‘حبلى’ تستنجد بالكوميديا لنقل هموم المرأة الحامل الى المسرح

المسرحية اللبنانية ترافق ثلاثينية قلقة جدا بسبب رغبتها ان تعيش ابنتها المستقبلية حياة مختلفة عن حياتها مليئة بالمغامرة والحرية.

داخل إطار كوميدي مفرط يتوسل المبالغة الطريفة ليخدم اللعبة الفنية انطلقت في العاصمة اللبنانية عروض مسرحية “حبلى” التي تصور هموم المرأة في مختلف مراحل حياتها وصولا إلى مرحلة الحمل والأسئلة الوجودية المنبثقة منها.

المسرحية من كتابة وإخراج غبريال يمين وبطولة الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات التي تطل في الحقيقة على خشبة فسحة “مترو المدينة” الفنية في شارع الحمراء التاريخي وهي حامل بشهرها الخامس.

توضح النشرة التي يتم توزيعها في المسرح “أنها كوميديا سوداء تلقي الضوء على حياة كل فتاة ولدت ونشأت ودرست وعملت وتزوجت وحملت ولا تدري حتى الآن إن عاشت حياتها أم لا”.

وعن شخصية “كلير” المحورية في العمل تقول النشرة “هي إمرأة في أواخر الثلاثينات عاشت حياة بسيطة عادية في كنف عائلة تقليدية ومتعلمة تزوجت متأخرة قبل أن يفوتها القطار وهي الآن حامل للمرة الأولى بشهرها الخامس.

إنها قلقة جدا على نفسها وعلى طفلتها الموجودة في رحمها. تريدها أن تبصر النور وتكمل حياة مليئة بالمغامرة والحرية والجمال دون تعقيدات المجتمع التي مرت بها هي نفسها عبر سنين طويلة جعلت منها إمرأة متقوقعة منعزلة بالرغم من انفتاحها الفكري واستعدادها لتغيير ما فرض عليها من قبل عائلتها وأصدقائها”.

يروي غبريال يمين أن فكرة العمل غير التقليدية تعود لندى أبو فرحات التي عبرت له قبل فترة قصيرة عن رغبتها في اعتلاء خشبة المسرح وهي حامل.

ولكن الممثلة أرادت أن تطل على الجمهور من خلال قصصها الشخصية وأن تعالج أمام الجمهور تلك الانفعالات التي تتفجر خلال فترة الحمل ولا تقدر المرأة الحامل أن تكظمها نظرا لتلاعب الهورمونات في الجسد.

يمضي يمين قائلا “عارضت شخصيا هذه الفكرة وأكدت لها أن اعتلاء الخشبة من خلال قصصها الخاصة سيضع زوجها وعائلتها الكبيرة والأصدقاء في حياتها تحت المجهر كما أنها ستعرض حميمية يومياتهم أمام الآخرين وربما أزعجهم هذا التفصيل وجعلهم يشعرون بعدم ارتياح”.

ولهذا السبب خلق يمين شخصية “كلير” التي مرت بعلاقات غريبة تفوق التصور بعض الأحيان حتى كادت تصبح مهزلة كوميدية في حياة إمرأة ومفروضة عليها.

وقال يمين “عملت جاهدا لكي تكون الأجواء خلال التمارين مريحة لا بل مضحكة وطريفة. أثناء العمل وأقصد هنا أي عمل وإن كان تراجيديا في مضمونه المطلوب أن يكون الممثل سعيدا ومرتاحا ويعيش لحظات حقيقية من الإبداع الفني الخالي من الاضطرابات”.

وقالت ندى أبو فرحات “تمكن غبريال من أن يقنعني بوجهة نظره لاسيما وأنني في الحياة العادية إمرأة مرتاحة جدا مع ذاتي ومنفتحة إلى أقصى الحدود وربما كانت نوادري الصغيرة مملة وباهتة بعض الشيء إذا ما أطليت من خلالها إلى الجمهور الذي سيتفاعل حتما بشكل أقوى مع حياة أكثر تعقيدا وأكثر شربكة”.

وقبل أن يستهل يمين كتابة النص جلس لساعات طويلة مع أبو فرحات ليفهم مرحلة الحمل من منظار إمرأة كما طلب من زوجته أن تنقل إليه بعض أحاسيس عائلتها خلال فترة حملها بنجلهما.

تمضي أبو فرحات قائلة “التمرينات كانت أقرب إلى علاج نفسي بالنسبة إلي. إذ تمكنت من أن أضع كل التناقضات الداخلية التي تعيشها المرأة الحامل داخل إطار التمرينات. أحيانا كنت أجهش بالبكاء فجأة وعندئذ كان غبريال يقول لي بهدوء: الآن هو الوقت المناسب لا بل الأفضل للتخلص من هذه الأحاسيس المفرطة. عندما يحين الوقت لإعتلاء الخشبة المطلوب ألا تتأثري بل هو الجمهور المدعو إلى التفاعل معك ومع القصص والنوادر”.

يشاطر أبو فرحات الخشبة كل من أسامة العلي وزينب عساف وجويس أبو جودة. وعن هذه الشخصيات التي تشاهدها كلير وحدها ولا تعيش خارج رأسها تقول أبو فرحات “كلير ترى كل شخصية بطريقة مبالغ بها وأقصد بذلك بأسلوب كاريكاتوري”.

انطلق العرض الأول مساء الأحد الماضي وأقبل العشرات على فسحة “مترو المدينة” الحميمية في اطلالتها ولم يتمكن كثيرون من مشاهدة العمل نظرا للعدد الهائل من الناس الذين سمعوا الكثير عن المسرحية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومختلف الوسائل الإعلامية قبل العرض الرسمي بأسابيع طويلة ورغبوا تاليا في رؤية ندى أبو فرحات وهي تمثل خلال حملها.

قال كريستيان أبي نادر (25 عاما) في نهاية العمل “لم أضحك بهذه القوة منذ فترة طويلة. كل هذه النوادر والأحاسيس وهذا الجنون اللذيذ في عمل واحد؟ مسألة جميلة”.

—————————————————————–

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – ميدل ايست أونلاين

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *