أدعو لتوظيف التراث العربي في المسرح

 

المصدر /الصباح/ نشر محمد سامي موقع الخشبة

خلال أمسية اقامتها رابطة الفنانين والادباء العراقيين في كندا، للاحتفاء بالعمل المسرحي الجديد للفنانة والمخرجة التونسية إرتسام صوفي، التي تتمتع بسجل مهني حافل بالأعمال المسرحية والمشاركات العديدة بمختلف المهرجانات العربية والدولية، فضلاً عن عضويتها بلجان التحكيم، ارتأت «الصباح» محاورة الفنانة التونسية صوفي لاسيما بعد مشاركتها بعمل من إخراج الفنان العراقي د.عبد الحسين علوان.

سألناها أولاً عن ثيمة العمل المسرحي الذي قدمته في تورنتو في كندا مؤخرا،
فأجابت:
– وجّهت لي الدعوة لعرض مسرحية «لجوء» في مهرجان كندا الدولي، ويشارك في التمثيل كل من أمل التواتي و آمنة حجوني، وهي من تأليفي أما الإخراج فهو للدكتور عبد الحسين علوان.
ومسرحية لجوء تمر بصراعٍ ذاتي للتخلّص من الموروث العربي «الرثّ» –حسب تعبيرها – تجاه المرأة».
وتضيف «المسرحية تتحدّث عن تجربة إمرأة عاشت لفترة من الزمن في زنازين الاعتقال، خلال فترة دراستها بالجامعة وأعادت معايشة تجربة الاعتقال خلال ثورات الربيع العربي، حيث سلّطت عليها أشكال مختلفة من التعذيب الجسدي و اللفظي».
ولفتت ارتسام صوفي الى أن «بطلة المسرحية تعيش صراعا ذاتيا حيث تبحث عن اللجوء إلى الذات و ليس اللجوء الجغرافي (خارج الوطن).. فهذا اللجوء ليس مرتبطا بالمكان ولا بالزمان، بل هو صرخة رفض لتراكمات ومحاولة تخلّص من الارث العربي و نظرته الدونية
للمرأة».
*هل تعنين انه محاولة للتخلّص من عقدة الجسد؟
– نعم، وليس ذلك فحسب، بل هو بتعبير أوضح مقاومة ذاتية للتحرّر من الداخل والتخلّص من العنف ضد المرأة الذي توارثته مجتمعاتنا جيلا بعد جيل.
* كيف وفق المخرج العراقي د.علوان في التقاط رؤاك وتجسيدها بشكل متسق لما وددتي طرحه؟
-أعتقد انه وفق تماما عبر الاحساس وملامسة الخط الدرامي والصراع المتنامي طيلة العمل، كما اننا جسّدنا كل هذه الأفكار(تقنياً)على الخشبة من خلال الإضاءة واعتماد المونوغرام الذي اعتبره اختياراً تماهى مع كل أشكال المونوغرام بحيث يتعين اعتماده في بقية الأعمال المسرحية.
* كيف تصفين تجربتك بعد كل هذا المنجز المهني الحافل؟
– دائما أردد مع ذاتي ، ما زال امامي الكثير كي اتعلمه ، والكثير لاقدمه ، لأن الفن ليس شيئاً مقولباً أو جامداً، فثمة الكثير من المتغيرات والفن متجدد على الدوام، لذلك انا شديدة الحرص على المتابعة والاطلاع على كل ما هو جديد. وكما تعلم فإن الفنان الذي يصيبه الغرور او الثقة المفرطة يصاب بالخمول ، وتصبح اعماله متكررة لا لون فيها ولاطعم.
* المسرح التونسي كان شعلة وقادة، هل خفتت هذه الشعلة الآن ؟
-لا، فلايزال المسرح التونسي من أهم المسارح العربية تحديثا وتجريبا ، بالرغم من كونه ظل رهين العلبة الإيطالية لمدة طويلة، وبقي أيضا أسير الجدران الأربعة، وحبيس الكواليس الخلفية، والديكورات الواقعية والطبيعية والتاريخية والعبثية، يعيد مسرحة التجارب الغربية اقتباسا وترجمة واستنباتا وإعدادا
وتونسة.
غير أنه في العقود الأخيرة، ظهرت مجموعة مميزة من التجارب المسرحية تحمل مشعل التغيير والتثوير، داعية إلى مسرح بديل يعوض المسرح الغربي، وذلك بالانفتاح على فضاءات وسينوغرافيا عربية حقيقية، تتسم بالانفتاح، والتنوع، والأصالة، والاحتفالية، والشعبية، والمشاركة التواصلية الحميمية بين الممثل والجمهور، وتشغيل التراث بصيغ فنية وطرائق جمالية
مختلفة .
*بعد هذا العرض، هل هناك مشاريع اعمال أخرى في كندا ؟
– لن أستبق الامور، لكن أمامي مجموعة من النصوص وفي قادم الايام سيقع اختياري على أحدها لتقديمه هنا في كندا .
* ماهي رسالتك للفنانين العراقيين والعرب في المغترب الامريكي والكندي ؟
– ادعوهم جميعاً لمزيد من التعاون مع الفنانين الكنديين والامريكان، وعدم التقوقع على التجربة العربية الاحادية، لديكم فرصة لتنويع تجاربكم و اثرائها فلا تهدروها . كما ادعو اخوتي الفنانين العرب لمزيد من العمل والاجتهاد بغية ايصال وإخراج التجربة المسرحية العربية الى الجمهور في شمال القارة
الامريكية.
يذكر ان صوفي هي ممثلة ومخرجة ومؤلفة تونسية، رئيسة جمعية العنقاء للفن المسرحي ، وصاحبة شركة المخبر للانتاج والتوزيع الفني، فضلاً عن تأسيسها وإدارتها لمهرجان «مرا» الدولي للمسرح النسائي في تونس، ولها حضور مميز مع الجوائز والشهادات التقديرية، حيث نالت آخر جائزة لأفضل ممثلة في مهرجان عشيات طقوس في الاردن في العام 2013.

شاهد أيضاً

نهضة المسرح العربي الجديدة والمتجددة مع الهيئة العربية للمسرح ومسؤولية المؤرخ المسرحي إعداد: أحمد طنيش

   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *