«أشرعة الحب» تسقط في التراجيديا بمهرجان المسرح الفكاهي

سقطت مسرحية «أشرعة الحب» من إنتاج المسرح الجهوي عز الدين مجوبي لعنابة في التراجيديا، بالمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي، أين ضاعت السعادة ومات الحب وانتحر الإنسان، حيث عاد العرض للمؤلف عبد الحميد قوري وللمخرج جمال حمودة.

استمتع جمهور المدية بالعرض المسرحي القادم من مدينة عنابة «أشرعة الحب» بالرغم من غرقه في كل مرة في التراجيديا، عبر المحطات التي وظفت فيها الكوميديا، أين ظهر ذكاء الجمهور الذي ينصت للخطاب التراجيدي وللحوار الذي يتنفس فيه من الفكاهة بدار الثقافة حسان حسني.
 عاد التأليف للكاتب عبد الحميد قوري الذي تحدث في العرض عن عائلة تعيش شكليا السعادة، الزوج والزوجة غير متفقين بعدما طرحت الزوجة على فراش المرض وأصابها المرض الخبيث «السرطان»، ولم تعلم أحدا بمرضها الحقيقي، فالزوج في هذه الحالة يلجأ إلى إمرأة أخرى وتتبادر إلى عقله فكرة الطلاق. تعرف البنت بهذا الشق الحواري الهش الذي يعيشه أبوها وأمها، فتتخذ من ذكرى زواجها حلا لإعادة المياه لمجراها من جديد، لكن لا جدوى من ذلك، ومع تطور الأحداث تعرض الزوجة على زوجها العيش معها في كل لحظة لمدة عشرين يوما، وبعدها يمكنه أن يتزوج بالمرأة التي يحدثها ويفكر بالزواج منها، لكن وهو يعيش الأيام مع زوجته يكتشف بأنها مريضة بالسرطان وأنه لم يتبق من عمرها إلا أياما معدودة، فيندم على ما أقدم عليه من خيانة وسوء معاملة لزوجته.
أمضى المتلقي تسعين دقيقة من زمن العرض المسرحي، وتابع بكل دقة تطور الأحداث، وفي ملخصها كانت العبارات تؤكد على الأشياء البسيطة التي تحيي الحياة وتقتلها في نفس الوقت، منها «قد نستهين بالأمور الصغيرة كالابتسامة، الكلمة الحلوة، لمسة حنان، النظرة الطيبة، الإصغاء للآخر، التي تمثل روح السعادة والحب وإن ضاعت السعادة ومات الحب وانتحر الإنسان.. وقتها لا ينفع الندم».
عن عرض «أشرعة الحب» قالوا لـ «المحور»:
 اقتربت «المحور اليومي» بعد عرض مسرحية «أشرعة الحب»، من كاتب النص عبد الحميد قوري الذي أكد أن الفكاهة ليست تهريجا بل رسالة تمرر، ومع المخرج جمال حمودة الذي أوضح أنه لم يشتغل على العرض «أشرعة الحب» لمهرجان المسرح الفكاهي وإنما للإنسانية.
كاتب النص عبد الحميد قوري: «الفكاهة ليست تهريجا بل رسالة تمرر»
 صرح كاتب النص عبد الحميد قوري لـ «المحور اليومي» على هامش عرضه لمسرحية «أشرعة الحب» بقوله: «لابد أن نتحكم في مفاهيم المسرح بالجزائر ونتساءل ماذا تعني الكوميديا، فتجلى قالب المسرحية في كوميديا المواقف»، مضيفا أن جمهور المدية كان ذكيا جدا في تفاعله مع العرض المسرحي، وهنا لابد من الوقوف على أن الفكاهة لا تعني التهريج، ونحن بأمس الحاجة إلى الضحك والترفيه عن النفس لكن في نفس الوقت نمرر من خلاله رسالة، وإن قلنا إن عرض «أشرعة الحب» تراجيديا، فالفنان حسان الحسني كان يبكي ويضحك الجمهور في وقت واحد».
وعن زيارته للمدية كشف لـ «المحور» بقوله «قصتي مع المدية قصة طويلة، منذ التسعينيات مع الفنانة سميرة صحراوي، فكنا نقطع طرقات الموت لعرض مسرحيات، وأتذكر عرضي ببلدية بوغار..»
المخرج جمال حمودة: لم أشتغل على عرض «أشرعة الحب» للمهرجان المسرح الفكاهي وإنما للإنسانية»
ومن جهته كشف المخرج جمال حمودة لـ «المحور» أنه من اختار النص المسرحي لتجسيده ركحيا، بقوله «عندما قرأت نص عبد الحميد قوري حاولت إقناع مديرة المسرح الجهوي بعنابة، بتحوله ركحيا، فالنص كان جيدا وأردت الاشتغال عليه، فاخترت الممثلين وتم التوزيع، وعمدت في الرؤية الإخراجية إلى توظيف بعض مواقف السخرية غير المعروفه كثيرا بالمسرح بالجزائر لأننا اشتغلنا أكثر على براشت، وأتمنى أن يتميز كل المخرجين في نوع من أنواع ومدارس المسرح وإنما مع إدخال إبداعهم وتفردهم في العرض من ناحية الإخراج، والنص وغيره من أنواع العروض المسرحية، مع ضرورة أن تكون العروض منقولة من الواقع المعيش الجزائري، فالعرض الذي قدمته اليوم لم أشتغل عليه للمهرجان الوطني للمسرح الفكاهي وإنما للإنسانية، بالإشارة إلى المشاكل اليومية التي يعيشها المجتمع، ورغم جودة المواقف الدرامية نضع الجمهور في متنفس كوميدي، أو ما يسمى بالتراجيكوميدي.»
وأضاف المخرج جمال حمودة «لكن في الأعمال التي قمت بها، حتى في الملاحم، أقحم المواقف الكوميدية لأن الجمهور الجزائري لا يحتاج إلى الدراما فقط وإنما إلى الكوميديا أيضا»، وعن جمهور المدية أكد أنه ذكي جدا، وأن المهرجان ما هو إلا فرصة للقاء والاحتكاك مع الفاعلين في المسرح.
http://elmihwar.com/

شاهد أيضاً

النشرة اليومية لمهرجان المسرح العربي الدورة 14 – بغداد – العدد الثاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *