-المسرح يقود .. لا ينقاد

حامد المجمعي:

– المسرح هو الواجهة الأولى للثقافة العربية، لتقبل المتلقي للفكرة عن طريق المشاهدة الواقعية في الطرح الدرامي والتراجيدي الممتع ..وهنا يأتي الدور الكبير الذي يلعبه في بناء الأفكار وغرسها في عقول المجتمع وتوجيهه بالشكل الحديث، من خلال النقد والتحليل وإعطاء الحلول ..ولا يمكن لأمة أن تلغي دور الثقافة المسرحية لأنها المنبع الوحيد لإكتمال الأدب فيه ..ففيه تجد كل معالم الأدب دون إستثناء ..ولكن هل بقى المسرح كما هو عليه من الرصانة في الطرح؟ ..لا يمكن أن يكون كذلك ..لانحرافه ضمن أطر المجتمع ..حتى أصبح المسرح العربي يطرح ما يريده الجمهور بإسفاف فكري يسوده التهريج  والرقص لكسب المال وتعليل ذلك.. الإحباط الذي أصيب به الكاتب والفنان من عدم إحتضانه من قِبل المؤسسات الثقافية والفنية التي توفر له الأمن والعيش الرغيد وحرية الطرح السليم..  الذي أرهق الكثير منهم، والتشرد الحاصل لهم، من عدم تقبل الآخر وإنعدام ثقافة الحوار وتقبل الرأي الأخر ..نعم هناك أعمال جيدة.. ولكن قياسا إلى ما يعرض تجدها لا شيء أمام موجة الأفكار الدخيلة على المجتمع العربي .. إذن واجبنا أن نحمل تلك المسؤولية بكل معاناتها وأن نبحث عن فتح شفرات رموز الإنحدار الخاص ، وأسبابه ،وأن نؤسس لعرض مسرحي يرتقي بالواقع الحالي، وأن نطرح فكرا ينبذ الخطأ أينما كان. فنحن لسنا بحاجة إلى ضحك وهز وسط .ورقابنا تقطعها الثقافات الأخرى بأسماء متعددة …اليوم نحن بحاجة إلى أن نخرج بأعمال مسرحية ،تنمي العقل وترشدنا بنص محبوك ..ولا بأس أن تكون بحركة وسطية شرقية تواكب الحدث المتماشي مع العرض و ضحكة عريضة تقتل ملل الجمهور الذي يبحث عنها..نعم لسنا ضد المسرح التجاري ولكن علينا أن نوظفه خدمة لحركتنا الفنية .. هنا يجب علينا أن نكون مُوَجِهين لا مُوَجَهين..وأخطر ما في الثقافة أن تجير وتوجه وتجعل المجتمع  يقودها ويفرقها حسب إرادته ..لابد للمسرح  والمسرحي أن يقود هو قبل كل شيء وأن يجعل من النص المراد تجسيده، هو السيد المتبع والموجه بعيدا عن الفكر الضال والطاعن في كل شيء في ظل الصراعات الدولية القاتلة للشعوب النامية ،التي بدأت تنخرط تحت مظلتها بحجة الحرية الفكرية التي تحيد الفكر الآخر ….

———————————————

مجلة الفنون المسرحية

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *