جمعة الحلاوي: الشباب بحاجة لمن يرشدهم نحو المسرح الجاد

 

حوار: نجاة الفارس
يعتبر الفنان المسرحي جمعة الحلاوي المسكري، رمزاً كبيراً من رواد المسرح الإماراتي، فهو من الكتاب القلائل الذين عاصروا بدايات التأسيس، حيث امتلك شغفاً بالمسرح منذ مرحلة مبكرة وقدم العديد من العروض الفنية الجميلة، وظل المسكري يحتفظ في مكتبته بعشرات النصوص التي تنتظر التنفيذ سواء على خشبة المسرح أو على شاشة التلفزيون، ولديه العديد من الأعمال الفنية خاصة في مجال مسرح الأطفال، أدّاها مع كبار الفنانين العرب وسترى النور قريباً.
في هذا الحوار يتناول الحلاوي سيرته المسرحية ورأيه في الأعمال الدرامية الجديدة، ويدعو إلى من يأخذ بيد الشباب نحو مسرح جاد يخدم قضايا المجتمع.
كيف كانت بداية تجربتك الفنية؟

في البداية كنت أقوم بالغناء والتلحين وإلقاء المنولوجات لكني رأيت بأن الفن وإحساسي به يوجهني دون أن أدري إلى المسرح، حتى وجدت نفسي على الخشبة، وسعيت كثيراً حتى استطعت أن أجمع فرقة في أبوظبي وكنت أبحث وقتها عن الشباب في منازلهم وأصرف من مالي الخاص على هذا العمل الذي أحبه كثيراً، وفي سنة 1968 بدأ معي الفنان واثق السامرائي من العراق في مسرحية اسمها «المطوع خميس»، وهي من تأليفي وبطولتي ومن إخراجه، ثم مسرحية «والله يا دنيا» وكان ذلك سنة 1973، إضافة إلى «مصيرك في الشبك» والكثير من الأعمال الفنية، وكنا نقدم أعمالاً فنية ارتجالية، ولم يكن هناك نص مكتوب في كثير من الأعمال خلال العرض في المسرح، وكما يقال فإن الكلمات صناديق مقفلة ومفتاحها الفهم، والفنان الراحل عبد الحسين عبد الرضا، كان في أغلب أعماله يرتجل.
المجتمع يحتاج لموضوع يلمس مشاعره ويناقش سلبياته وإيجابياته، وهذا ما أحبه المجتمع الكويتي في عبد الحسين عبد الرضا، ونحن ظللنا نقدم أعمالاً مسرحية بهذه الطريقة، وقد حاولت في ذلك الوقت أن أستفيد من خبرات زكي طليمات، عندما انتهى تعاقده مع المسرح الكويتي وذهبت إليه شخصياً بمصر وعرضت عليه هذه الفكرة في منزله ورحب بها، ولكن للأسف لم تنفذ.
في بدايات مشواري الفني شكلت فرقة مسرحية انطلقت من «نادي الشرطة» في أبوظبي، وقامت الشرطة بتمويل هذه الفرقة، وكان معظم أفرادها من القطاع الشرطي، وكنا نقدم عروضنا في أماكن متفرقة منها: «نادي الشرطة» و«مسرح الإذاعة والتلفزيون» إضافة إلى مسارح الأندية.

ما أبرز محطاتك الفنية؟
ذهبت إلى القاهرة لدراسة المسرح والاستفادة من رواد الفن المسرحي العربي فناً وإخراجاً وتأليفاً، إضافة إلى الجانب الإداري، وبعد ذلك عدت وأسست «مسرح الاتحاد» بشكل رسمي بناء على قرار وزاري، وكان المسرح الوحيد الذي صدر له قرار رسمي كمسرح معترف به، وذلك في فترة السبعينات، وقد كان المسرح يمتلئ بالجمهور من كبار الشخصيات وغيرهم من فئات المجتمع، وكانت نسبة حضور النساء إلى المسرح نحو 80 %، وهذا بسبب النص القوي، وأنا الآن مستعد أن أرجع الجمهور إلى المسرح وإلى عهده الأول مثل ما كان عليه في السابق، بعد التراجع الذي شهده.
كيف تنظر إلى ما يقدم الآن من أعمال مسرحية؟
معظم الأعمال الفنية التي تقدم الآن لا تهم المجتمع الإماراتي، حتى الحضور خلال العرض، أكثرهم من المتخصصين والممثلين أنفسهم، وذلك بسبب غياب المصداقية والإخلاص لدى بعض الفرق المسرحية، وعدم وجود نصوص تخدم المجتمع بصورة مباشرة، إضافة إلى غياب العنصر البشري وهو الممثل والفني بكافة أشكاله، والمخرج المتخصص الذي يمتلك رؤية فنية واضحة، ودراية تامة بكيفية ترجمة النص الذي يقع بين يديه.
ما أهم مشاريعك الجديدة؟
لدينا 32 عملاً مسرحياً جديداً سترى النور قريباً، وهي موجهة للأطفال في الجانب التربوي والأخلاقي، وهذا إنجاز وعمل كبير على مستوى الوطن العربي، وقد وضعت بطريقة علمية مخطط لها، وبمشاركة كبار الفنانين مثل: عبد الرحمن أبو زهرة، وأشرف عبد الغفور وآخرين من الممثلين العرب، وكل ذلك بجهدي وعلى نفقتي الخاصة، وجميعها بلغة عربية فصيحة، وما أسعى إليه هو وجود مسرح ثابت ودائم حتى يكون العرض مستمراً دون توقف، إضافة إلى عمل مسرحيات اجتماعية أخرى، كما قدمت أكثر من 15 عملاً فنياً في التلفزيون وكثيراً من النصوص الإذاعية.
ماذا تقول للمهتمين بالأمر؟
الشباب بحاجة ماسة لمن يرشدهم نحو طريق المسرح حتى ننهض بهم إلى مسرح يليق بمجتمعنا، ويجب على أصحاب الشأن التركيز على النص الذي يخدم المجتمع، ويمتلك مقومات النجاح الباهر، كما يجب رعاية الشباب وتنوير طريقهم.

www.alkhaleej.ae

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *