“القومي للمسرح”: النصوص في الهامش

349

من دون أي شعارات، خصوصاً تلك التي تتماشى مع خط الدولة السياسي، تتواصل فعاليات الدورة الثامنة من “المهرجان القومي للمسرح” في مصر، حتى يوم 21 أيلول/ سبتمبر المقبل، التي جاءت باسم الممثل خالد صالح، الذي رحل قبل عام. تُقام التظاهرة، تزامناً مع مرور عقد على حادثة حريق المسرح في بني سويف (4 أيلول)، إذ كانت أولى ندوات المهرجان بعنوان “حضور رغم الغياب”، وشارك فيها مسرحيون ونقّاد، استعادوا فيها بعض من قضوا في الحادثة، وقدّموا شهادات فيهم. تتنافس العروض المشاركة في المسابقة، وعددها 35 عرضاً، على 19 جائزة، تتوزّع على حقول عدّة، حمل بعضها أسماء فنانين رحلوا هذا العام، مثل إبراهيم يسري (أفضل ممثل دور ثان) وسامي العدل (أفضل ممثل صاعد) ونور الشريف (أفضل ممثل دور أول). تنقسم العروض إلى فئتين؛ الأولى هي العروض المتسابقة، والثانية جاءت تحت اسم “عروض الهامش”، ولن تدخل في المسابقة. في القسم الأول، نجد أن عروضاً كثيرة هي من تأليف كتّاب عرب وأجانب مُكرّسين ومعروفين، مثل ونّوس وبيكيت وسارتر وكامو وشكسبير. وهو ما يُلاحظ في معظم التظاهرات المسرحية في المنطقة العربية؛ إذ يعتمد المُخرجون على نصوص معروفة يحاولون إعادة إنتاجها بما يناسب الواقع، الأمر الذي يطرح مُجدّداً مسألة أزمة النص المسرحي العربي. يتكرّر الوضع نفسه مع “عروض الهامش”، فإذا استثنينا نص الشاعر فريد أبو سعدة، الذي أخرجه ناصر عبد المنعم بعمل عنوانه “سيد الوقت”، لن نجد سوى نصوص إحسان عبد القدوس وسعد الله ونوس والكاتب الألماني بيتر فايس. وفي ما يتعلّق بالندوات التي تُنظّم خلال المهرجان إلى جانب العروض المسرحية، لن نجد بينها واحدةً تتحدّث صراحة عن أزمة النص المسرحي العربي. فإضافة إلى استذكار محرقة بني سويف، ثمة ندوتان عن كل من خالد صالح ونور الشريف، وواحدة بعنوان “المسرح المصري وتحدّيات الواقع”. واقعٌ يشبه الراهن المصري، لا بد أنّه في حاجة إلى نصوص مُستلّة منه، وليست مستعادة ومُسقطة عليه وحسب.

http://www.alaraby.co.uk/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *