العرض الأردني ” العرس الوحشي ” و الانطلاق نحو الابداع والتألق المسرحي

محسن النصار 

 شهد مهرجان المسرح العربي التاسع في الجزائر عرض  مسرحية   “العرس الوحشي” من تأليف فلاح شاكر وهو كاتب عراقي واخراج الآردني عبدالكريم الجراح وقد استوحى المؤلف المسرحية من ” رواية العرس الوحشي ” للكاتب الفرنسي يان كفلك

وتدور احداث المسرحية الأردنية حول فكرة الأغتصاب ,ويبدأ العرض المسرحي في سيفنة  جعلها المخرج عبارة عن ارجوحتين  معلقتين بالحبال  استثمرهما المخرج في دلالة عديدة  منطلقا بالحدث المسرحي  بمونولوجات وحوارات  بين الأم والأبن الغير الشرعي حيث  أستذكار الماضي  والأحداث الزمنية المختلفة التي مرت بها الام من معناة ومأساة  الأغتصاب والشاب الذي عانى وتولدت لدية العقد النفسية لعدم معرف من ابوه الشرعي  فيبدأ باسترجاع الذكريات مع والدته، ويبدأ كل منهما بمحاسبة الآخر بحوار نابع  من الذات الأنسانية التي صبت جم غضبها على  الجلاد الذي ترك الضحية في عذابات مريرة  حيث  تعرّض  الأم للاغتصاب وأدت هذه الجريمة  الى   حملها لهذا الابن الذي يرى قدومه للدنيا عارًا ويقع في حيرة الكره والحب لهذه الأم،

 وحاول المخرج أضفاء قوة للعرض من التأكيد  الجانب البصري حيث  جعله يتأثر تأثراً بسير الأحداث في العرض المسرحي ففي ظل التحولات التي  تشهدها الشخصيتين الأم والأبن الغيرشرعي  احداث وحوار نابع من تأنيب الضمير تحول المحتوى المسرحي عموما من نص تقليدي الى صور مؤثرة بواسطة الأضاءة ودرجاتها اللونية والديكور بتشكيلاته المتعددة ذات الدلالات , حيث الحبال المتدلية  والهياكل العظمية المتدلية وسط الفضاء المسرحي ,مما  أحدث تغير مباشرفي عملية تجسيد النص المسرحي  من خلال  الأتجاه نحو الجمالية البصرية  لشد وشحن عاطفة المتلقي , والمستوى البصري الذي  تعامل الممثلين معه جاء منسجما مع الأداء المسرحي المؤثر  وإحكام السيطرة على الفعل المسرحي لدى الممثلين   في الفضاء المكاني وأضفاء  الشعور , كان عاملاً اساسياً في تطور احداث العرض المسرحي في  ابداع وحدات بصرية مختلفة لتكوين فضاء العرض المسرحي وعملت  على تأكيد  الزمان والمكان من  خلال الربط بين الصراع النفسي والعواطف المسلوبة والموسيقى والغناء والأضاءة  ذات الدلالات المتعددة  والحركة الجسدية للممثلين انتج الصورة المسرحية ذات الاشكال المختلفة. 

وأما المستوى السمعي كالموسيقى والغناء  الحي المباشر  في العرض المسرحي فقد كان منسجما مع الأحداث والصراع الدائر بين الأم والأبن الغير الشرعي .

وأما المستوى الحركي فقد كان أداء  الممثلين الفنانة شفيقة الطل، وابنها غير الشرعي وأدى شخصيته الفنان زيد خليل مصطفى جيدا  فالشخصيتين الأم والأبن  الغير شرعي  تكيفا مع العرض المسرحي من خلال  ابراز  صفات كل شخصية ,وتمتعا  بمستويات عديدة من المشاعر وألأحاسيس  اثناء الأداء  وتميزا بعملية تركيز مبدعة  كانت  لها  القدرة على الانتقال في حالات ولحظات متعددة بين الحوار والحركة  والافعال والمشاعر   وسيطرتهم على التعبيرات  الحركية و الانطلاق نحو الابداع والتالق المسرحي .

شاهد أيضاً

الكتاب المسرحي العربي للمرة الأولى في جيبوتي. اسماعيل عبد الله: حضور منشورات الهيئة العربية للمسرح في معرض كتب جيبوتي حدث مفصلي في توطيد الثقافة العربية.

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *