الأمين العام للهيئة العربية إسماعيل عبد الله: خطط مستقبلية لتفعيل المسرح المدرسي في دول الخليج

بدأت الهيئة العربية للمسرح منذ مايو/‏‏‏أيار 2015 العمل على تنفيذ مشروع «استراتيجية تنمية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي»، الذي أعدته خلال عام 2014، فوجهت لجاناً إلى مختلف الدول العربية لدراسة أوضاع المسرح المدرسي ووضع خطط عمل بالتعاون مع وزارات التربية في هذه البلدان، وسمحت تلك التحركات بتنفيذ ورش وندوات فيها، وعلى المستوى الخليجي سمح اتفاق التعاون الذي أبرمته الهيئة مع مكتب التربية لدول الخليج العربي بدراسة أوضاع المسرح المدرسي في الخليج، ووضع خطط للعمل المستقبلي، تم من خلالها الاتفاق على تولي الهيئة تنظيم مهرجان المسرح المدرسي في هذه البلدان، وتطويره بما يكفل الاستفادة القصوى منه. حول ما تم إنجازه حتى الآن، وذلك في إطار المسرح المدرسي، حاورت «الخليج» إسماعيل عبد الله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الذي تحدث أيضاً عن مستجدات مهرجان المسرح العربي في العام المقبل.

} لقد سمح لكم الاتفاق مع مكتب التربية لدول الخليج، دراسة واقع المسرح المدرسي في هذه الدول، كيف وجدتموه؟

لقد وجدنا أن واقع المسرح المدرسي متفاوت بين هذه الدول، وقد التقت أفكارنا مع أفكار مكتب المنظمة العربية للتربية لدول الخليج العربي، في أنه آن الأوان لإحياء هذا الجانب لأنه يمثل – حائط صد- في وجه الأفكار المنحرفة والظلامية، التي تريد أن تصادرنا فكرياً وسياسياً، وتنحرف بأجيالنا عن جادة الوعي الصحيح، فالمسرح قادر على بناء شخصية الطالب، وزرع القيم الإنسانية والوعي السليم في نفوس الصغار.

} ما أهم الخطوات العملية التي قمتم بها حتى الآن من أجل تطوير واقع المسرح الخليجي؟

اتفقنا مع مكتب التربية لدول الخليج العربي على أن تتولى الهيئة العربية للمسرح تنظيم مهرجان المسرح المدرسي الخليجي، وهو مهرجان كان ينظم كل سنتين في البحرين، ويأتي هذا الاتفاق بناء على مذكرة التفاهم التي كنا وقعناها مع المكتب في نهاية العام الماضي من أجل تنمية المسرح المدرسي في دول الخليج، وجعل المسرح مكوناً أساسياً من المجتمع والبيئة المدرسية التي تتجاوز أسوار المدرسة، من خلال فتح آفاق التعاون في مجالات النشر والتوثيق والتأهيل وإقامة المسابقات والمهرجانات، والعمل على إنفاذ برامج «تنمية استراتيجية وتطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي» في الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، وذلك بناء على توجيهات من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقد أطلقنا خطة شاملة لتقييم وضع النشاط المسرحي المدرسي في الخليج، وشملت الخطة تقييم وضع «المهرجان المدرسي لدول الخليج العربي»، وسمح التقييم بتقديم مجموعة من المقترحات لتفعيل هذا المهرجان.

وكان من ضمن المقترحات أن تتولى الهيئة تنظيم المهرجان، وقد بدأنا وضع خطة عمل طموحة للنهوض به مستفيدين من تجربتنا الكبرى في تنظيم مهرجان المسرج العربي.

} ما ملامح تلك الخطة؟

بموجب الاتفاق المبرم بيننا وبين مكتب التربية لدول الخليج العربي، تتولى الهيئة تنظيم المهرجان، وتحويله من مهرجان ينظم كل سنتين إلى سنوي، وبدل أن يبقى في دولة واحدة، ينظم بشكل دوري في كل الدول الأعضاء، وقد أحسسنا بفائدة هذا التنقل الدائم للمهرجان من خلال النتائج التي حصلنا عليها في مهرجان المسرح العربي الذي يتنقل بين الدول، وهناك تفاصيل أخرى نعمل عليها الآن مع مكتب التربية لدول الخليج، وسوف ننتهي إلى وضع تصور عام على أن نبدأ تنظيم المهرجان في 2017، ومن بين المسائل التي سيعاد النظر فيها، طبيعة المشاركة، ومعاييرها، كما أننا سنعمل على رفع الجوائز والمحفزات، ونعتبر أن كل عمل إبداعي مسرحي ينبغي أن يثمن بأقصى ما يمكن، لأنه عمل للإنسان ومن أجله.

} تبنيتم خطة لتطوير المسرح المدرسي العربي عموماً، ما أهم بنود تلك الاستراتيجية؟

هذه الخطة قدمناها في الدليل الذي تمت صياغته ليكون برنامج عمل لتنفيذ الاستراتيجية العربية لتنمية المسرح المدرسي، وهي خطة من شقين، الأول قصير الأمد ويتمثل في التعرف إلى الاحتياجات الأولية للمؤسسات التعليمية المدرسية، وهو ما سيمكننا من خلق قاعدة صلبة، وأول تلك الاحتياجات هي نقص الكوادر المدرسية المؤهلة لقيادة العمل المسرحي داخل المدارس، واستجابة لهذه الحاجة أنجزنا العام الماضي في الشارقة برنامجاً تأهيلياً ل100 معلم مدرب من مختلف أنحاء الوطن العربي.

} هل من جديد عن الدورة القادمة من مهرجان المسرح العربي؟

الدورة كما أعلن سوف تقام في الجزائر، وهذه السنة عدلنا عن التقليد الجاري بإقامة المهرجان في عاصمة الدولة المضيفة، واخترنا أن نقيمه في مدينة قسنطينة، تزامناً مع اختيارها عاصمة للثقافة العربية 2016، وهي مدينة حيوية تضم منشآت مسرحية كبرى ومجهزة للعمل، وابتداء من الدورة القادمة وهي التاسعة، سوف تقام كل دورة تحت اسم فنان مسرحي رائد من الدولة المضيفة، وقد اخترنا بالاتفاق مع وزارة الثقافة الجزائرية لدورة هذا العام أن تسمى باسم الفنان الجزائري «عز الدين مجيوبي».

 

الشارقة:محمد ولد سالم

http://www.alkhaleej.ae/

355

شاهد أيضاً

وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف

        وادي الذئاب تعيد للمسرح الصومالي حياته بعد ثلاثة عقود من التوقف …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *