جائزة أفضل عرض مسرحي في كلباء لـ”رأس المملوك جابر” : محمد الحمامصي

لجنة تحكيم الأنشطة المسرحية للشارقة ومهرجاناتها خاصة مهرجان كلباء بدأت تتصدر المشهد العربي وتساهم في تكوين وبناء أجيال متعاقبة تأخذ دورها في المستقبل.

أكد الناقد المسرحي الإماراتي وليد الزغابي رئيس لجنة تحكيم مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في دورته السابعة أن المهرجان تمكن منذ انطلاقته الأولى من اجتذاب الطاقة الإيجابية بتشجيعه على الابتكار وقص الحكاية وتجسيد المشهد أمام الآخر الذي يستمع وينصت إليه لتقديم حضوره الاجتماعي وثقته الإنسانية، يحكي له قصة أو ربما قصته هو، إلا أنه يجمع الناس للاستماع والتفاعل مع الحدث الإنساني.

توصيات اللجنة

قال الزغابي في حفل إعلان وتوزيع جوائز المهرجان على الفائزين إن لجنة تحكيم الأنشطة المسرحية للشارقة ومهرجاناتها خاصة مهرجان كلباء بدأت تتصدر المشهد العربي وتساهم في تكوين وبناء أجيال متعاقبة تأخذ دورها في المستقبل، كذلك رأت اللجنة أن تؤشر أو تشخص دور إدارة المسرح في الشارقة على تحفيز روح التنافس بين الشباب.

قدم مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة في دورته السابعة العديد من الأعمال المسرحية المختلفة في أطروحاتها وفنياتها وطرق تناولها للنصوص، ومن الملاحظ أن جل النصوص التي عمل عليها المخرجون كانت أجنبية بخلاف نص واحد للمسرحي السوري الراحل سعدالله ونوس.

رأى وليد الزغابي أن فكرة تقديم الشباب لعروضهم من خلال نصوص عالمية وإنصات الآخرين لهم تمثل جائزة كبرى لكل المشاركين، وأن فوز أحد المتنافسين على أحدهم هو نسبي في الأساس لابتكار لحظة الأداء والحضور والتأثير.

وأضاف أن لجنة التحكيم خرجت بتوصيات عدة أولها أنها وجدت الفرق العمري بين المتنافسين يصل أحيانا إلى 15 عاما وأكثر، وهذا يجعل من الصعب أحيانا وضع معيار متوازن ودقيق للحكم على المتنافسين، لأن التفاوت في التجربة ودرجة الوعي والاستجابة والنضوج والفرق بين المغامرة الأولى والمغامرات المتكررة في التصدي لأي تجربة لها دور كبير في التكوين واكتساب المهارة، لذا اقترحت اللجنة بأخذ هذه الفقرة بعين الاعتبار لكي توفر لمعيار الحكم على المتنافسين فرصة أكبر للتقويم المتوازن والعادل.

وأكدت لجنة التحكيم أن عدم فهم فلسفة النص أو قراءة المخرج لهذه الفلسفة قد يربك رسم وتأليف الصورة في الفضاء، وتكون هناك ثرثرة غير واضحة أو ترقيع غير متجانس من موسيقى إلى ضوء إلى أزياء واستخدام الأدوات والحركات والانفعالات وتكرار البنى غير المبررة، لذا أوصت اللجنة من البداية إلى وجود دراماتورج أو مشرف مرافق لفريق العمل لا يتدخل في رؤية المخرج وفريق العمل، إنما يساهم في إثارة أسئلة دراماتورجية وتقنية تدفع إلى تطوير مسار الوعي الدرامي والتقني لدى المخرج والممثل والسينوغرافي.

 ومن ثم ارتأت اللجنة توفير ورشات خاصة في المستقبل في اختصاصات الصوت والإلقاء لتطوير الأجهزة الصوتية للممثل تساعد على ضبط الإيقاع والتنفس وتطوير الحبال والطاقة الصوتية ومخارج الحروف واستثمار الصمت والوقفات القصيرة والطويلة. كما أن تكرار ظاهرة الممثل المخرج والمخرج الممثل قد يربك العملية الإبداعية خاصة في المراحل الأولى من التجربة المسرحية. فالخصوصية النوعية للتخصص توفر مناخا لتبادل الاختصاصات والحوار بعمق أكبر من تداخلها أو اجتماعها وتمركزها في شخص الممثل أو المخرج أو السينوغرافي.

المتوجون بالجوائز

إثر إعلان التوصيات تبادل أعضاء لجنة التحكيم هيثم عبدالرازق، محمد بوكراس، فاطمة الفالحي، نبيل المازمي، وليد الزغابي إعلان الفائزين، وذلك وسط حضور كبير من المسرحيين الإماراتيين والعرب تقدمه الشيخ سعيد بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب الحاكم في خورفكان بمدينة كلباء وعبدالله العويس رئيس دائرة الثقافة بالشارقة وأحمد أبورحيمة رئيس إدارة المسرح في دائرة الثقافة.

المهرجان يواصل مسيرته في تصدر المشهد المسرحي العربي كأول منصة للمسرحيات القصيرة التي تعد نمطا مسرحيا حداثيا

وآلت جائزة أفضل عرض مسرحي إلى مسرحية “رأس المملوك جابر” للمخرج أحمد عبدالله راشد. أما جائزة أفضل مخرج فكانت من نصيب دينا بدر عن عرض مسرحية “الصورة”، فيما نالت مسرحية “حالة طوارئ” للمخرج محمد الحنطوبي جائزة أفضل سينوغرافيا، أما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فقد منحت إلى مسرحية “الطاعون” للمخرج سعيد الهرش.

وفي ما يخص جائزة أفضل ممثل فقد نالها ثلاثة ممثلين هم عبدالله الخديم عن دور المملوك جابر في مسرحية “رأس المملوك جابر”، ومحمد جمعه عن دور الطاعون في مسرحية “الطاعون”، وأحمد بركات عن دور أنطونيو في مسرحية “سيلوك والعاصفة السوداء”.

كما خصص المهرجان جائزة لأفضل ممثلة، نالتها 3 ممثلات هن دينا بدر في دور أوكتافيا عن مسرحية “الصورة”، وأسيل زين العابدين في دور الفتاة في مسرحية “أناس في الريح” ومريم النقبي في دور الأخت عن مسرحية “في العرب”.

ويذكر أن العرض الفائز بجائزة أفضل عرض مسرحي “رأس المملوك جابر” للمخرج أحمد عبدالله راشد، هو نص مختلف تماما عن نص المسرحي الراحل سعدالله ونوس المأخوذ عن قصة بألف ليلة وليلة، حيث أزاح مؤلف ومخرج العرض البعدين السياسي والاجتماعي للنص الأصلي، مكتفيا بإشارة في بداية العرض حيث وضع كرسيا يتنازع للحصول عليه كل من الوزير والملك ربطه كل واحد منهما من جانب وتبادلا شده، وحشد في مشهد المعزل الذي وضع فيه جابر لينبت شعره حتى لا يرى رسالة الوزير إلى ملك الفرنج، حشد كل مأساة جابر الإنسانية، العبد المملوك، العاشق للجارية زمردة تملكها سيدة من سيدات الطبقة الحاكمة، الحالم بالخلاص والحرية.

جاء العرض محكما في عدد من المشاهد، مثل مشهد جابر والوزير ـ مشهد جابر في المعزل ـ مشهد جابر مع ملك العجم وأخيرا مشهد التوجه للجمهور، حيث يتم قتله من خلال وجوه مقنعة تعطي ظهرها للجمهور الذي يفاجأ ببقعة دم أعلى الجسد يسقط بعدها جابر..

والمخرج أحمد راشد كاتب مسرحي وهذه أولى تجاربه الإخراجية، قال إنه من محبي الراحل سعدالله ونوس وقرأ كل أعماله وأن مشهد جابر في المعزل من بنائه حيث وجده في نص ألف ليلة وليلة ونص ونوس، لكن بناءه له جاء ليجسد المأساة الإنسانية لجابر حيث جعل صراعاته الداخلية تنطلق في مونولوج كاشف عن حلم بالخلاص والحرية والحب.

_______________

المصدر : العرب

موقع الخشبة

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *