الطفل متلقيا ومشاركا في العمل/ناجية السميري

منذ تزايد عدد المهرجانات المسرحية الموجهة لجمهور الأطفال بكامل تراب الجمهورية شهدت المسرحيات التي تخاطب هذه الفئة العمرية نسقا متصاعدا في الإنتاج لتأثيث هذه التظاهرات واستقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين الشغوفين بهذا الفن حتى أننا نكاد نسجّل عنوانا جديدا يضاف إلى القائمة كل شهر تقريبا، ويعتبر هذا النسق التصاعدي من المؤشرات الإيجابية من حيث الاهتمام والتركيز على ثقافة البناء التي من أهم مقوّماتها تنشئة الطفل تنشئة سليمة وتثقيفه وتدريبه على مختلف فنون الفرجة.

وضمن هذا السياق تشهد الساحة الثقافية قريبا عرضا لمسرحية «الجزاء العادل» التي تتضمن جملة من الرسائل والقيم النبيلة يتلقاها الطفل/الجمهور المستهدف من خلال حكاية تدور أحداثها في غابة بطلها أسد وهو ملك عادل مشرف على الموت يختار القرد الحكيم ليتولى تعليم ابنه وتهيئته ليتولى الحكم من بعده، لكن الثعلب «أرقط» يدسّ القرد لدى الإوزة الحارسة الأمينة للأسد، ويتمكن بمعية أخيه «ثعلوب» من اختراق القصر بعد عزل القرد عن طريق النميمة والخداع… وبمجرد شروع الثعلب في تنفيذ مخططه المتمثل في القضاء على الأسد واحتواء الشبل للإستيلاء على العرش تهبّ الحيوانات بقيادة الطيور والإوزة والببغاء «كوكو» لحماية مملكتهم وإنقاذها من فساد الثعلبين، عندها يتدارك الأسد أمره ويصدر مرسوما لترسيخ مبدإ الديمقراطية والدفاع عن الحريات من خلال الدعوة إلى إنتخابات عادلة تنصّب من سيكون عليه الإجماع لقيادة المملكة.

«الجزاء العادل» مسرحية كتب نصّها عبد الحكيم العليمي، أما الدراماتورجيا والإخراج فتولاّهما أنور العياشي المتحصل مؤخرا على تصنيف «مميّز» من طرف وزارة الشؤون الثقافية، يساعده في الإخراج وحيد مقديش ويقوم بالأدوار كل من سندس حمو ووحيد مقديش وفتحي ميلاد وعبد القادر دخيل ومحمد الجريجي ويسرى السبوعي ومنصف العجنقي.

العمل من إنتاج شركة الفردوس للإنتاج والتوزيع الفني التي قدمت مجموعة هامة من الأعمال المسرحية الموجهة للطفل منها «أسرار اللصوص» الحائزة على جائزة العمل المتكامل بمهرجان الرباط الدولي و«رحلة الدرب الصعب» و«سرحان في مدينة لبيب» و«صفاء وسلطان المياه» وغيرها من الأعمال الحاصلة بدورها على تتويجات كثيرة على الصعيدين الدولي والوطني.

تدور المسرحية في ستين دقيقة وتسعى من خلال التقنيات المتعددة التي تعتمدها (الأقنعة والعرائس) لتحقيق أهداف فنية وأخرى تعليمية موجهة للأطفال في سن الثامنة والرابعة عشر، يقدم العمل في فضاء تنشيطي يكون الطفل طرفا فيه لا من خلال التفاعل مع الشخوص والأحداث فحسب وإنما بالمشاركة الفعلية في العمل وذلك بارتداء أزياء تنكرية وأكسسوارات تمكّن حوالي عشرين طفلا من الجمهور المتلقي من التمثيل والرقص والغناء صحبة الممثلين،حيث يضم هذا العمل مجموعة من الأغاني كتبها البشير فرح ولحّنها وأعد موسيقاها التصويرية أيمن الرياحي.

المصدر/ اليوم

محمد سامي / مجلة الخشبة

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد العاشر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *