دراسة في “وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير “

وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير
فاتن جمعة سعدون

الملخص 
     يتناول البحث الموسوم وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير ، التي تمثل الملحقة فيه عنصرا مهما من عناصر النص المسرحي وأهميتها تتأتى من خلال علاقتها بالعناصر الأخرى الموجودة داخل النص .
يقع البحث في خمسة فصول ، تضمن الفصل الأول مشكلة البحث التي تبلورت بالآتي : – اكتسبت الملحقات المسرحية أهميتها من خلال تواجدها ودورها في تغيير مجرى الإحداث وتقلبها رأسا على عقب في مسرحيات شكسبير . 
أمَّا هدف البحث فكان الكشف عن وظيفة  الملحقات في مسرحيات شكسبير .
الفصل الثاني تكون من مبحثين ، تناول المبحث الأول إلقاء الضوء على مفهوم الملحقات وأهميتها في النص المسرحي . إما الفصل الثاني شمل الملحقات في مسرحيات شكسبير .
خرج البحث بجملة مؤشرات فيما أسفر عنه الإطار النظري منها: –
1- توظيف الملحقات وأهميتها في النص ، والعرض شكل نواة للانفتاح الثقافي بين الشعوب ، فصار المؤلف يأخذ بالاعتبار دور الملحقة في بناء المعنى .
2- تعطي الملحقات معلومات عن الشخصية ، والزمكان ، فضلا عن الوظيفة الجمالية التي تجسدت من خلال توافر عنصر الوحدة والتناسب والانسجام باختيار نوع وحجم ولون الملحقة .
الفصل الثالث شمل إجراءات البحث ، قامت الباحثة بتحليل عينة البحث من خلال جدولة صممتها لهذا الغرض .
الفصل الرابع شمل عرض النتائج ومناقشتها . ثم الفصل الخامس تضمن الاستنتاجات التي خرج بها البحث والتي جاءت :- 
1- الملحقة شيء مادي ، يستخدم لغاية معينة في العمل الدرامي .
2- تشير الملحقة إلى حرفة صاحبها أو قد تحدد مكانته الاجتماعية .
3- الملحقة تعد عنصرا مهما تضيف للعمل الدرامي بعدا جديدا .وختم البحث بقائمة المصادر والهوامش .
الكلمات المفتاحية: وظيفة الملحقات ،مسرحيات شكسبير.
Abstract
           This paper deals with function of accessories in Shakespeare,s plays which represents an element of the theatrical discourse and importance through its relation ship with other elements within the text .
        Search is located in the five chapters, The first chapter included research problem that crystallized palate :- The play gained importance accessories through its presence and its role in changing the course of events and volatile upside aqi in Shakespeare,s plays . The aim of the research detection function accessories in Shakespeare,s plays . 
        Chapter  II be one of the two sections, eat first section shed light on the concept of accessories and its importance in the theatrical text . The second section included accessories in Shakespeare,s plays . Find out with , among other indictors resulting from the theoretical framework of which :- 
1-Employment accessories and its importance in the text and presentation from the nucleus of cultural openness between peoples became the author takes into account ancillary role in the construction of meaning . 
2-Give personal information on the accessories , and space – time as well as aesthetic functionality that gliding through the availability of unity and harmony of proportionality and the selection of the type, size and color there to .
        Chapter III included research procedures , the researcher analy zed the text of the play Othello adoption of the descriptive analytical approach through a table designed by a researcher for the analysis of the sample .
        Chapter Iv the researcher presented the results discussed , then chapter v included conclusions and that came in :- 
1-Attached to something material , it is used in certain very dramatic work .
2-Points attached to the craft or its owner may determine the social status.
3-Annexed is an important element of the work adds a new dimension to the Then search the list of sources and margins seal . 
Keywords: Function accessories, Shakespeare’s plays.
الفصل الأول/الاطار المنهجي
مشكلة البحث والحاجة إليه
        يعد النص القاعدة الأساسية للعمل المسرحي كُلهَّ فهو الجذر الأهم لهذا النوع من الممارسات العملية بدلالاتها . ودراسة نصوص شكسبير محاولة لكشف الأسرار الشعرية التي تجعل منه ذلك الصانع الذي نقصده في كل زمنٍ . تتمتع أعمال شكسبير بمكانة خاصة مهيمنة في المسرح ربما لأنها لا تلتزم بالقواعد المتبعة في تقسيم الأنواع ، فتبدو كلُّ مسرحية وكأنها تشتمل على عناصر من الأنواع الممكنة ، فهو كان مؤمنا بأن كلًّ مسرحية تمثل نوعا قائما بذاته.
      تكتسب الملحقات التي تمثل عنصرا من عناصر الخطاب المسرحي أهميتها من علاقتها بالعناصر الأخرى الموجودة داخل النص ، وللملحقة في مسرحيات شكسبير أهمية غيرت مجرى الأحداث واستمدت قوتها ومعناها من الحدث الذي وجدت فيه ، ومن تحولات الملحقات في مجرى الأحداث . ففي مسرحية (عطيل) جعل شكسبير منديل دزدمونة في أول ظهور له في النص الشكسبيري ليعبر عن حب عطيل لدزدمونة ، وبتطور مسار الأحداث في النص يتحول ليعبر عن الشك،ومن ثم في نهاية المسرحية عبر عن رقة وضعف دزدمونة . وكذا الحال مع مسرحية ( ريتشارد الثاني ) . نجد من تتابع الأحداث في النص تحول تاج الملك من التعبير عن السلطة إلى الضعف ثم يسترد في النهاية قوته حين يعود ليعبر عن السلطة ثانية ، وبذا تتحقق نسبية المعنى للملحقات في نصوص مسرحيات شكسبير .من هنا اكتسبت الملحقات المسرحية أهميتها من تواجدها وأثرها في تغيير مجرى الأحداث وتقلبها رأسا على عقب  في مسرحيات شكسبير . مٍمّا دعا الباحثة إلى تبني الموضوع والشروع  بدراسته للتصدي له عبر محاولتها البحثية هذه والموسومة ( وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير )  ، مما يجعل الحاجة للبحث فيه قائمة .
أهمية البحث  تتجلى أهمية البحث في كونه بحثا تخصصيا في الجانب التقني ( الملحقات ) ووظيفتها في تغيير مسار الأحداث في نصوص مسرحيات شكسبير وهو الذي تفتقر إليه المكتبة المعنية بشؤون المسرح ، إذ لم تجد الباحثة أي بحث متخصص بهذا الموضوع .
هدف البحث  يهدف البحث الحالي إلى الكشف عن وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير 
حدود البحث: يتحدد البحث الحالي بنص مسرحية ( عطيل ) لشكسبير . 
تحديد المصطلحات الوظيفة:” تفهم على أنها فعل شخصية ، تعرف من وجهة نظر أهميتها لمسيرة الفعل”(1).
الوظيفة:” هي الإسهام الذي يقدمه الجزء في تعدد مهامه إلى الكل ، وهذا الكل قد يكون متمثلا في مجتمع أو ثقافة أو منجز فني للحفاظ على الكيان الإنساني ، وفي المسرح هي الشكل الذي يمكن أن تتجسد به عناصر العرض المسرحي من خلال تحميلها لمفاهيم وفق الرؤية الإخراجية ” ( 2) .
التعريف الإجرائي: الملحقات شيء مادي ذو شكل ، قد تلحق بمكملات عناصر البناء الدرامي كالديكور والزى والإضاءة ، وهي تشير إلى حرفة صاحبها ، أو قد تحدد مكانته الاجتماعية ، والملحقة وان اختلفت مسمياتها فهي عنصر مهم تضيف للعمل الدرامي بعدا جديدا إذا ما استخدمت بالشكل الصحيح وعلى الضد من ذلك تصبح عنصرا مشتتا للذهن إن استخدمت بشكل قاصر .
الفصل الثاني/الاطار النظري
المبحث الأول :  مفهوم الملحقات وأهميتها في النص المسرحي 
     قبل الولوج في موضوعة الملحقات لابد من الإشارة إلى تعدد المفردات المستخدمة كمرادف لكلمة الملحقة فهي تارة سميت مهمات وأخرى سميت إكسسوارات ومهمات وأغراض  وأداة ، ولغرض فك الاشتباكات وكي لا نقع في ملابسات التسمية ، ارتأت الباحثة أن تقوم بتحديد مصطلح كل من المرادفات التي ذكرت . فمفهوم الأداة بحسب تعريف (آن اوبر سفيلد) ” إن الأداة ليست شيئا ما فحسب ، أو أنها شيء أعيدت صياغته وتمت أسننته بفعل استخدام الناس له ، وان لم يكونوا قد خلقوه بأنفسهم لا تصير قطعة الحجر أداة إلاًّ إذا أصبحت ضاغطة للورق” (3) . أمًّا الملحقات (المهمات) : فهي كل ما هو مطلوب للمسرحية ، وفي خلال القرن الثامن عشر ومعظم القرن التاسع عشر تحول المعنى المقصود بكلمة مهمات إلى كل شيء يستعمل على المسرح فيما عدا المناظر والممثلين والملابس ، وهناك أربعة أقسام للملحقات (للمهمات) : 1- مهمات المنظر ( مقاعد ، مناظر ، سجاجيد … مفروشات توضع على أرضية المسرح) 2- مهمات اليد ( خطابات ، بنادق ، طعام … أدوات تستعمل أو تحمل على المسرح بواسطة الممثلين) 3- مهمات الزينة ( لوحات زيتية ، سجاجيد للجدران،ستائر … أشياء تستعمل لتزيين حوائط المناظر 4- مؤثرات ( ثلج خفيف ، إمطار ، رياح ، رعد ، زجاج يتكسر … اي شيء لا يدخل ضمن الإضاءة أو بعض الأقسام الأخرى (4) .هذا يعني أنًّ كلمة مهمات تشمل كل الأشياء والأدوات المستخدمة من قبل الممثلين على المسرح وحتى بعض القطع التي صنفت ضمن الديكور حين تكون معلقة على المسرح وما ان يأخذها الممثل من على الجدار تصبح ملحقة تابعة له .
       الإكسسوار كلمة فرنسية تعني كل ما يكمل ويرافق الشيء الرئيس ، وقد انتقلت إلى اللغة العربية بلفظها الفرنسي ، تستخدم كلمة إكسسوار في عالم المسرح للدلالة على كل مكونات الديكور من إغراض وقطع أثاث ، سواء كانت مرسومة بطريقة خداع البصر على اللوحة الخلفية او موجودة فعليا على الخشبة ، كما تطلق على مكونات الزى المسرحي لذلك فهي غالبا ما تستعمل في هذا المجال بصيغة الجمع ، وتعني مجموعة من الأشياء ليس لكل منها وظيفة خاصة واستخدمت اللغة النقدية للمسرحية بتأثير من السيميولوجيا– في فرنسا على الأخص – تعبير غرض كرديف لكلمة إكسسوار التي لا زالت تستخدم من قبل كثير من المسرحيين والباحثين ، والتحول إلى تعبير الغرض لا يعني فقط استخدام تعبير جديد ، بل نظرة جديدة يمكن أن تتلخص بالانتقال من تعامل الاكسسوار كمجموعة من الأشياء الثانوية إلى تعامل مع مكون له فرادته وكيانه الخاص ودوره الدلالي هو الغرض المسرحي (5) . فالإكسسوار اشتمل كل قطع الأثاث المستخدمة في الديكور وقطع الأزياء ، بمعنى كل الأشياء المستخدمة في المسرح التي لكل منها وظيفة خاصة بها . في حين جاء مفهوم الغرض” هو أحد عناصر النص،  والغرض في المسرح يرتبط بالفضاء المسرحي وبالشخصيات ، وكلمة الغرض التي تستخدم اليوم بدل الإكسسوار دخلت إلى الخطاب النقدي المسرحي حديثا بعد أن كانت تطلق على الشيء الذي يستعمل في الحياة …. والغرض هو الشيء المادي الذي يقع موقع النقيض من الكائنات المفكرة أو التي تملك عقلا … وهو الشيء عندما يصنع يستخدم لغاية معينة … والغرض في المسرح تعتبر أية قطعة من قطع الديكور أو الزى أو الاكسسوار غرضا إذا ما استخدمتها الشخصية بشكل يعطيها استقلالية عن المنظومة التي تتبع لها”(6) . إي إن الإغراض هي كل الأشياء المادية الموجودة والمستخدمة لغاية معينة على خشبة المسرح من قبل الشخصيات بشكل يعطيها استقلالية عن المنظومة التي تتبع لها .
      نستنتج مٍمًّا سبق بحسب رأي الباحثة المتواضع أنه بالرغم من تعدد مسميات الملحقات ، إلا أنها تؤدي الوظيفة نفسها والغاية المرجوة منها في النص والعرض  وعلى مدار تاريخ المسرح ، ففي المسارح الحديثة والطليعية هناك أهمية كبيرة لوجود مفردة الملحقة بعدها إحدى العلامات المهمة في مجال التأليف للنص ورؤى المخرجين فهي جزء من كل ، إي بمجموع العلامات تتولد منظومة علانية ذات دلالات واستخدامات عدة لنفس الملحقة ، فمثلا حين يستخدم الكاتب مفردة الحبل كملحقة ترافق الشخصية في فعلها مع الشخصيات الأخرى كأن تستخدم للشنق او تمثل حاجزا بين شقي المكان الأيمن والأيسر، أو قد يرمز لأفعى أو أرجوحة ، وما يحدد جمالية الملحقة أسلوب ورؤية المخرج من خلال طريقته بالتعامل مع الملحقات في النص والعرض، ويستثنى من هذا ” المسرح الشرقي حيث للملحقات تأثير رمزي ، وقد توجد بعض الاستثناءات الأخرى في المسرحيات ذات الطابع الديني أو المراسيمية ” (7) .
لا يمكن لعناصر المسرح  أن تؤدي عملها بشكل متكامل بمعزل عن الآخر ، ويراعى في تنفيذ ذلك الذوق والمهارة ، وان وجود الممثل وهو يتحرك على المسرح يستلزم من المخرج إدخال عنصر الملحقات – وان اختلفت التسميات – لتعمل إلى جانب عناصر المسرحية الأخرى ، فهذا يضيف للمسرحية والعمل الدرامي بعدا جديدا ، وعلى الضد من ذلك قد تصبح الملحقات عنصرا مشتتا للذهن ، فيما لو استخدمت بشكل قاصر ، وفي بعض الحالات يشمل مفهوم الملحقة مكونات مسرحية أخرى ، فكل عناصر المكان تعتبر ملحقات إذا ما كان بالإمكان تمثيلها بشكل مادي في العرض . فالتاج مثلا كملحقة يحدد صفة الملكية ، والسيف صفة الفروسية ، والعلم في المسرح الصيني يدل على وجود كتيبة ، والسوط يدل على وجود حصان(8) .
أثرت النظرة الجديدة للملحقات في المسرح على الكتابة المسرحية ، فصار النص يأخذ بعين الاعتبار دور الملحقات في بناء المعنى ، وهذا واضحا في مسرح العبث والمسرح الملحمي ، ونتيجة لذلك صار من الممكن تحديد جمالية التأليف ورؤية وأسلوب الإخراج  من خلال طريقته في التعامل مع الملحقات في النص،  ومن ثم العرض ، فالعناصر الدرامية للمسرح بما فيها من مكملات كالزى والماكياج ، والديكور والإضاءة ، والمؤثرات الصوتية والموسيقية ، فضلاً الملحقات التي تكمل عمل الممثل ، لا يكتمل عمل أيًّ منهما دون الآخر ، والدراما عموما لو نفذت بدقة وعناية وذوق فهي تضفي على النص قوةُ وجمالا . نجد أنَّ الدراسات التي قام بها المهتمون والمعنييون في المجال المسرحي لم تًّعنً بمسألة الملحقات في المسرح ، وإنما جاء ذكرها لتكون مكملا لعنصر الديكور المسرحي ، ومع تطور فنون الأداء المسرحي بدأ الاهتمام بالملحقات المسرحية نتيجة تأثير انثروبولوجيا المسرح التي اهتمت بالبحث في مجال المسرح ، وبدا هذا واضحا حين عمل المخرج المسرحي (كروتوفسكي) و(يوجينو باربا ) على تأسيس المدرسة العالمية لانثروبولوجيا المسرح ” ففي عام 1979 عرف هذا المجال بأنه دراسة التصرفات البيولوجية والثقافية للإنسان …. حين يستخدم حضوره الجسدي والذهني حسب مبادئ مختلفة عن تلك التي تتحكم بالحياة اليومية ، لذا تركز عمل ( باربا ) على تدريب الممثل وأدائه ومفهوم حضور الممثل ولاسيما في مرحلة ما قبل التعبير” (9) . لذا تشكلت نواة للانفتاح الثقافي بين الشعوب ومحاولات لتغذية المسارح المختلفة بتجارب الآخرين من خلال توظيف الملحقة وأهميتها في النص المسرحي ومن ثم في الخطاب المسرحي الموجه للمتلقي الذي يكون اللغة المسرحية التي أخذت خصوصيتها بكونها مكثفة ودلالية من خلال صاحب الخطاب (المؤلف)،وفي العرض يشمل الخطاب المسرحي مجمل  العناصر المرئية والمسموعة  .
      تعاملت السيميولوجيا مع الملحقات بوصفها علامة ذات دلالة ومجموع العلامات يشكل منظومة علامات من خلال ارتباطها بالعناصر الأخرى كالأزياء والماكياج والإضاءة والموسيقى والمؤثرات والديكور وغيره ، والملحقات توفر وتعطي معلومات عن الشخصية والزمان والمكان فضلا عن الوظائف الأخرى كالوظيفة الجمالية التي تتجسد من خلال توافر الوحدة والتناسب والانسجام باختيار نوع وحجم ولون الملحقة ، فالنظرة الجديدة للملحقات أثرت على المسرح في الكتابة والإخراج فصار النص يأخذ بعين الاعتبار دور الملحقة في بناء المعنى . أمَّا في مجال الإخراج فبرزت معنى الملحقات وتحولاتها ودورها الدلالي من خلال التفكير بالملحقات كمنظومات وترتيبها في ثنائيات متعارضة كأن تكون داخل / خارج ، ومن خلال إبراز علاقة الملحقات يبعضها وبالشخصيات ودورها في تشكيل الفضاء ، واستثمار كل الإمكانيات التشكيلية للملحقات لغرض بناء سينوغرافيا العرض بالاعتماد على النص ، وتحديد جمالياته (10) . يتنوع استخدام الملحقات باستثمار تحولاتها لإعطاء تعددية في وظائفها في النص والعرض . 
المبحث الثاني / الملحقات في مسرحيات شكسبير
      استطاع شكسبير أنْ يخلق في تراجيدياته أكثر من نموذج نمطي من النماذج الإنسانية مثل الملك لير، عطيل ، هاملت ، ماكبث .ومسرحياته تحيا في حاضر دائم وتتجدد في كل عرض ، وهي قد تصدر من حقيقة بسيطةهي أنَّ المؤدي قد يموت لكن العرض والأداء مستمر ، الممثل يختفي لكن الشخصية التي يؤديها باقية .
يضمن شكسبير في كل مسرحياته إيمانه بالطبيعة الخاصة للعرض المسرحي ، وفي أحيان كثيرة يصرح بها في مقاطع تتأمل العلاقة بين المسرح والحياة . لم يكن شكسبير معنيا بخلق بشر حقيقيين بقدر ما كان معنيا بخلق التأثير المسرحي أو الشعري ، كان مهتما بجعل ما هو سيكولوجيا بعيد الاحتمال يبدو ببراعة فنه امرأ ممكنا . وفي عصره كان الاتجاه نحو الإنسان والاعتراف له بحق التفكير وحق الحياة ، وهذا ما وظفه كتاب الدراما في إعمالهم المسرحية ومنهم شكسبير .
      أمتاز التأليف المسرحي في انكلترا شعرا ونثرا بالسمة الواقعية الحسية التي استمدت من البيئة المحلية والتاريخ الانكليزي ، إلا أنَّ عبقرية شكسبير رسمت ملامحها في كتابته للتاريخ من خلال أسلوبه ، كان ينقي الإحداث التاريخية ويحذف منها كل ما هو زائد ليرسم معالم دراما ته بدقة فائقة علاوة على ذلك فإنه كان يمسرح التاريخ، يعتبر التاريخ لا معنى له ، وهذا كان واضحا في مسرحيات هاملت ، الملك لير ، العاصفة .
     اتخذت مآسي شكسبير التاريخية قضية الصراع على العرش لتنتهي بموت الملك وانتقال التاج إلى ملك أخر جديد ، وفي كل مسرحية تاريخية كان شكسبير يجر الملك وراء سلسلة طويلة من الجرائم تتخذ عناوين مسرحياته أسماءها من أسماء الملوك ، كالملك ريتشارد الثاني ، هنري الرابع ، هنري الخامس ، ريتشارد الثالث . ففي كل فصل من مسرحياته كان يبدأ وينتهي عند النقطة نفسها ، أي يدور التاريخ دورة كاملة . في مسرحية ماكبث يخمد ماكبث ثورة فيوضع قريبا من العرش ، بوسعه أن يصبح ملكا ، ولابد له من أن يصبح ملكا فيقتل الملك الشرعي ، ويقتل شهود الجريمة ، ويقتل أبناء وأصدقاء الذين قتلهم ، يقتل كل من يشعر أنه يسير إلى غير مساره ، شكسبير كان يرتكز على التطور الذي حدث قبل عهده مباشرة لخشبة المسرح الإليزابيثي التي تشبه الحلبة،  وهذا أعطى فرصة كبيرة لكتاب المسرح بأن تتحلى أعمالهم بالقوة والعظمة . أن مؤلفا كشكسبير ” يثيره باعث ما لكتابة المسرحية عن موضوع بالذات ، فيترك خياله يتلاعب بالشخصيات والأحداث ، وإذا بالصورة التي انبعثت من خياله بلون واحد تتوهج الألوان فيها ، في حين تغدو عناصر الفكرة الأصلية مصاغة في قالب إبداعي ، عندما يبدأ الكتابة وشخصياته كانت تتشكل كشخوص يذرعون خشبة المسرح ” (11) . إن شخصية الممثل ماثلة في ذهن الكاتب تؤثر عليه في عملية الخلق سواء وعى ذلك ام لم يًعهِ ، وأسلوبه في تركيب مفرداته كان يجنح الى التفخيم والتأثير ، فهو كان يؤثر العبارة الجميلة على الصياغة المسرحية وهذا ما نجده واضحا في مسرحية (عطيل) التي كانت رصينة في بنائها وتكوينها ، فالمنديل المطرز بالتوت البري جزء من زي دزدمونة يصبح ملحقة حين يكتشفه عطيل في حيازة كاسيو ، والغيرة كانت هي الأساس في هذه المسرحية ، وكذا في مسرحية ( طرويلس وكريسيدا ) و (حكاية الشتاء ) و(سمبلين) وفي (انطوني وكليوباترا ) ، وفي مسرحية (هاملت) في مشهده مع والدته حيث أستخدم شكسبير ملحقات عدة فيها ، نجد القناع والدرع والسلاح التي كانتا بحوزة الشبح ( الطيف ) حين خلقه شكسبير في مكان موحش ، هذه الملحقات حركت مفاصل المسرحية لتثبت به أركان الهول والرعب حين أظهره بزي عسكري مدجج بالسلاح، أًّمَّا في المشهد الأخير، مشهد المبارزة بالسيوف التي تمثل المعركة اللامنتهية ، بين الغاية النزيهة والأخرى المغرضة ، والكؤوس ذات السم المندس له بالشراب ، فكل ذلك قلب موازين الإحداث وغير مسارها إلى النتيجة الحتمية التي وصل اليها هاملت . أنَّ اشد ما كان يذهل الجمهور في عصر شكسبير هو قدرته على سحر البسطاء وذوي الذوق الرفيع ، فكان لمشاهد الطيف بحلته العسكرية ( الدرع والسلاح والخوذة العسكرية) سحرها ووقعها في نفس المتلقي (القارئ) . فشكسبير أراد في هاملت أنْ يخلق بطلا يعاني من خلل عقلي ، في مواجهة شبح أبيه المقتول ، وتتصارع الملحقات،  ويضع المؤلف بطله في صراع اتجاه إنسانيته ، وان كان بطل شكسبير يمارس إرادته الحرة ، ويظل هاملت مترددا ، فهو يريد إن ينتقم لأبيه ، ولكنه غير قادر على الفعل الايجابي ، ويرجع تردده إلى الصراع الموجود داخله بين الواقع إلى تنفيذ هذا الفعل وشعوره في الوقت ذاته بالنفور من الفعل ، ويليه مشهد ظهور شبح الأب – وما يهمنا هنا الحلة التي ظهر بها الشبح ، الملحقات التي أضيفت في زيه العسكري – مفتاحا لهذه المسرحية ، فهو يوضح طبيعة الرؤية الدرامية ، ويقودنا إلى تفهم أبعاد الصراع بين القاتل وانتقام المقتول ، ويسهم هذا المشهد – على صغره – في تطور أحداث المسرحية ، كاشفا عن الخط الأساس في الصراع ، إذ يعطي البطل فرصة التأكيد من قضية مقتل أبيه ، كما يؤكد له الجرم الذي ارتكب بمعرفة عمه وأمه ، ومع أن هاملت يرى شبح الأب ويحدثه متأكدا منه مِمّا يريد ، إلا إن أمه في الجانب الآخر لا ترى في ذلك سوى تخريف ولدها الذي أصابه الجنون. ثم يعود شكسبير ويضمنها الكثير من الأمور ووضع فيها خلاصة لكل ما يتمناه كتاب الدراما من أساليب ، فهي تضمنت مسرح داخل مسرح – تمثيل ضمن تمثيل – بأسلوب نثري وشعري أيضا ، ضمنها الحزن والضحك ، الغناء والسخرية من أساليب الآخرين ، الجنون والادعاء به ، جعل هاملت له نصيب من الخلل العقلي ، وله العذر فيما ينطق من بذاءات لاوفيليا وما يصدر عنه من تصرف مؤذ لوالدته ، كون شخصيته تلبست بأعراض هوس الاضطهاد والعته . 
     أنَّ الملحقات وما يستعمله الممثل باليد كالمظلة والمنديل وما هو خاص بالمنظر كالشمعة ، وأخرى تدخل ضمن الأزياء كالقبعة والنظارات تدخل في مسار الأحداث ، فالشمعة التي تحملها ليدي ماكبث في مسرحية ماكبث وهي تمشي نائمة فهي كملحقة أثارت جوا من الترقب والخوف ومهدت لانتحار ليدي ماكبث ، وتتضح الدلالة هنا للملحقات حين يوحد ماكبث بين الملحقة وبين الحياة حين يقول : أنطفئي أيتها الشمعة ، ما الحياة إلا ظل يسعى  ، أي إن الشمعة مثلت حياة ليدي ماكبث التي توشك أن تخبو ، وتقوم بعض أنواع الملحقات المسرحية كالتاج والسلاح للإشارة إلى حرفة صاحبها ، إلى مكانته الاجتماعية ، وأخرى تشير إلى نسق معين من القيم يرتبط بها . والملحقات ذات شكل ويمكن للممثلين التعامل معها أيا كان نمط هذا التعامل ، ومن الممكن أن تضم الملحقات ” فعرائس الماريونيت …. والأحذية سواء كانت الشخصيات ترتديها أو تخلعها … والمائدة … أوأي عنصر آخر من الديكور …إذا كان الممثلون يحركونه ” (12). وفي مشهد مراسيم دفن جثمان اوفيليا يظهر الصليب كرمز للديانة المسيحية ، والمباخر كملحقات ، وهنا الملحقة في هذا المشهد كانت إضافات ليس إلأَّ ، ففي هذه المسرحية استخدمت أدوات عدة شاركت في بناء الحوار الدرامي إلا أنها أسهمت في قلب الأحداث وكانت عنصرا جوهريا في الفعل الدرامي ، حين أشار شكسبير إلى وصف قوة العطور العربية في الفصل الخامس ، المشهد الأول في حوار ليدي ماكبث : هنا ما زالت رائحة الدم عطور بلاد العرب لن تطيب هذه اليد الصغيرة آه آه . وعبرت الليدي بتلك الجملة عن قوة الجريمة التي اقترفتها هي وزوجها ماكبث بقتلها الملك دنكن ، وقارنت بين تلك القوة وقوة العطور العربية لا يمكن بوساطتها إزالة رائحة تلك الجريمة ، وبالتأكيد فقد كان شكسبير على علم بالعطور العربية وقوة أريجها حيث كانت تستورد إلى انكلترا في زمانه وقبله … وكانت بلاد العرب في الآداب الغربية منذ عهد الإغريق ، تعد بلاد البخور والطيب (13)  . مِمّا ذكر نجد أنَّ للملحقات في نصوص مسرحيات شكسبير أهمية في توجيه سير الأحداث بفعل الممثل إلى الاتجاه الذي يحقق مبتغى كاتب عظيم كشكسبير في تحقيق أهدافه المرسومة والوصول بالفعل إلى الذروة . أمّا في مسرحية (الملك لير) فيبدأ لير عزلته عن العالم بالانسحاب من دوره العام ومسؤوليته الاجتماعية – حين يرمي بالتاج ورداء الملوكية – بفعل إرادته ، وهذه الملحقات بها يزداد انقطاع لير عن المجتمع بسبب الإحداث التي يحركها فعله ، ولير حين يمزقه الحزن والغضب ، ويعريه الجنون ، يتقلص في جوهره منسحبا إلى مكان سري ، ودافعا عنه العالم المتدخل في شؤونه بإيماءاته بكلمة (النفي) ، وواقع مسرحية لير يتحرك باتجاه العزلة ، وهي إدانة للدافع المنفرد وأثره المدمر في الروابط التي بين الناس وهي تصور الوحدة التي يصر عليها صاحبها كآمر ملؤه الشر . واهتمام لير بالبهلول ، والفرسان التابعين للملك ، تعد أمور بديهية سائدة في بلاطات الملوك ، ابنتا لير أقدمت على تقليص رموز المثل الأعلى للملوكية – الفرسان – فأن غونريل وريغن تستهدفان تحطيم إحساس لير بأنه السيد الإقطاعي وتقليصه إلى حالته المجردة – أي حالة الشيخ الذي لا نفع فيه – وتكرر هذا الكلام إلى إن أهين الملك إلى الحد الذي عنده يصف هو نفسه بالشيخ الذي لا نفع فيه ، وهذا الإجراء بتقليص عدد الفرسان وعدتهم من اللباس والسلاح المتمثلة بالسيف والخوذة وكل ما يتعلق بلوازم الزى الرسمي العسكري ، هذه الملحقات فعلت فعلها وجردت لير من سلطته ومكانته إلى الحد الذي أدى إلى استهانة الملك واحتقاره لنفسه ، وهذا الحدث قلب الأمور رأسا على عقب بانتزاع لير من سلطته وملوكيته إلى كهل طاعن بالسن لا نفع فيه ، وهذا التهديم المتعمد للروابط ، رابطة الملك ورابطة الأب وإنماء العزلة يهدد وجود المجتمع ، فلا وجود لمجتمع دون رابطة ، ولا رابطة دون مجتمع ، ولير يستنجد بكلتا الرابطتين حقه كملك وحقه كأب حين يحاول أن يجعل ريغن وزوجها يتحدثان اليه … ولؤم ريغن وزوجها يقاس برفضهما الخروج إلى الملك والتحدث إليه باحتقار كلتا الرابطتين ونكرانهم لحقوق لير كأب وكملك ووصول لير إلى حالة من الجنون في نهاية المسرحية ففي هذه المسرحية صور شكسبير هذيانا لمجنون ، يحق له أن يعبر عن نفسه بكامل حريته حين ” تحيط أفكاره الخطيرة القذرة ويطلب درهما من الزباد ليعطر به خياله ” (14) . 
ما أسفر عنه الاطار النظري 
1- توظيف الملحقات وأهميتها في النص ، ثم في الخطاب المسرحي الموجه للمتلقي ، شكلت نواة للانفتاح الثقافي بين الشعوب ومحاولات لتغذية المسارح المختلفة بتجارب الآخرين ، فصار المؤلف يأخذ بالاعتبار دور الملحقة في بناء المعنى .
2- اعتبرت السيميولوجيا الملحقات بوصفها علامات ذات دلالالة ، وهي جزء من كل ، وبمجموع العلامات تشكلت منظومة علامية بارتباطها بالعناصر الأخرى .
3- توفر الملحقات معلومات عن الشخصية ، والزمكان ، فضلا عن الوظيفة الجمالية التي تتجسد من خلال توافر الوحدة والتناسب والانسجام باختيار نوع وحجم ولون الملحقة .
4- تمثلت صورة السلطة عند شكسبير بملحقة التاج ، فهو في كل مرة ينتزع من ملك ليوضع على رأس ملكا أخ ، إما بوفاة الملك وإمّا بالتعجيل في وفاته ، وهذا يغير مسار الأحداث في المسرحية .
5- الموت ، الجريمة ، القتل ، مسميات تجسدت بفعل ملحقاتها ، السلاح المتمثل بالسيف والدرع والقناع الحديدي ، لتقلب موازين الصراع الدرامي رأسا على عقب .
6- الملحقات ، الأداة ، المهمات ، الإكسسوار ، الغرض ، – مسميات وان اختلفت تسمياتها – تعد عنصر يعمل إلى جانب عناصر المسرحية الأخرى ، وهذا يضيف للعمل الدرامي بعدا جديدا ، او قد تصبح الملحقة عنصرا مشتتا للذهن إن استخدمت بشكل قاصر .
7- بعض الملحقات تكون جزءا من الزى أو الديكور،  فمنديل دزدمونة المطرز بالتوت البري جزء من زيها، أصبح ملحقة مهمة قلبت موازين الأحداث حين اكتشفه عطيل في حيازة كاسيو .
الفصل الثالث/إجراءات البحث 
منهج البحث : اعتمدت الباحثة المنهج الوصفي التحليلي .
مجتمع البحث : نصوص مسرحيات شكسبير .
عينة البحث : نص مسرحية عطيل .
أداة البحث : بناءً على ما جاء في المؤشرات التي أسفر عنها الإطار النظري ، صممت الباحثة جدولا لتحليل العينة ، وما جاء في الأدبيات ، وقد اتخذت الباحثة عددا من المؤشرات معايير تحليلية بغية التوصل إلى وظيفة الملحقات في نصوص شكسبير.
 تحليل العينة : نص مسرحية عطيل .
تأليف : وليم شكسبير .
ترجمة : جبرا إبراهيم جبر (15 ) .
الحكاية  نشرت المسرحية لأول مرة في ( 1622 ) . تروى الحكاية كان يعيش في البندقية يوما رجل مغربي يجله حكام البندقية ونبلاؤها إجلالا كبيرا لشجاعته وعبقريته العسكرية ، وقد أحبته سيدة فاضلة جميلة هي دزدمونة لشجاعته ومروءته ، فبادلها الحب وتزوجها وعاشا معا زمنا في غاية المحبة والسعادة في البندقية .أما حامل العلم ياغوفهو رجل أخفق في الحصول على وظيفة الملازم كاسيو ، بل إنه وقع في غرام دزدمونة وفسر الصد الذي لقيه منها بأن سببه هو حبها لرئيس الفيلق كاسيو ، وأخذ يتصور أنّ بينهما علاقة آثمة فيتحول غرامه إلى حقد وكراهية ، في هذه الإثناء يعين شيوخ البندقية المغربي عطيل قائدا لحملة يرسلونها إلى قبرص،وهناك يطرد القائد رئيس الفيلق كاسيو من منصبه لسوء تصرفه وضربه أحد الجنود ، فتحث دزدمونة زوجها على إعادته إلى منصبه فيحاول حامل العلم ياغو إقناع المغربي بأن زوجته تخونه ويزعم له أنّ رئيس الفيلق قد تباهى له بأنه حظي بها ، ويأمر حامل العلم ياغو زوجته أن تأتي له بمنديل دزدمونة ، ثم يضعه في دار رئيس الفيلق كاسيو فيتفق المغربي وحامل العلم ياغو على أن دزدمونة وعشيقها المزعوم يجب أن يموتا .وعطيل جاءت غيرته ليس بدافع الحب وإنما بدافع الشهوة . لذا انقاد بشكل سلس للغيرة التي زرعها ياغو في قلبه وتمادى بها ، فيهاجم حامل العلم ياغو رئيس الفيلق كاسيو ولكنه لا يفلح في قتله . ويستثير المغربي عطيل حامل العلم سائلا : كيف يقتل دزدمونة بالسم أم بالسكين ، ويجيبه ياغو بأنه قد فكر في خطة انجح وأوقع ، ويخبره أن سقف غرفتكما مصدع جدا فلنضربها حتى تموت بجورب مليء بالتراب بحيث لا يظهر عليها إي اثر للخدوش أو الكدمات ، ثم نهبط السقف وندعي إن إحدى العوارض الخشبية قد سقطت على رأسها فيظن الجميع أنها ماتت قضاء وقدر ، فتنجح المؤامرة ، إلا أنَّ المغربي الذي كان يحب دزدمونة يجن حزنه عليها ، ثم يعزل حامل العلم ياغو من وظيفته وينشأ بينهما عداء ، وعندها يتهم ياغو المغربي بمقتل زوجته وتعتقل سلطات البندقية الزوج وتعذبه ولكنه لا يعترف بفعلته ، فتحكم السلطات بنفيه من البندقية مدى الحياة ، وفي النهاية يغتاله احد أقرباء دزدمونة . إما حامل العلم ياغو فلا يشتبه في أمره احد ، غير انه يعتقل فيما بعد لصلته بقضية أخرى ويموت تحت التعذيب ، وبعد موته تكتشف زوجته الحقيقة بكاملها . أمَّا دزدمونة فهي شخصية مسلوبة لا عون لها ولا تستطيع أنْ تفعل شيئا مطلقا حتى الرد بالكلام هي عاجزة عنه ، الرد بالمشاعر الصامتة ، والسبب في عجزها يجعل مرأى عذابها اشد إيلاما وهي عاجزة لأنَّ حلاوة طبعها لا حد لها وحبها مطلق ، وعذابها أشبه بمخلوق حنون محب صامت يعذب دونما سبب الشخص الذي يعبده هذا المخلوق .
إنّ الفعل والكارثة في عطيل يعتمدان على الدسيسة ، فدسيسة ياغو هي شخصيته الفاعلة ، وهي مبنية على معرفته بشخصية عطيل وإلا لما نجحت ، وتلعب الصدفة دورا كبيرا في هذه الكارثة وتؤكد الإحساس بالقدر ، فدهاء ياغو وحظه كان هائلا ، فدزدمونة تسقط منديلها الموشى والمطرز بالطريقة المغربية ، كان عزيزا على نفس عطيل كما هو عزيزا على نفسها في اللحظة المواتية له ، يأتي كاسيو لعطيل ليراه وهو في اغمائه وتظهر بيانكة رفيقة كاسيو في اللحظة التي سيكمل حضورها خداع عطيل ويلهب غضبه بعنف ، ف عطيل من بين أبطال شكسبير أشدهم رومانسية بسبب حياة الحروب والمغامرة التي عاشها في طفولته . أمَّا ياغو فهو أحد أصدقاء عطيل يخدعه بسبب حقده عليه ، ورودريغو هو أيضا صديق ل عطيل إلأَ أنه خدعه بسبب حب الذات ، ف عطيل شخص بسيط شامخ عظيم متواضع فخور بخدماته للدولة، لا يهيبه ذوو الشأن ، ولا يغيره المديح والتكريم ، حصين ضد كل خطر من الخارج ، وكل ثورة من الداخل ، وتوج حياته بمجد الحب والغريب الشاعر الذي ملء قلبه رقة وخيال ونشوة ، فبناء شخصية عطيل بهذه الصورة الشاعرية لم تخلو من أخطاء فعطيل قليل الملاحظة ، وينزع طبعه إلى الخارج ، فهو لا ينظر داخليا ، وليس من دأبه التأمل ، تثير العاطفة خياله ، وتشوش عليه عقله وتبلده .
جدول تحليل العينة
الفصل المشهد المكان محور حوار المشهد الملحقات فعل الملحقات
الأول الأول شارع في مدينة البندقية ليلا خطاب ياغو لرودريغو ثلاثة من وجهاء المدينة نزعوا قبعاتهم لديه في التماس شخصي يجعلني ملازمة . ص 71. القبعات لم يكن لها دور في بناء الفعل المسرحي بقدر ما كانت مجرد ملحقة مكملة للزي .
نهاية الفصل الأول في المشهد الاول المكان نفسه بعد انتهاء الحوار بين ياغو ورودريغو يخرجا ومهما الحرس حاملين المشاعل ص77. المشاعل كانت الملحقة هنا مكملة للاضاءة ، استخدمها الحرس لاضاءة المكان، كون الاحداث حصلت ليلا .
نهاية الفصل الأول في المشهد الاول المكان نفسه يطلب برابانيتو الشموع اثناء خروجه للبحث عن ابنته دزدمونة ص 78. الشموع تحرك الحدث الدرامي بترك دزدمونة والدها والالتحاق بزوجها عطيل .
الاول المشهد الثاني أمام حانة القوس دخول عطيل ، ياغو ، ومرافقين لهم الى الحانة ، يحملون المشاعل ص 79. المشاعل استخدم المشعل هنا ليكون ملحقة بالاضاءة .
الأول المشهد الثاني المكان نفسه الحوار كان لعطيل مع ياغو ، وهنا يدخل كاسيو وضباط يحملون المشاعل . المشاعل استخدام المشعل هنا جاء ملحقة مكملة ملحقة بالاضاءة .
الأول الثاني امام حانة القوس دخول برابانيتو ورودريغو وضباط يحملون المشاعل والاسلحة ص 81. المشاعل ، الاسلحة استخدمت هذه الملحقات للبحث عن عطيل الذي غرر بأبنته .
الأول الثاني امام حانة القوس لحظة التقاء برابانيتو وفريقه بعطيل ومن معه يشهرون السيوف بوجه عطيل وهو يقابلهم بنفس الفعل ، يخاطبهم عطيل اغمدوا سيوفكم اللامعة والا صداها الندى ص82. السيوف استخدمت هذه الملحقة للقتال بين طرفي النزاع .
ألأول الثالث قاعة مجلس الشيوخ يدخل الدوق ، والشيوخ يجلسون على المنضدة التي هي جزء من الديكور عليها الأنوار ص 84. الاضواء الملحقة مكملة لاجزاء الديكور المتمثلة بالمنضدة .
الأول الثالث المكان نفسه اثناء حوار دزدمونة للدوق حين طلب من عطيل بتوفير سكم ملائم لها ليذهب يخوض معركة ضد العثمانيين ، توجد ابواق هنا ص 94. أبواق الملحقة هنا نذير خطر وترقب وخوف 
الأول الثالث المكان نفسه حوار عطيل اقناع الشيوخ والدوق بأن تذهب دزدمونة معه الى الحرب ، يستخدم هنا في وصف الحوار كلمة مقلاة ، وخوذة ص 94. الخوذة ملحقة مكملة للزي العسكري تلبس في الرأس
الأول الثالث قاعة مجلس الشيوخ حوار ياغو ورودريغو بعد خروج عطيل ودزدمونة تحسرا وحسدا على العلاقة التي تربطهما ، يوصف الحوار يذكر مفردة النقود، الحبال ، الطعام ، القرون ص 97. الحبال ، النقود ، القرون حسدا وغيرتا من المتحدث ياغو لرودريغو عن علاقة الحب الصادق بين عطيل ودزدمونة استخدمت الملحقات في وصف الحوار 
الثاني الاول مرفأ في قبرص مكان مكشوف قرب الرصيف حين اكتشفوا أنَّ العاصفة قد جعلت الاتراك يهربون والشعب واقف يراقب شراع سفنهم يطلق كاسيو طلقة من مدفع ص 103. إطلاقة مدفع هنا الاطلاقة استخدمت كتحية وابتهاج وفرح لقدوم سفينة عطيل التي واجهتها الرياح وتعطلت في البحر
الثاني الاول مرفا في قبرص ، مكان مكشوف قرب الرصيف اثناء حوار اميليا وياغو بعد وصولهم الى قبرص يتجادلان بعلاقة الرجل بالمرأة فيصفها ياغو ان المرأة في الخارج كالصورة تحسد لما عليه من طلة وجمال ، اما في الدار فهي كالجرس الذي لا يسكت ابدا ص 106. الجرس ، الصورة ينعت ياغو المرأة حين تكون خارجا انها كاللوحة صورة جميلة ، اما في داخل المنزل فهي كالجرس الذي لا يتوقف عن الدق هنا استخدمت الملحقاة كوصف لا غير 
الثاني الاول المكان نفسه على الرصيف يدس ياغو السم والشك بكلامه عن دزدمونة لزرع النذالة والشكوك في نفس الاخرين حول خيانتها لزوجها عطيل بأستغلال كلام كاسيو الناعم اللطيف معها، ثم يذهب ياغو لجلب امتعة عطيل من السفينة  ص112. امتعة وحقائب الملحقات هنا استخدمت لتدلل على فعل السفر والوصول الى قبرص اثناء ابحار المسافرين على متن السفينة 
الثاني الثاني شارع في قبرص يدخل منادي يبلغ الناس أن الأسطول التركي قد هلك ليحتفلوا بالنصر اشعلوا الحرائق ، دقوا الاجراس الى ان تحين ساعة النوم ص 114. مشاعل واجراس فعل الملحقات هنا للاحتفال بانتصارهم على الاسطول التركي بعد ان غرق 
الثاني الثالث قاعة في القلعة اثناء حوار كاسيو وياغو حين يدس سمه وخبثه في نفس كاسيو حين دعاه لشرب الخمر من ابريق الخمر ص 116. 
 
 
 
ابريق خمر تحول الفعل الدرامي وتأجج الحدث حين بدأ هنا ياغو بدس الخبث والدهاء لنفس كاسيو وهذا دعاه ان يشربا الخمر من ابريق الخمر ، فالملحقة هنا تحركت نحو تعزيز الفعل الدرامي (الابريق)   
الثاني الثالث قاعة في القلعة يحث ياغو الموجودين لاحتساء الخمر في الاقداح لكي يفعل فعلته في كاسيو حين يسكرون الاخرين ص 120. اقداح لشرب الخمر يكمل ياغو هنا بفعل الملحقة الاقداح مخططه الخبيث لاتهام كاسيو بالخيانة لعطيل 
الثاني الثالث قاعة في القلعة اثناء قيام كاسيو بضرب مونتانو وبوجود رودريغو وياغو يحصل بينهم شجار فيأمر ياغو رودريغو بأن يعلن هناك عصيان فيقرع الاجراس ، يدخل عطيل ومعه رجاله حاملين السلاح ص 121. الاجراس ، اللسلاح الاجراس استخدمت هنا يتحريض من ياغو ليتسنى له استغلال الوقت الملائم لاكمال خطته الخبيثة ، وحين يسمع رجال عطيل يشهروا سلاحهم كون الاجراس هي نذير خطر قادم 
الثاني الثالث قاعة في القلعة يصف ياغو لعطيل الشجار الذي نشب بين كاسيو ومونتانو وشهر كا منهما سيفه بوجه الاخر ، من هنا بدأ ياغو في تنفيذ خطته وتوريط كاسيو وهذه اول الخطى حين وشى به امام عطيل ص 122. قطع نقود ذهبية ملحقة استخدمت لاكمال مسار الاحداث ليس الا 
الثاني الثاني غرفة في القلعة يستخدم عطيل الرسائل يعطيها لياغو ليوصلها الى المرشد اثناء دخول عطيل وياغو واخرون ص 134. الرسائل استخدمت الرسائل هنا في العقل العسكري 
الثالث الثالث حديقة القلعة تدعو دزدمونة عطيل بأن غداؤه جاهز مع اهل الجزيرة وهنا عطيل يفكر بالشك الذي زرعه ياغو في نفسه اتجاهها وكاسيو، وهنا تخرج دزدمونة المنديل الذي اهداه عطيل لها لتسمح جبينه يدفعه بيده فيسقطه على الارض بعد ان تخرج دزدمونة وعطيل والمنديل ارضا تأخذه اميليا لتعطيه لياغو زوجها ، تعطي اميليا المنديل لياغو وتطلب من مكافاة ص ص 146-147. المنديل المطرز بالتوت البري المنديل هو الملحقة الاساسية والمهمة والتي ؤقلبت الاحداث والفعل الدرامي راسا على عقب حين فقدت دزدمونة منديلها المطرز والذي قامت عليه المسرحية بأكملها ليسمح لياغو بزرع الخبث والسم والضغينة والانانية حسدا وغرورا من عطيل وحبيبته 
الثالث الثالث حديقة القلعة تسرب الشكوك الى قلب عطيل بفعل ياغو بحبيبته دزدمونة فيناجي نفسه بالبوق الصادح ، والطبل المثير للنفس ، والمزمار والراية الملكية ويطلب من ياغو الدليل على خيانة زوجته له بعد ان ترك ياغو المنديل في دار كاسيو ، يطلب هنا عطيل من ياغو الدليل على الخيانة فيصف حزنه فيقول ان تكن ثمة حبال ، سكاكين ، سم ، نيران ، سيول خانقة ، دلالة على عدم تحمله الصدمة لفعل الخيانة من قبل دزدمونة بفعل ياغو ص ص 149-151. الطبل ، البوق ، الراية ، حبال ، سكاكين ، سم ، نيران الملحقات المذكورة كانت تشير الى نفس عطيل المهمومة والتي وصف نفسه بهذه الاوصاف لحزنه الشديد من سماع خيانة زوجته دزدمونة 
الثالث الثالث حديقة القلعة يوسوس ياغو لعطيل ويذكره بالمنديل المطرز بالتوت البري هديته لدزدمونة ، فيقول لعطيل انه رأى كاسيو يمسح ذقنه بالمنديل وهذا دليل قاطع على خيانة دزدمونة ، ومن هنا يبدأ عطيل بالانتقام الاسود من جوف الجحيم ، يدث نفسه ايها الحب تاجك وعرشك الذي في القلب للحقد الطاغية ، وهنا يتوعد عطيل لدزدمونة ويقول اشهدي ايتها الانوار المشتعلة ابدأ في العلى ، طلب عطيل من ياغو بقتل كاسيو خلال ثلاثة ايام ويتوعد هو بقتل دزدمونة وينصب ياغو ملازما له ص ص 152-154 المنديل تعزز الفعل الدرامي وتحركه كونه قد فقد من دزدمونة فهنا الملحقة تعمق دافع الغيرة لدى عطيل ، بالوقت الذي اعجب به لكاسيو لما مطرز عليه ويطلب ان تطرز له مثل ما موجود عليه 
الثالث الرابع امام القلعة هنا تنتبه دزدمونة لفقدان المنديل فتسأل اميليا عنه وتطلب معرفة اين يسكن كاسيو ، وهنا يتظاهر عطيل بالزكام ويطلب من زوجته المنديل ويحدثها عن اصل المنديل واهميته بالنسبة له كونه اهدته امه اياه ، وهو يجلب الحب وحين يفقده الشخص يكتسب بدل الحب الكراهية ، يعطي كاسيو المنديل لبيانكا حبيبته ويطلب منها أن تطرز له واحدا شبيها له يبلغها أنه وجده في غرفته واستهواه ما مطرز عليه ص 156. المنديل تعزز الفعل الدرامي وتحركه كونه قد فقد من دزدمونة فهنا الملحقة تعمق دافع الغيرة لدى عطيل ، بالوقت الذي اعجب به كاسيو لما مطرز عليه ويطلب ان تطرز له مثل ما موجود عليه 
الرابع الأول امام القلعة يتحدث ياغو لعطيل ويخبره ان كاسيو قد اضطجع مع زوجته دزدمونة ، فهنا يتحول عطيل لشخص اشبه بالمجنون حين يقوم بالهذيان من هول الصدمة ص 166. المنديل فعل ملحقة المنديل هنا تعميق حالة الشك لدى عطيل بفعل ياغو ، وهذا ما دفعه الى الجنون 
الرابع الأول امام القلعة هنا يطلب عطيل من ياغو النصح، وكذلك كيف يقتل دزدمونة بأي طريقة ويطلب منهىان يأتي بالسم ، يقترح عليه ان يقتلها خنقا على فراشها الذي دنسته بحسب دسيسة ياغو ، ثم يدخل لودفيكو ابن عم دزدمونة ، دزدمونة ومرافقون لهم ويسلمه رسالة من دوق البندقية، وهنا يتحدث عطيل لدزدمونة كونها طلب من ابن عمها لودفيكو ان يصلح بين عطيل وكاسيو فيجيب عطيل نار وكبريت ص ص 173-174 . السم، رسالة ، نار ، كبريت يطلب عطيل اداة معينة لقتل دزدمونة على فعلتها المزعومة ( الخيانة ) من قبل ياغو ، ملحقة استخدمت للتحاور بين شيوخ البندقية حين ارسلوها بيد لودفيكو ابن عم زوجة عطيل للترحيب بعطيل في قبرص، استخدمت هذه الملحقات لوصف الحدث المجلجل في نفس عطيل 
الرابع الثالث غرفة اخرى في القلعة طلب عطيل من زوجته ان تذهب الى فراشها وتصرف خادمتها اميليا ، قبل انصرافها تنزع عنها دبوسها ( دبوس دزدمونة ) وتضع شراشف زواجها على سريرها ، ومن ثم ناولتها ملابس نومها ، واعطتها بعض الحلي للزينة ص 188. دبوس حلي وجود ملحقتي الدبوس والحلي استخدمتها دزدمونة للزينة احتفاء بزوجها حين دعاها ان تذهب الى فراشها وتصرف عنها اميليا 
الخامس الأول شارع رودريغو وياغو يحفزه للاختفاء حاملا سيفه ليقتا كاسيو ، المستفيد هنا ياغو ان قتل احدهما الاخر وان لم يمت رودريغو فيطالبه بالذهب والمجوهرات التي اخذها منه كهدايا لدزدمونة يتقاتلا يجرح رودريغو ثم ياغو يجرح كاسيو في ساقه بالسيف ويهرب ص 193. سيوف ، ذهب ومجوهرات ، هذه الملحقات استخدمت لاكمال خطة ياغو المزعومة بالخيانة لغرض التخلص من الاثنين كاسيو ورودريغو معا وهو المستفيد الاوحد في هذا الحدث ، استخدمت للقتال بين كاسيو ورودريغو وياغو 
الخامس الأول المكان نفسه يدخل هنا ياغو حاملا مشعل ، موجود لودفيكو وغراتيانو وكاسيو ورودريغو مصابان ويطلبان النجدة والمساعدة ، ثم يطعن ياغو رودريغو ، هنا قطعت ساق كاسي والى جزئين ، وهنا يطلب ياغو النور كي يرى كاسيو ص 195. مشعل النور الملحقات هنا مهمة المشاعل والنور لغرض كشف اسرار الخيانة نتيجة القتال الدائر بين الاطراف في ظلمة الليل الحالك
الخامس الأول شارع يطلب ياغو من بيانكا رباطا ( لفافة ) لتضميد كاسيو ، ونقالة لحمل كاسيو فيها ، يطلب ياغو مشعل ليرى من عمل هذا ، ثم ينادي رودريغو عملها ص 197. لفاف ( رباط ) ، نقالة لحمل المرضى ، مشعل استخدمت هذه الملحقات التي طلبها ياغو ليثبت حسن نيته الظاهرة اتجاه اصدقائه ، اما الفعل الباطن فهو عكس ذلك تماما 
الخامس الثاني حجرة نوم في القلعة في غرفة نوم دزدمونة يدخل عطيل حاملا بيده شمعة ليقتص من حبيبته ، يتحدث عطيل مع دزدمونة قبل ان يقبلها بسؤاله عن المنديل الذي كان يعشقه وفري بالى نفسه الذي اعطته لكاسيو بحسب ادعاء ياغو ، فيحدثها يجب ان تموتي كي لا تخوني رجالا اخرين ، تخبره دزدمونة انها لم تعطي المنديل لكاسيو الا انه لم يسمع ولا يقتنع بما تحدثه ، وهنا يخبرها بأنه وجد المنديل بحوزة كاسيو ، تخبره بأنها لم تعطه اياه ، فطلبت منه ان ينادي كاسيو ويسأله ، يقوم عطيل بخنق زوجته وحبيبته ، تنادي اميليا من الداخل الا انه لا يابه لصوتها ، تطلب اميليا الدخول لغرفة عطيل لم يسمح لها الى ان اسدل الستار وفتح لها الباب لتدخل ، وهنا تكون دزدمونة قد ماتت وبعد موتها تعترف اميليا بشرف دزدمونة وطهارتها لعطيل وتتحدث بكل ماتعرف لتبرأ سيدتها ، ينذرها ياغو بالخروج والعودة الى المنزل الا انها ترفض ، يشهر سيفه ويهددها ، تعترف اميليا لعطيل بالحقيقة ان المنديل وجدته واعطته لياغو لانه طلبه بألحاح منها ، يقتص عطيل من ياغو الا انهم يصدوه ويجردوه من سلاحه ، ياغو يطعن زوجته اميليا بسيفه ويقتلها ص ص 199-204. شمعة ، سيف هنا الملحقة اكتسبت اهميتها بقدر اهمية بقدر اهمية المنديل كونها وصلت بالفعل الدرامي الى الذروة واستعداد عطيل للقيام بفعل القتل بسبب الخيانة المدبرة من قبل ياغو لحبيبته وزوجته دزدمونة ، استخدم ياغو هذه الملحقة لطعن زوجته اميليا بهذا السيف حين اعترفت عليه امام عطيل بأنه هو من دبر هذه المكيدة 
الخامس الثاني حجرة نوم في القلعة يطعن عطيل ياغو ويجرحه بالسيف بوجود كاسيو ولودفيكو وغراتيانو يخبرون عطيل انهم وجدوا رسالة في جيب رودريغو تثبت انه يتعهد بمقتل كاسيو ، سأل عطيل كاسيو عن المنديل فأجابه انه وجده في غرفته بفعل ياغو ، اعترف كاسيو بأن هذه لأفعال من صنيعة ياغو ذي الخبث والدهاء ص 212. سيف ، رسالة استخدم السيف من قبل عطيل لطعن ياغو به وجرحه ، اما الرسالة فوجدت داخل جيب رودريغو اعترافا منه بأنه سيقتل كاسيو وهذا كله بفعل ياغو
الخامس الثاني المكان نفسه يطعن عطيل نفسه بالسيف ويسقط على فراشه ويموت جنب حبيبته دزدمونة ، ينصب كاسيو بدلا من عطيل ويترك له امر تعذيب ياغو بمعرفته على افعاله المشينة فيحدثه : انظر الى ما حمل هذا الفراش من مأساة هذا ما اتته يداك …. انه مشهد يسمم العين – احجبوه … ( غراتيانو ) ص ص 214-215. سيف استخدم عطيل سيفه وقام بفعل الطعن فقتل نفسه وسقط ميتا على فراشه الى جانب دزدمونة الى طعن بشرفها وقتلها لمجرد الغيرة والشك والظنون ، الغيرة في غير محلها بسبب ياغو اللعين 
 
الفصل الرابع/عرض النتائج ومناقشتها 
1- تكررت الملحقات المتمثلة في المشعل والشموع والنور ، في فصول المسرحية الأربعة ،التي اكتسبت أهميتها بقدر أهمية المنديل ، ساهمت في تحريك الحدث الدرامي والوصول به إلى الذروة ، من خلال ترك دزدمونة لوالدها والالتحاق بزوجها عطيل ، وأيضا ساهمت بكشف إسرار الخيانة نتيجة للقتال الدائر بين الإطراف في ظلمة الليل الحالك .
2- الملحقة الأساسية والمهمة التي قلبت مسار الإحداث رأسا على عقب  جاءت في الفصل الثالث وكانت المحرك الأساس للمسرحية بأكملها وقامت عليها فكرة المسرحية هو المنديل المطرز بالتوت البري والذي كان جزءا من زى دزدمونة التي فقدته مما جعل ياغو يستغل المنديل لزرع الخبث والسم والضغينة والأنانية حسدا وغرورا من عطيل وحبيبته ، الذي شكل الركيزة الأساسية والمهمة في فكرة المسرحية ( الغيرة ) .
3- جاءت ملحقة القبعة والخوذة في الفصل الأول كجزء مكمل للزى العسكري ، فضلاً عن ملحقة الدبوس والحلي والمجوهرات ، استخدمت من قبل دزدمونة للاحتفاء بزوجها حين دعاها للفراش وطلب منها إن تصرف عنها اميليا .
4- الأسلحة المتمثلة بالسيوف والمستخدمة في الفصل الأول والثاني والرابع بعدها ملحقات مكملة للزى العسكري ، ساهمت بتغيير مسار الفعل الدرامي لاستعداد عطيل للقيام بفعل القتل بسبب الخيانة المزعومة من قبل دزدمونة اتجاهه ، ومن جانب آخر استخدمها ياغو لقتل زوجته إميليا حين اعترفت عليه إمام عطيل بأنه هو من دبر المكيدة ، وكذلك استخدم عطيل السيف لقتل نفسه وهو على فراشه إلى جانب حبيبته دزدمونة التي طعن بشرفها وقتلها لمجرد الغيرة والشك الغير صحيحين . 
5- ملحقة الرسالة التي جاءت في الفصل الثالث والرابع الموجودة في جيب رودريغو كانت اعترافا منه بأنه سيقتل كاسيو وهذا كله بفعل ياغو .
6- الملحقة التي جاءت جزءا من المؤثرات الصوتية المستخدمة في الفصل الأول والثالث كالأبواق ، شكلت نذيرا خطرا ، ساهمت بخلق جو بحالة من الترقب والخوف .
7- هناك ملحقات استخدمت كوصف ليس إلا للمرأة بأنها صورة جميلة كاللوحة ، وملحقات أخرى استخدمت لتدلل على فعل السفر كالحقائب والأمتعة ، فضلاً ملحقات استخدمت للاحتفال بالانتصار كالأجراس .
8- ساهمت ملحقات السم ، والنار ، والكبريت ، في الفصل الثالث والرابع حين طلب عطيل أية أداة لقتل دزدمونة على فعلها ( الخيانة ) ، فجاءت هذه الملحقات لتعطينا التوصيف الدقيق للحدث المجلجل في نفس عطيل .
9- أقداح وأباريق الخمر جاءت كملحقات في الفصل الثاني من المسرحية ، لم يكن لها تأثير جوهري ملحوظ سوى أنها جاءت بعدها ملحقات مكملة للمنظر ليس إلا .
10-هناك ملحقات كالحبال والراية والسكاكين والسم والنيران،جاءت في الفصل الأول والثالث والرابع لتشير إلى نفس عطيل المهمومة التي وصف نفسه بهذه الأوصاف لحزنه الشديد من سماع خيانة زوجته دزدمونة له.
الفصل الخامس/ الاستنتاجات 
1- الملحقة شيء مادي ، يستخدم لغاية معينة في العمل الدرامي .
2- تشير الملحقة إلى حرفة صاحبها ، أو قد تحدد مكانته الاجتماعية .
3- الملحقة وان اختلفت تسمياتها ، تعد عنصرا مهما تضيف للعمل الدرامي بعدا جديدا .
4- يرتكز شكسبير في مسرحياته على التطور الحاصل قبل عهده لخشبة المسرح الإليزابيثي الشبيه بالحلبة ، وهذا أعطى فرصة لكتاب المسرح بأن تتحلى إعمالهم بالقوة والعظمة .
5- في مسرحية ماكبث استخدم الشمعدان المعلق على الجدار والذي كان جزءا من المنظر ، إلا انه حين انتزعته الليدي ماكبث وسارت به لينير لها الطريق فهو قد تحول وأصبح ملحقة تابعة للممثلة .
6- استخدم شكسبير ملحقات عدة في مسرحية هاملت ، كالقناع والدرع والسلاح والتي كانت بحوزة الطيف حين خلقه شكسبير ، هذه الملحقات حركت مفاصل المسرحية ليثبت بها أركان الهول والرعب .
7- الكؤؤس ذات السم المندس له بهاملت بالشراب ساهم كملحقة بقلب موازين الإحداث وغير مسارها إلى النتيجة الحتمية التي وصل اليها هاملت .
8- في مسرحية لير استخدمت ملحقة التاج لتشير إلى الملوكية ، من خلالها ازداد انقطاع لير عن المجتمع بسبب الإحداث التي يحركها فعلها .
9- تقليص عدد السلاح المتمثل بالسيف والخوذة لدى فرسان الملك وكل ما يتعلق بلوازم الزى الرسمي العسكري ، هذه الملحقات فعلت فعلها وجردت الملك لير من سلطته ومكانته وهذا قلب الأمور رأسا على عقب .
 
 
قائمة المصادر والهوامش
 
فلادمير بروب : مورفولوجيا الحكاية الخرافية ، ت: أبو بكر احمد بقادر ، ط1، النادي الأدبي الثقافي ، جدة: 1989 ، ص77.
يحيى سليم : إشكالية الوظيفة في العرض المسرحي ، أطروحة دكتوراه غير منشورة ، جامعة بغداد ، كلية الفنون الجميلة ، بغداد : 2003، ص9 .
آن اوبر سفيلد : مدرسة المتفرج ، ت: حمادة إبراهيم ، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي ، القاهرة : 1999 ، ص 121.
ينظر، فرانك.م.هوايتنج : المدخل إلى الفنون المسرحية ، ت: كامل يوسف، مؤسسة فرانكلين للطباعة والنشر ، مطابع الاهرام التجارية ، القاهرة: 1970، ص 373. 
ينظر ،ماري الياس وحنان قصاب حسن : المعجم المسرحي ، ط2، مكتبة لبنان ناشرون ، بيروت ، لبنان : 2006 ، ص 57.
المصدر السابق نفسه ، ص 326.
مصدر سابق ، ص 372.
ينظر، مصدر سابق ، ص 327 .
نفس المصدر السابق ، ص 65.
 مصدر سابق ، ص 328.
الاردايس نيكول : المسرحية العالمية ، ت: نور شريف ،ج5، المطبعة العصرية ، بغداد: د.ت ، ص 342 .
 مصدر سابق ، ص 22.
 ينظر، سامي عبد الحميد : العرب في مسرح شكسبير ، مؤسسة مصر مرتضى للكتاب العراقي ، بغداد : 2011 ، ص ص 76- 104 .
 وليم شكسبير : عطيل ، ت: جبرا إبراهيم جبرا ، دار المأمون للترجمة والنشر ، مطابع دار الحرية للطباعة، بغداد: د. ت .
 نفس المصدر السابق، عطيل .
————-: هاملت ، ت: جبرا إبراهيم جبرا ، دار المأمون للترجمة والنشر ، مطابع دار الحرية للطباعة ، بغداد: د.ت .
————-: ماكبث ، ت: جبرا إبراهيم جبرا ، دار المأمون للترجمة والنشر ، مطابع دار الحرية للطباعة ، بغداد: د.ت.
————-: الملك لير ، ت: جبرا إبراهيم جبرا ، دار المأمون للترجمة والنشر ، مطابع دار الحرية للطباعة ، بغداد: د.ت.
 
 
 
ملخص البحث
 
     يتناول البحث الموسوم وظيفة الملحقات في مسرحيات شكسبير ، التي تمثل الملحقة فيه عنصرا مهما من عناصر النص المسرحي وأهميتها تتأتى من خلال علاقتها بالعناصر الأخرى الموجودة داخل النص .
يقع البحث في خمسة فصول ، تضمن الفصل الأول مشكلة البحث التي تبلورت بالآتي : – اكتسبت الملحقات المسرحية أهميتها من خلال تواجدها ودورها في تغيير مجرى الإحداث وتقلبها رأسا على عقب في مسرحيات شكسبير . 
أمَّا هدف البحث فكان الكشف عن وظيفة  الملحقات في مسرحيات شكسبير .
الفصل الثاني تكون من مبحثين ، تناول المبحث الأول إلقاء الضوء على مفهوم الملحقات وأهميتها في النص المسرحي . إما الفصل الثاني شمل الملحقات في مسرحيات شكسبير .
خرج البحث بجملة مؤشرات فيما أسفر عنه الإطار النظري منها: –
1- توظيف الملحقات وأهميتها في النص ، والعرض شكل نواة للانفتاح الثقافي بين الشعوب ، فصار المؤلف يأخذ بالاعتبار دور الملحقة في بناء المعنى .
2- تعطي الملحقات معلومات عن الشخصية ، والزمكان ، فضلا عن الوظيفة الجمالية التي تجسدت من خلال توافر عنصر الوحدة والتناسب والانسجام باختيار نوع وحجم ولون الملحقة .
الفصل الثالث شمل إجراءات البحث ، قامت الباحثة بتحليل عينة البحث من خلال جدولة صممتها لهذا الغرض .
الفصل الرابع شمل عرض النتائج ومناقشتها . ثم الفصل الخامس تضمن الاستنتاجات التي خرج بها البحث والتي جاءت :- 
1- الملحقة شيء مادي ، يستخدم لغاية معينة في العمل الدرامي .
2- تشير الملحقة إلى حرفة صاحبها أو قد تحدد مكانته الاجتماعية .
3- الملحقة تعد عنصرا مهما تضيف للعمل الدرامي بعدا جديدا .
وختم البحث بقائمة المصادر والهوامش .

————————————————————————————
المصدر : مجلة الفنون المسرحية – مجلة جامعة بابل المجلد 24العدد 1 2016

شاهد أيضاً

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية حـسن خـيون

المسرح متعدد الثقافات، أم مسرح المهجر … مادة بحثية  حـسن خـيون  المقدمة  في قراءة للتاريخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *