الهيئة العربية للمسرح تعلن نتائج مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار والطفل

سنة بعد سنة تؤكد مسابقة تأليف النص المسرحي للكبار، والتي تنظمها الهيئة العربية للمسرح أن الذهنية المسرحية العربية تذهب إلى الحكائي السردي المسموع فالمرئي – الأمر الذي غاب عن النقاد العرب فأسقط عليهم مسوح الغرب فقالوا بعدم وجود مسرح عربي واعتقدوا بالجزم أن مسرحنا محاكاة غربية، ولكن واقع الحال يؤكد أن الحكائي البصري وخلال مائة عام من الممارسة المسرحية قد أفلح في التداخل والتواشج مع الحداثة المسرحية العالمية بحيث التقت التجارب العربية بطليعة المسرح الغربي منذ بريخت وما قبله وحتى أحدث التيارات المسرحية الغربية.

المسابقة دللت على أن المسرح في الفهم العربي هو رديف للواقع يأتي إليه ويذهب منه غير منشغل بالعلبة الإيطالية، همّه أن يعرض الإنسان العربي في ظرفه ومكانه بتقانات شرقية غربية – بل فلنقل إنسانية ليتوضح أن المسرح هو خصيصة إنسانية جمعية منشغلة بالمتغيّر والمتجدد في سبيل حياة أفضل.  ولعلنا نذهب من هنا إلى اكتظاظ المسابقة بالهموم السياسية أولاً والاجتماعية ثانياً والوجودية ثالثاً مما يعني أن المسرح هو برلمان للشعوبِ وهو منصة متحركة ومنبر في الأمكنة والأزمنة باعتبار أن العالم هو مسرح وأن الإنسان هو إنشغال بالتغيير المستمر وأن المتفرج ليس هو الجالس الساكن بل هو المشارك المتفاعل الذي همّه أن يحفز ويدفع ويفعل بما يؤكد المسرح التغييري الذي يرفض الساكن الجامد.

كما تؤكد المسابقة الغبن والجور الواقع على الإنسان العربي في مقابل التمرّد والاستلاب معاً في مواجهة تسلط وعنت سلطات مهيمنة بجانبها جيوش ظلامية تعيث فساداً في عالمٍ بات مسرحاً للأهوال والمصائب والحروب.  الإنسان المعاصر يجد مكانه في المسرح متشبثاً بالأمل الذي يؤمن به أهل المسرح العربي كافة، فبدونه تصبح الأرض خراباً.

المسابقة أفلحت في استنهاض همم مسرحيين من أمصار العرب المختلفة جمعتهم في خصيصة لابد أن نشير إليها وهي التزامهم جانب الإنسان ودعوتهم إلى حفز إنسانيته في مقابل ما يقع عليه يومياً من دمار وقتل وتهجير وتغريب.

المسابقة تقول بالصوت العالي المسرح العربي هو رديف للحياة العربية.

امتازت النصوص الآنفة الذكر بالتقارب في المستوى ولفت الانتباه لجدتها ومضمونها ، وقد جاء الفوز  في المراتب الثلاث على النحو التالي :

المرتبة الأولى

هوشنك أبو بكر – العراق مؤلفاً لنص “أمكنة اسماعيل”

المرتبة الثانية

علي الزيدي – العراق مؤلفاً لنص “فلك أسود “.

المرتبة الثالثة

إيمان سعيد محمد – الأردن، مؤلفة لنص ” ترسيخ”.

إن الهيئة إذ تبارك للفائزين، فإنها تسجل الاحترام لكل من شارك، وسوف يتم تكريم الفائزين ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة التي ستعقد في الكويت من 10 إلى 16 يناير 2016.

 

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *