الفنان عمر المعمري: المسرح العماني يعاني

الفنان عمر المعمري

 

 

عمر بن محمد المعمري، ممثل ومؤلف ومخرج مسرحي عماني، بدأ حياته المسرحية في عامه الرابع عشر في عمل مسرحي مدرسي حمل عنوان «ليلى والذئب»، ثم توالت الأعمال المسرحية لينتسب بعد ثلاث سنوات إلى فرقة مسرحية متخصصة، ويؤسس مع زملائه مؤسسة إعلامية مهتمة بمواهب الشباب قدمت عدّة أعمال مسرحية نالت إعجاب الجمهور. كان ل «الخليج» الحوار التالي معه للوقوف على تجربته ومشواره كمخرج ومؤلف مسرحي.
 
بعد كل هذا المشوار الحافل، كيف ترى المسرح اليوم؟
 
أرى أنّ العمل المسرحي لا يزال بخير بفضل الجهود الشخصية المبذولة من قبل بعض الفنانين الكبار والشباب، ولكن بالرغم من ذلك فالمسرح لا يزال دون الطموح، وهنا أشير إلى أنّ انتشار الفضائيات وسيطرة الأعمال الدرامية ذات الإنتاج المكلف على المشاهدين، تعد السبب الرئيسي في تراجع المسرح في عُمان وفي المنطقة عموماً، وأيضا عدم تواجد الثقة بالفنان العماني وبقدرته على الإبداع تلعب دوراً أيضاً في تراجع المسرح عن دوره كأبٍ للفنون.
 
معروف عنك تفضيلك للكوميديا، لماذا؟
 
بالفعل المسرح الكوميدي هو النوع المفضل لدي لأنه أثبت قدرتي على التواصل مع الناس أكثر من غيره، وذلك من خلال الدعابة التي أقدمها أثناء طرحي لقضايا مهمة، وهي وسيلة لإيصال الرسالة في قالب محبب للمشاهدين.
 
ما الذي يحتاجه المسرح اليوم حتى يخرج من كبوته ويتطور؟
 
المسرح العماني يعاني ويحتاج إلى الاهتمام بالمستوى بعيداً عن الأشكال الفنية المقحمة والشعارات والبحث عن أشكال فنية المهم فيها غرابتها. وأريد أن أشدد على أهمية العودة إلى الأرض باعتماد الأشكال المبنية على أساسيات الفن الواقعية، لأن الواقع هو الأساس، فعلينا إذاً أن نتمسك بمفهوم الصدق الفني، سواء كان على صعيد التمثيل أو الإخراج. وأرى أنه من الصعب على المسرح أن يتطور ويأخذ دوره الطبيعي في المجتمع من دون اهتمام الجهات المسؤولة عن الثقافة والفن ومؤسسات الدولة بشكل عام. وأنا أشعر بالأسف لعدم اهتمام الجهات المعنية في عمان بالمسرح.
 
فالمسرح في أي بلد هو عنوان الحضارة وعندما يهمل المسرح تأخذ المجتمعات بالانهيار، ولا يمكن لأي مؤسسات أخرى أن تلعب الدور الذي يمكن أن يؤديه المسرح بما يحمل من مضامين ورسائل أخلاقية وثقافية مهمة وبأساليب قريبة للناس ومؤثرة فيهم بشكل أكبر ومباشر.
 
إلى أي مدى ترى أن الفنانين مخلصين للمسرح في عمان؟
 
هذه نقطة في غاية الأهمية، وسأجيب عنها باقتضاب يلخص كل ما يمكن أن يقال، فرغم معاناة الفنانين العمانيين من سوء الاهتمام بهم ورغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وافتقادهم الدعم لنشاطاتهم المسرحية، ما زالوا يتمسكون بالمسرح ويخلصون له لعل وعسى أن يتغير الحال وهذا يحسب لهم بحق، فلولا هذه التضحية والإيمان بما يفعلون كان المسرح سينقرض منذ سنوات طويلة.
 
ما هي أكبر الصعوبات التي يواجهها المخرج عند التصدي لأي عمل اليوم؟
 
أرى أن المسرح لعبة جميلة تشبه كرة القدم، تتحرك الشخصيات هنا وفق رؤية المخرج على الخشبة، ويركض اللاعبون هناك تحت تعليمات المدرب على العشب الأخضر، فيصنع المخرج نجاحه من صالة الجمهور لا الجوائز.
 
ما هي مؤسسة فكرة، حدثنا عما قدمته؟
 
«فكرة» هي مؤسسة تضم نخبة من الموهوبين ليدعم كل شخص الآخر بما يملكه من موهبة، وقدمت خلالها مجموعة من الأعمال المهمة منها «قبل أن يذوب الجليد»، «جزيرة الموت»، وحالياً تعمل شركة فكرة للإنتاج الفني على الانتهاء من المشاهد الأخيرة للفيلم السينمائي «الداده».
 
ما هو طموحك؟
 
أتمنى أن يتألق المسرح العماني وأطمح بأن أشاهد كل فنان مسرحي مكافح ناجح، فنجاحه هو نجاحي، والمسرح أسرة وليس فردا، وإذا أردنا أن يكون لدينا مسرح حقيقي يجب أن نعمل بروح الفريق ونسعى إلى بناء جيل مسرحي على صعيد الممثل والمتلقي أيضاً، فالمسرح بلا جمهور لا يستطيع البقاء والجمهور يحتاج إلى أعمال مسرحية قادرة على التعبير عنه لكي يتخذ قراره بالذهاب لحضور مسرحية. إنه طريق طويل ولكنه واعد وبهمة المسرحيين العمانيين لا بد وأن نصل.
 
———————————————————–
المصدر :مجلة الفنون المسرحية –  الخليج 

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *