثلاً , وعاد من بعثته ليستأنف مشواره في معهد الفنون المسرحية , ويواصل عطاءه كذلك خارج المؤسسة التعليمية , فكم من أجيال تعلمت من قلمه , وكم من صاحب عمل فني رأي نفسه وعمله بميزان قلم حسن عطية , ولم تحتجزه القاهرة بزخم أنشطتها الفنية والثقافية , ومركزيتها المجحفة , بل كان متواجداً في كل مكان يقدم مسرحاً في مصر , داعماً , معلماً مشجعاً .
واستمر نشاطه النقدي في مجال السينما , مؤكداً قيمة المنتج الفني ودوره , وما زال – متعه الله بالصحة- غزير العطاء …. أكيد الحضور … نظيف القلم في مجال دراسة الفنون ونقد منتجها .

المسرح نيوز

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *