العرض الجزائري “مايا” الوقوع في فخ الحلم

 

أداء احترافي لسعاد جناتي..

عرض منودراما “مايا” بالمسرح الوطني محي الدين باشطارزي في الجزائر العاصمة، مساء الأربعاء بالموازاة مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، حيث كانت قاعة مصطفى كاتب محج لعشاق أبو الفنون الذين استمتعوا بالعرض، أين كان متميزا بأداء الممثلة “سعاد جناتي” التي برزت احترافيتها في العرض الذي وصل إلى أربعة وثمانين عرضا.

بدأ عرض “مايا”، بموسيقى الفلامنكو الاسبانية، ظهرت فيه الممثلة سعاد جناتي من خلف الستار الأبيض ترقص على أنغامها، هو الحلم الكبير الذي روادها منذ صغرها، فمن الجزائر إلى اسبانيا كان ذلك الحلم مبتغاها، لتنصدم في الأخير بواقع مر، انتهى بها كعاملة نظافة في البيت العالم حسب ما جاء في العرض الذي اتسم باللهجة الجزائرية وبعض الكلمات الاسبانية.

احترفت في الأداء الممثلة سعاد حيث جسدت دور مايا بكل احترافية وكذا تنقلها من شخصية إلى أخرى كـ”نانا” جدة أمها، ودور السكير باحترافية عالية، إذ جعلت من المتلقي أن يشاهد العجوز الكبيرة في السن، وأن يشاهد السكير كذلك وغيرها من الشخصيات التي تقمصتها.

جاء العرض “مايا” ليحكي قصة بنت جزائرية غربتها الحياة عن وطنها الأم، وعن أمها التي هجرتها وسنها لم يتجاوز سبعة سنوات، عادت خيوط القصة للكاتب هشام بوسهلة التي لم تخلو من المواقف السياسية التي برزت أكثر على لسان السكير مخاطبا البحر عن ضرورة ابتلاعه للحكومة التي لم تنصف شعبها.

ترك المخرج هشام بوسهلة نهاية العرض الذي جاء لمدة ساعة من الزمن مفتوحة، متسائلين عن عودة “مايا” إلى وطنها الأم الجزائر، خاصة بعد علمها بعودة أمها التي هجرتها، وما بين بقائها في اسبانيا وقبولها بعرض خوانيتو مالك بيت العالم.

 كما برز جهد الكاتب في كل من الإخراج والسينوغرافيا، وهذه الأخيرة جاءت محكمة في بساطتها عبر  ثلاثة ستائر بيضاء صنعت بهم الممثلة فوق الركح طفلا، وسفينة، ولباسا، كما جاء الدلو للنظافة وللجلوس، وكانت الإضاءة منتشرة ومركزة أحيانا أخرى، كما تخلل النص بعض الأغاني الجزائرية مع التغير في الكلمات حسب مضمون النص.

يجدر الذكر أن مونودرام “مايا”، من إنتاج 2012 لفرقة موزاييك سيدي بلعباس من الغرب الجزائري، حاز على العديد من الجوائز على اثر مشاركته في الكثير من المهرجانات داخل وخارج الجزائر، منه مهرجان فجيرة الدولي للمنودراما، مهرجان كويت الدولي للمنودراما، وأبرزها كان مهرجان بقعة الدولي للمسرح بالسودان، أين نال جائزة أحسن عرض متكامل، وخمسة جوائز أخرى في السينوغرافيا، في النص، المؤثرات الصوتية، إلى جانب جائزة أحسن إخراج وأحسن أداء نسائي.

———————————————————

المصدر : مجلة الفنون المسرحية – صارة بوعياد

شاهد أيضاً

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء

صدور العدد (36) من مجلة (المسرح العربي) للهيئة العربية للمسرح  كتب – عبد العليم البناء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *