حرية المرأة بين الطموح والجموح في مسرحيات إبراهيم رمزي/فاتن حسين ناجي

الأديب المصري إبراهيم رمزي (مواليد 1884، توفى 1949) ..بدأ حياته المسرحية في مجال الترجمة فكان انتماؤه الأول لمسرحيات  برنارد شو وشكسبير، مثل “ترويض النمرة”، كما ترجم عن ابسن “عدو الشعب” والعديد من المسرحيات الاخرى التي تناولت في الأساس المشكلات الاجتماعية .
اما في مجال التمثيل مرَّ رمزي في فترة من حياته ان عمل في مجال التمثيل ولم يكن يهتم فيما اذا كان الدور ثانوياً او أساسياً ، وقد ولع بالمسرح ولعاً كبيراً حتى انه تعاون مع جورج أبيض وهذا ما جعل له في كل موسم عملاً، فكان من أبرز مسرحياته المؤلفة “باب القمر” و”البدوية” التي وضعها خصيصاً لفرقة جورج أبيض، و”بنت الأخشيد” و”الحاكم بأمر الله” و”دخول الحمام مش زي خروجه” و”عزة بنت الخليفة” و”أبطال المنصورة” و”اسماعيل الفاتح” و”بنت اليوم”
إن مشكلة المرأة، والمتمثلة فى بحثها عن الحرية، كقضية جديدة، من خلال مسرحيته “صرخة طفل”، وهذه المسرحية وغيرها يمكن أن نسميها بأنها ميلودرامات عائلية، إذ أكد رمزي نت خلال مسرحياته أنّ التاريخ البشري لم يعطِ المرأة  من الحرية والمكانة ما أعطى الرجل، ولم يمنحها من القيمة والأهمية ، فقد كرّس فوقية الذكر وهامشية المرأ ة ومن ثمّ فإنّ السيادة كانت للذكورية ضد الأنثوية وهذا بدوره قد احدث ردت فعل معاكسة للمرأة ضد المكوّن الاساس للتهميش وضد السلطة احيانا، وهذا نجده في مسرحية البدوية  التي تحكي قصة فتاةٌ يعشقها أحد الخلفاء الفاطميين «الآمر بأحكام الله الفاطمي» الذي اشتهر بحب البَدويَّات، بعد أن حَكَت له إحدى جواريه عنها لإغراء الخليفة وقتله، حتى وقعت عينه عليها، وخاض الصراعات إلى أن قُضِيَ عليه بسبب وَلَعه بها. أكد الكاتب هنا على انتقام المرأة من السلطة وان كانت العليا. كما تعرض المسرحية بين طياتها مشاهد من الصراع على الخلافة الذي كان قد نشب إبان حُكم الفاطميين. عُرِضَت لأول مرة عام ١٩١٨م على مسرح «برنتانيا» وأدتها فرقة عبدالرحمن رشدي، وفي عام ١٩٢٢م نَشر مؤلفها «إبراهيم رمزي» نص المسرحية في كتاب مستقل.
وفي عام‏1923‏ ألّف ابراهيم رمزي مسرحية صرخة الطفل الذي كتب حوارها باللغة العربية الفصحى,‏ وهي كما يقول الكاتب علي الراعي‏,‏ أول مسرحية تناقش قضية اجتماعية هي حياة زهيرة المرأة غير القادرة على الإنجاب فهي تتشاجر باستمرار مع زوجها‏,‏ ثم تحاول أن توقع طبيبا شابا في حبها رغم أنها تعلم بحبه لأختها ورغبته الزواج منها وشخصية  “زهيرة” فيها الكثير من بصمات المرأة فى مسرح “إبسن”، فهى تطمح  للحرية، متمردة على ما هى فيه، فلا يروق لها إنشغال زوجها عنها بأعماله فتنصرف إلى عشق “خليل”. و”خليل هذا متردد بين عشقه لـ”زهيرة” وحبه لـ”عطية” التى يرغب فى الزواج منها ولكنه يتردد هنا أيضا بسبب ما يراه من أحوال المرأة العصرية مما يجعله متخوفا من أمر الزواج، وبسبب تصادم اخطاء زهيرة وطموحها ينتهي بها الأمر الا ان يتزوج الطبيب أختها وتبقى هي وحيدة تسمع صوت صرخات طفل .

المصدر/ المدى

محمد سامي / موقع الخشبة

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *