القاسمي… الحاكم المثقف المفتون بالمسرح

«المسرحُ ميدانٌ رائعٌ للتعبير عما تزخر به الحياة الاجتماعية من أذواق العصر والأفكار والطموحات الجديدة، إنه هذا العالم الساحر، تعرفت عليه عشقًا وحبًا منذ نعومة أظافري عندما انجذبت إليه تأليفًا وتمثيلاً وإخراجًا»، بكلمات عاشق فتن بالمسرح وتعلق به، ننتقل في هذه الحلقة، للكتابة عن أحد أعمدة الإمارات العربية الشقيقة، وابن من أبنائها، وهو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي ولد في إمارة الشارقة يوم السادس من (يوليو 1939).

عُرف عن الدكتور القاسمي تعلقه بالثقافة والمثقفين، وبالعلم والعلماء، وتشجيعه الدائم وإشرافه الشخصي على الأمور التعليمية والثقافية في الشارقة، وهو إلى جانب كونه مثقفًا بارزًا، فإنه يحمل شهادة الدكتوراه في الجغرافيا السياسية من المملكة المتحدة، بالإضافة كونه مؤلفًا، أصدر العديد من المؤلفات.

يعد الدكتور القاسمي أحد رواكز دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو حاكم إمارة الشارقة، وعضو المجلس الأعلى للاتحاد، وقد تربى سموه على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفًا جدًا بتاريخ وطنه، إذ تفرغ في بداية عمره للدراسة وانتقل بين الشارقة والكويت ومصر والمملكة المتحدة ليتلقى تعليمه.

كما أن القاسمي لم يغفل الجانب الإبداعي في مسيرته المفعمة بالثقافة وله من المؤلفات ما يزيد عن ثمانين مؤلفًا في شتى المجالات العلمية والتاريخية والمسرحية. ومن تلك المؤلفات «القواسم والعدوان البريطاني 1797 – 1820، مراسلات سلاطين زنجبار، حديث الذاكرة، سرد الذات، حصاد السنين، يوميات ديفيد سيتون في الخليج 1800 – 1809.

وللمؤلفات المسرحية دورٌ كبيرٌ في حياته، حيث أنشأ الهيئة العربية للمسرح ومن مهامها طباعة المؤلفات المسرحية في الوطن العربي والعمل على المهرجانات المسرحية في الوطن العربي. ومن مؤلفاته المسرحية: الحجر الأسود، القضية، عودة هولاكو، النمرود، رسالة إلى أهل المسرح، الحقد الدفين، شمشون الجبار…. وغيرها الكثير من النصوص المسرحية، ومن الأعمال الأدبية كذلك «الأمير الثائر» الذي ترجم إلى الألمانية، والروسية، والفرنسية، إلى جانب «نشيج الوداع» و«الشيخ الأبيض» الذي ترجم إلى مختلف اللغات، منها الأسبانية.

نال القاسمي العديد من الشهادات العلمية، إضافة للعديد من الجوائز والتكريمات، إذ حصل على العديد من الدكتوراه الفخرية، أهمها «الدكتوراه الفخرية في الفنون الآداب والفلسفة والدراسات الإنسانية» من جامعة باريس ديدرو، و«دكتوراه في العلوم السياسية» من جامعة هانيانغ بكوريا الجنوبية، و«الدكتوراه الفخرية في الإدارة» من جامعة ماك ماستر، بكندا، و«الدكتوراه الفخرية في القوانين» من جامعة ساوث بانك بلندن، و«الدكتوراه الفخرية في التاريخ من معقهد الاستشراق» التابع لأكاديمية العلوم الروسية بموسكو، وغير ذلك الكثير…

إن لتعلق الدكتور القاسمي بالمسرح، علاقة تتضح من خلال ما ألفه وأبدعه في هذا المجال، ونختم بمقولته التي يقول فيها «يا أهل المسرح لقد حملت هموم المسرح على عاتقي، وأعاهدكم بأني سأحملها وإلى الأبد، فإن أخطأت فأرشدوني، وإن وهنت فأعينوني، وإن قضيت فاكتبوا في سيرتي: (كان رجلاً عاشقًا للمسرح)».

في الحلقة القادمة من هذه السلسلة التي نتناول فيها موجزًا من سير المؤلفين البحرينيين والخليجيين، سنقدم أحد ركائز الأدب والشعر في مملكة البحرين، وهو شاعر معاصر نال شهرة واسعة على المستوى المحلي والإقليمي والعربي والعالمي، لما له من كتابات أدبية وشعرية متميزة، ورفيعة، إذ أصدر العديد من المؤلفات ومن أهمها من وجهة نظري: النهروان، وطرفة بن الورد.

———————————————-

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – الأيام

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *