ارتجالات مسرحية تفوّقت على نصوصها

بعض النجوم اتجهوا خلال مسرحياتهم إلى الارتجال مستهدفين الساسة، وآخرون ارتجلوا ليضيفوا نكهة خاصة. نستعرض هنا أبرز الارتجالات التي سجلها كبار المسرحيين

شوشو
في أحد عروض مسرحيته “وصلت للـ99” أوائل السبعينيّات حضر الرؤساء الثلاثة في لبنان. ففاجأهم الفنان حسن علاء الدين، “شوشو”، بارتجاله جملة لا تزال عالقة في أذهان اللبنانيين حتى اليوم. كان حينها سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية وصائب سلام رئيسا لمجلس الوزراء وكامل الاسعد رئيسا لمجلس النواب. ارتجل جملة اقتبسها من أسماء الرؤساء الثلاثة فتوجّه لزميله في المسرح بالقول: “أريد حذاء بمسمار صائب ونعل فرنجية وشريط كامل”.

عادل إمام
لا تزال المسحة الارتجالية التي قام بها في مسرحية “الواد سيد الشغال” الأطرف في العمل كله. قدّم إمام مسرحيته عام 1985. حينها كان زميله الفنان عمر الحريري مشاركاً في أحد الأعمال التلفزيونية الرمضانية الأقرب إلى الفوازير. قرر عادل إمام مباغتة الحريري بسؤاله عن العمل، ثم استمرّ بالسخرية من أعمال الفوازير بحضور الأخير الذي تفاجأ كليا وأصيب بهيستريا من الضحك. المشهد يحصد حتّى اليوم آلاف المشاهدين عبر يوتيوب.

سهير البابلي
قدّمت مع الفنانة شادية مسرحية “ريا وسكينة” عام 1984. شارك في البطولة المسرحية الراحل عبد المنعم مدبولي وأحمد بدير. لاقت نجاحاً هائلا أطلق بدير ورفع أسهم البابلي مسرحياً. كان يفترض أن تقدّم لبدير فطورا صباحيا كزوجة “عبد العال”. طلبت من بدير حينها أن يقوم بإطعامها، لكنّه استمرّ في تأدية المشهد دون إشراكها بالأكل، فما كان منها إلا أن ارتجلت قائلة: “لا وكتاب الله ده مش تمثيل ده بحقّ وحقيق، المخرج ما قلّوش كده”.

سعيد صالح
كان الفنان المصري القدير لماحاً سياسياً بالدرجة الأولى. كان بطلا أساسيا في المسرحية الشهيرة “مدرسة المشاغبين”. لم يتلطّ خلف النظام كما فعل “بهجت الأباصيري”، أي عادل إمام. مرسي الزناتي، أي سعيد صالح، آثر معاداة النظام ودفع ثمن ذلك بدخول السجن ثلاث مرّات. الملفت أنّ ارتجال صالح بجملة في مسرحية عرضت له عام 1983 كان سبب سجنه أوّل مرّة. صالح الذي خرج فجأة عن النص بمقولة استهدفت الرؤساء العسكريين الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر (جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك)، قال: “الأول أكلنّا المش والتاني علمنا الغشّ والثالث لا بهشّ ولا ينشّ”. جملة كانت كفيلة بدخول صالح السجن ستة أشهر.

سناء يونس
في مسرحية “سك على بناتك” عام 1980 وقفت بدور فوزية أمام أبيها فؤاد المهندس، دكتور رأفت، واستعرضا أمام خطّابها. استمع الفنان محمد أبو الحسن، حنفي، لعمّه بينما راح يذكره بأنّ عمر الشريف وكونتاكنتي وأمثالهم تقدموا لابنته. هنا ارتجلت يونس: “فؤاد المهندس بذاته إتقدّم لي”، فضحك ولحق بسناء يونس بعدما فرّت ضاحكة باتجاه آخر في المسرح. –

 

زياد عيتاني

http://www.alaraby.co.uk/

 

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *